××........... ما من شك في أن محمد بركات هو واحد من أفضل وأبرز لاعبي كرة القدم فى تاريخ الكرة المصرية ليس بسبب مهاراتعه المتعددة فحسب ولكن لامتلاكه روحا لا تتوافر فى الكثير من لاعبي جيله وهى اللعب للفوز حتى لو كان فى فريق لا يلعب على بطولة وهو ما عرفناه فى الزئبقي منذ كان لاعبا ناشئا فى السكة الحديد وعرض على الأهلى ورفضه محمود السايس نجم التدريب الاهلاوى فى بداية التسعينيات حتى بعدما انتقل للدراويش وقضى معه 5 سنوات من أمتع سنوات حياته الكروية بشهادة ملك الحركات نفسه، وأخيرا مع النادى الأهلى الذى حقق معه كل البطولات بداية من الدورى وحتى المشاركة فى المونديال الياباني ونال كذلك كل ما تمناه من شهرة ونجومية عوضته عن الظلم الإعلامى الكبير الذى تعرض له إبان لعبه للإسماعيلي حيث كان احد أمهر لاعبي الدورى الممتاز ومع ذلك يتجاهله الإعلام الرياضى بمختلف أطيافه وألوانه.. لذلك عندما قرر الرجل الاعتزال النهائي للكرة –سواء لضغوط داخل النادى للامتثال للشروط أو لأنه يشعر فى داخله بأنه بلغة الكورة "خلص" ولم يعد لديه جديد يقدمه- لم أجد تفسيرا لهذه الضجة الكبيرة التى ثارت حول الزئبقي، وكأن اللاعب سيخلد فى الملاعب ولن يأتى يوم ليعتزل مثل أساطير الكرة فى العالم قاطبة، فقد اعتزل الخطيب وحسن شحاتة وطاهر أبوزيد وسيعتزل أبوتريكة ولن تقف الكرة فى الأهلى أو غيره ولنأخذ المثل من السير أليكس فيرجسون الذى ودع الكرة فى مانشستر يونايتد وسط حفاوة وتكريم لم يسبق لهما مثيل.. كما اننى أرى أن الأهلى حاليا بدأ فى انتهاج الاعتماد على الشباب مع الخبرة وهو ما يتحسبه مسئولوه الذين يرون أن هناك معدل أعمار مرتفع جدا لا بد من النزول به.. ومع كل هذا لو عاد بركات فى قراره وربما هذا ما سيحدث فلن يلعب زيادة على موسم فقط وليعتبره ختاما جيدا مع القلعة الحمراء ولتكن نهاية حقبة عاش فيها حلما جميلا نال فيه كل ما تمنى ويكفى أنه اللاعب الوحيد فى تاريخ الأهلى الذى لم يهزم من الزمالك في كل المواجهات بين القطبين. ××.......... التصريح الذى فجره فييرا في المؤتمر الصحفى لمباراة الترسانة فى الكأس اعتبره عضو مجلس الزمالك مفاجأة وغير متوقع، ولا أعلم أين المفاجأة فى هذا فلقد طفح الكيل بالرجل مما يلاقيه على الرغم من جهده الكبير مع الفريق الذى انتشله من الاحباط وعاد باللاعبين لمسيرة الانتصارات المتتالية التى عادت لمدرسة الفن والهندسة بعد غياب لقرابة العشر سنوات، فالبرتغالى "ريقه نشف" مع الإدارة من أجل مستحقات اللاعبين الذين مهما حاول ترضيتهم ورفع روحهم المعنوية لكنه لن يستطيع أن ينسيهم مصدر دخلهم الذى يتعيشون منه ومع اعترافنا بان الأزمة المالية خانقة على الجميع لكن هذا لا يمنع من تدبير ولو أجزاء من هذه المستحقات.. وهو ما جعل فييرا يعلنها على الملأ ويفضح الغدارة التى كانت تعد لاعبيها ثم تخلف وعدها، وليس أدل على هذا الكلام مما قرره اللاعبون بعدم الذهاب للكويت فى ودية خيطان لولا التدخلات والضغوط لعدم إحراج النادى الكبير فى الوطن العربي.. وعلى الرغم من وعود مجلس عباس باقناع فييرا بعدم الرحيل الا أن محاولتهم لن تفلح لأن فييرا يرغب جديا فى انهاء تجربته فى مصر والعودة للخليج الأكثر استقرارا ماليا وفنيا ولا داعى لإدخال الأهلى طرفا فى افساد بقاء الرجل من أجل بطولة إفريقيا وادعاء العمل على افشال مسيرة الأبيض، لأن كل من له علاقة بالأمر يؤكد ابتعاد الأهلى تماما عن فييرا وعدم التفكير مطلقا فى التعاقد معه.
