شهد نهائي كأس إيران هذا الشهر ضربة مزدوجة لمشجعي بيرسبوليس والمنتخب الإيراني على حد سواء. فعملاق طهران لم يخسر المباراة وبالتالي الكأس لمصلحة سيباهان، لكن أيضاً لاعبين من أبرز الأسماء في النادي. فقد أعلن مهدي مهدافيكيا وعلي كريمي اللذان فازا بجائزة أفضل لاعب آسيوي للعام في 2003 و 2004 على التوالي، إعتزالهما بعد المباراة. "كنت حقاً متحمساً لإنهاء مسيرتي بإحراز الكأس لكن هذا لم يحدث"، هذا ما قاله مهدافيكيا البالغ من العمر 35 عاماً والذي يعتبر دون أي شك أفضل لاعب إيراني إحترف في الخارج حيث خاض 208 مباراة مع هامبورج الألماني. وأضاف في إشارة منه إلى 85،000 متفرج تواجدوا في ملعب أزادي من أجل متابعة المباراة "أنا حقاً آسف للجماهير التي جاءت إلى الملعب." ويعتبر مهدافيكيا من بين اللاعبين الأسطوريين في البلاد بعد أن مثل إيران في نسختين من كأس العالم. فبعد أن ورث شارة القائد من علي دائي بعد ألمانيا 2006، وضع مهدافيكيا المنتخب الإيراني على بعد ثلاث نقاط من التأهل لجنوب أفريقيا 2010 قبل الجولة الختامية من التصفيات التي وضعته في مواجهة جمهورية كوريا الجنوبية. لكن المباراة الحاسمة انتهت بالتعادل 1-1 بعدما سجل بارك جي سونج هدف التعادل لكوريا الجنوبية في الدقيقة 82 ليلغي الهدف الذي سجله للإيرانيين مسعود شجاعي، واضعاً حداً لسعي مهدافيكيا ورفاقه للتواجد في العرس الكروي العالمي بطريقة دراماتيكية. وكانت هذه المباراة الأخيرة لمهدافيكيا بقميص المنتخب الإيراني، علماً بأنه رابع أكثر لاعب خوضاً للمباريات مع المنتخب الوطني برصيد 111 مباراة. وشهد العام التالي عودة مهدافيكيا، الملقب بدير تيبيخ (السجادة) من قبل المشجعين الالمان بسبب أسلوبه السلس في المراوغة، إلى بلاده قادماً من إينتراخت فرانكفورت. وبعد تجربتين قصيرتين مع ستيل أزين وداماش، عاد العام الماضي إلى بيرسيبوليس، الفريق الذي انطلقت فيه مسيرته الكروية اللامعة. القائد كريمي يقول وداعاً: إذا كان إعتزال مهدافيكيا قد أسدل الستار على الجيل الذهبي الذي وصل الى فرنسا 1998، فإن إعلان كريمي كان خسارة مدرب إيران كارلوس كيروش لقائده. فبعد تعيينه في منصب مدرب إيران عام 2011، إستدعى مدرب البرتغال السابق كريمي الى صفوف المنتخب الوطني مجدداً، وأوكل إليه مهمة القائد مشاركة مع جواد نيكونام. وقال كيروش لموقع فيفا الرسمي العام الماضي: "أنا سعيد جداً بكريمي ونيكونام. كلا اللاعبين لديهما خبرة دولية قيمة يحاولان تشاركها مع بقية أعضاء الفريق. إنهما يلعبان دوراً تعليمياً رئيسياً في المجموعة." كما قال المدرب، ساهم لاعب وسط بايرن ميونيخ السابق في وصول إيران إلى الدور الأخير الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى البرازيل 2014، وهو كان على الموعد مع الشباك في المباراة التي فازت بها بلاده على جزر المالديف 4-0. لكن حملة إيران أصبحت مهددة بعد الخسارتين المفاجئتين أمام لبنان وأوزبكستان بنتيجة واحدة 0-1 العام الماضي. وهكذا، كان إعتزال كريمي غير متوقع خصوصاً أن إيران، التي تتخلف بفارق أربع نقاط عن أوزبكستان، تواجه ثلاثة إختبارات مصيرية الشهر المقبل، إذ تسافر إلى الدوحة لمواجهة قطر في 4 يونيو/حزيران، قبل استضافة لبنان بعد أسبوع، على أن تكون نهاية المشوار في مواجهة خصم عنيد هو المنتخب الكوري الجنوبي. "أنا أعلن اعتزالي كرة القدم هذه الليلة،" هذا ما قاله كريمي البالغ من العمر 34 عاماً بعد المباراة النهائية لكأس إيران، مضيفاً "أعتقد أنه حان الوقت بالنسبة لي للتركيز على حياتي الشخصية. أنا أنهي أيضاً مسيرتي الدولية." ورغم حجم الصدمة التي أصابته، يدرك الجمهور الإيراني أنه يدين بالشكر لهذا اللاعب الذي سجل 38 هدفاً في 127 مباراة دولية خلال 14 عاماً مع المنتخب الوطني، ما يجعله ثالث أفضل هداف في تاريخ بلاده خلف دائي وكريم باقري فقط. وبعد فوزه بجائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2004، كان كريمي مرشحاً للفوز بالجائزة مجدداً العام الماضي في أعقاب بعض العروض الرائعة مع ناديه ومنتخب بلاده على حد سواء. من جانبه، يدرك كيروش تماماً أن على فريقه الفوز في جميع المباريات المتبقية إذا كان يريد حجز إحدى البطاقاتين المؤهلتين مباشرة عن مجموعته إلى البرازيل 2014. المشاركة الأخيرة لكريمي كانت في نوفمبر الماضي في المباراة التي خسرتها بلاده على أرضها أمام أوزبكستان. "ثلاث مباريات حاسمة في إنتظارنا"، هذا ما قاله كيروش، مضيفاً "سوف نصل إلى أهدافنا أو نخسر كل شيء. لكن حلمنا سوف يصبح حقيقة وحان الوقت لنكون متحدين. رسالتي اليكم هي 'أن تكافحوا في أرضية الملعب'."