كلما صرح مصدر مسئول في وسيلة إعلامية رياضية سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة، أثق أنني أمام إنسان "خسيس" قرر أن يفضح شخصية أخرى من دون أن يكشف نفسه أمام ضحيته في المقام الأول، ورفض ذلك المصدر المسئول دائما ذكر اسمه لأنه ببساطة لا يزال يلتقي ضحيته بالأحضان والقبلات، وربما يجلس معها لينعت الصحفي أو الإعلامي الذي كتب ونشر وأذاع الخبر بأسوأ الألفاظ. "مصدر مسئول" .. لم أجهد نفسي يوما في البحث عن اسمه الذي دائما ما يرفض ذكره، لأنني بت أعلم علم اليقين شخصيته، فهو بمنتهى البساطة "خبَاص" يحاول استغلال موقف للخلاص من منافسيه بأقل جهد ممكن، ليخلو له الجو أو الكرسي. ولأنه ببساطة "جبان" يخشى المواجهة، ولا يمتلك شجاعة ولا جرأة ولا قوة الحق، ولأنه ببساطة غالبا ما يكون وراء كذبة كبيرة واختلاق قصة ما لغرض في نفسه، ولأنه ببساطة أيضا والأهم لا يملك الحجة والمنطق للتحاور مع من يخالفه في الرأي. الغريب أن الإعلام الرياضي يقفز فوق كل ذلك ويتشبث بخبر مجهول الهوية والبرهان، ويصنع منه هالة إعلامية تتحول معه لقضية رأي عام وهمية، و والأغرب أن الإعلام الرياضي غالبا ما يتجاهل أي نفي ممن استهدفه الخبر، بل ويطالبه بتقديم المستندات والأدلة الداحضة لما جاء به، وهو نفس الإعلام الذي لم يتعب نفسه ليطلب من سيادة "المصدر المسئول" أن يقدم أدلته على صحة ما يسوق. كنت أتصور في الماضي القريب أن كل من أصبغ على نفسه صفة خبير آو محلل هو الأخطر على العمل الإعلامي الرياضي، مخافة أن يستغل أحد آراؤه في إقرار واقع مخالف للحقيقة، إلا أن الأيام أثبتت أن السيد "مصدر مسئول" هو الأخطر، فقد يكون بيننا ولا نشعر بوجوده ومن ثمَ خطورته، بل من الممكن أن يلعب لعبته بازدواجية بين طرفين، فيشعل حريقا لا يقوى أحد على اطفاء نيرانه. لقد أصبح الأمر يثير السخرية والضحك، و أيضا الحزن و "القرف" كلما صادفت عيناي هذه العبارة " صرح مصدر مسئول رفض ذكر اسمه"، لا سيما أنها تفشت كثيرا في الإعلام الرياضي خلال الآونة الأخيرة، وأصبح من بيننا عشرات، بل مئات من الأستاذ " مصدر مسئول"، حتى أصبحت أعتقد أن المصدر المسئول صار على ما يبدو حرفة لها نجومها وأصولها ومهاراتها ومخططاتها، فإذا ما انتقلنا من الوسط الإعلامي الرياضي إلى ما عاداه من إعلام، حتما سنجد الالاف من الأستاذ "مصدر مسئول" الذي تعيش على عطاياه المجزية بعض الفضائيات و كل مواقع التواصل الاجتماعي وعدد لا بأس به من الصحف الورقية والإلكترونية. [email protected]