××........... أعجبتني كثيرا الإشادات المتتالية على العامرى فاروق وزير الرياضة بعد اقراره بند ال 8 سنوات والتى أتاحت الفرصة لظهور وجوه جديدة للترشح فى الانتخابات بالأندية والاتحادات بعد أن كانت اقتربت من أن تكون حكرا على مجموعة بعينها مع الاعتراف الكامل بأنها كانت ناجحة لحد كبير والمقصود هنا بالطبع النادى الأهلى.. فيكفى أننا وجدنا شخصية مثل الكابتن عصام عبدالمنعم وهو واحد من أبرز أبنا الأهلى قبل أن يكون إعلاميا بارزا، وهو يتحدث عن تفكيره فى خوض انتخابات الأهلى، وهو بما له من خبرة بالعمل الإدارى فى اتحاد الكرة والفترة الرائعة التى قضاها على رأسه والمبادئ والقواعد التى أرساها والتى قطف ثمارها سمير زاهر –شفاه الله- ومجلسه لسنوات ليست بالقليلة، يستطيع قيادة سفينة الأهلى في الفترة المقبلة لو قرر الدخول فى الانتخابات حقا.. كما أنني أرى أن دخول أسماء جديدة فى العملية الانتخابية سواء فى الأهلى أو الزمالك ستجعل هناك متسعا كبيرا من الحرية لدى الجمعيات العمومية لاختيار مجالسها القيادية فى السنوات المقبلة.. وهو فى الأول والآخر بفضل شجاعة الوزير الكفء الذى يعمل من أجل المصلحة العامة فى عصر نسعى فيه جميعا للحرية والوجوه الجديدة بعد أن مللنا من وجوه مكررة حجبت الفرصة عن كثيرين وهو ما يؤدى الى ندرة الكوادر القيادية.. فلنجعلها فرصة حقيقية لتنفس نسائم الحرية الرياضية رغم أنف الكارهين لها.
××............ على الرغم من أنه لقب شرفي لا يحسبه الاتحاد الدولى لكرة القدم ضمن البطولات الرسمية.. لكنها بطولة غالية تحسب للنجم محمد أبوتريكة الذى أبدع وتألق وقاد بني ياس لبطولة الخليج لأول مرة فى تاريخه منذ نشأتها، ومن يرى الحب الجارف من لاعبي السماوى ومسئوليه وجماهيره لتريكة يدرك معنى الأخلاق الرياضية التى تسبق المهارات والأهداف وهو ما كافأته عليه جماهير السماوى، فعلى الرغم من أن محمد زيدان لا يقل مهارة عن تريكة وربما يزيد في اللياقة البدنية لكنه لم يلق قبولا مثلما الحال مع تريكة عند بني ياس، وعلى تريكة أن يحمد الله أن نهايته مع الفريق الإماراتي جاءت ببطولة وإن لم تكن رسمية لكنها معنوية حيث يعلم الجميع مدى الحساسية المفرطة بين أندية الخليج فى مواجهتهم المباشرة.. ولكننى أنصح أبوتريكة بعدم تكرار التجربة الخليجية وإن كان ولا بد فليذهب للدورى السعودى الذى به منافسة شرسة تعلى من مستواه فنيا وبدنيا على الرغم من أن سن تريكة تقدمت وقد لا تكون هناك فرصة جديدة لذلك خاصة أن الأشقاء فى السعودية يتجهون الآن للمحترفين –على اختلافهم أفارقة وأوروبيين ولاتينيين- من صغار السن.. ونهاية عود أحمد يا تريكة للكرة المصرية.
××........... كنت أتمنى عدم إقدام مجلس إدارة النادي الأهلى على خطوة خصم مبالغ من مستحقات حسام البدرى ردا على ما فعله مع الفريق ورحيله فى منتصف الموسم، وذلك لأنها ستزيد الجفوة بين الطرفين، فربما كان حصول البدرى على ما يستحقه بعرقه وجهده مع الفريق فى فترة أراها حالكة السواد على الكرة المصرية وما حققه من إعجازات بشهادة الاتحاد الدولى "فيفا" رأس كرة القدم فى العالم من فوز بدورى الأبطال والسوبر المحلية والإفريقية، كان سيقرب المسافات، لكن على ما يبدو أن الأهلى هو الاهلى فقد ضم البدرى لمجموعة: التوأم حسن وابراهيم سعيد وعصام الحضري مما ينذر بعدم رجوعه فنيا مرة أخرى للقلعة الحمراء.. وما صرح به البدرى سابقا وما سيصرح به لاحقا لن يرضى المسئولين وحلفائهم بالطبع، لذلك انتظروا مزيدا من الحرب الكلامية بين الطرفين فى الوقت القريب.
××............ ولا اجد أفضل من هذه الأبيات لأختم بها حديثي: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا لحيا الله أقواما يقولون إننا وجدنا طوال الهجر للحب شافيا والسلام ختام..................................................................