** بقدر ما نعانى كصحافة رياضية وإعلام رياضى من توقف النشاط الكروى وخاصة مسابقة الدورى العام، وما لذلك من تأثير بالغ على مدى الإقبال على قراءة ومتابعة الأحداث الرياضية على صفحات الصحف والمجلات الرياضية، بقدر ما نرى أن توافر "الظروف المواتية" لاستئناف المسابقة أمر ضرورى ولا غنى عنه لاستقرار الأمور، فنحن لا نريدها عودة "هشة" لا تستمر طويلا، وإنما نريدها عودة "مستديمة" برضا واتفاق ومصالحة بين جميع الأطراف المعنية: أمن وجماهير ألتراس وإدارات أندية وإعلام مكتوب ومسموع ومرئى، وهذا يتطلب بذل جهد مخلص من كل طرف، فالأمور لا تتحمل الصراعات والمناوشات والمشاحنات ولا المهاترات! ومن بين "الظروف المواتية" التى أقصدها ما يلى: أولا: الأمن.. لابد أن يكون الأمن على اقتناع كامل بضرورة استئناف النشاط الكروى لأن هذا هو الضمانة الأولى للعودة، واقتناع الأمن يأتى من اقتناع الدولة بضرورة استئناف النشاط لحماية آلاف الأسر المصرية من بطالة عائل كل منها. ثانيا: جماهير الألتراس.. لابد أن يكون هناك إجماع بينهم على استئناف النشاط الكروى.. فلا معنى لأن يجتمع بعضهم مع بعض المسئولين عن الرياضة سواء فى وزارة الشباب أو فى لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى ويوافقوا على عودة النشاط عقب الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد بصرف النظر عن طبيعة هذا الحكم سواء كان بالإدانة أو البراءة، ثم يخرج زملاء لهم من خلال موقعهم الرسمى على الفيس بوك فينفوا هذا الكلام تماما ويصروا على القصاص أولا!! ثالثا: البث الفضائى.. لابد من التوصل إلى اتفاق بين التليفزيون ولجنة البث المشكلة من عدد من رؤساء الأندية المشاركة فى الدورى والممثلة لهم أمام التليفزيون، وبين القنوات الفضائية التى ترغب فى بث مباريات المسابقة، لأنه فى ظل اللعب بدون جمهور يصبح البث التليفزيونى للمباريات هو مصدر الدخل الرئيسى للأندية للصرف على رواتب ومكافآت وعقود اللاعبين والمدربين والإداريين وغيرهم. والغريب أنه حتى كتابة هذه السطور لم يتم بيع الدورى لأى جهة، فى ظل رفض الجهة الإدارية للبيع الحصرى، وفى ظل عدم تحديد موعد نهائى لانطلاق المسابقة. رابعا: الاقتناع المجتمعى.. مهم جدا أن يكون هناك اقتناع مجتمعى من جانب أطياف المجتمع المختلفة وتياراته المتعددة.. والشواهد الراهنة تشير إلى أن البعض للأسف الشديد لا يتحمس بالقدر الكافى لعودة الدورى أو النشاط الكروى بوجه عام، بل هناك من ينتمون للوسط الكروى نفسه ولا يريدون استئناف المسابقة فى ظل ما تمر به البلاد من ظروف تشهد وقفات احتجاجية وتظاهرات واعتصامات فئوية ومليونيات متنوعة، وكلها أمور تمثل عبئا إضافيا على الأمن فيرفض الموافقة الكتابية التى يطلبها اتحاد الكرة لإعلان استئناف النشاط الكروى! وإذا كنت لا أستطيع أن أخفى عدم تفاؤلى بقرب استئناف النشاط الكروى، فإننى لابد أن أتمسك بتلابيب الأمل فى أن تكتمل هذه "الظروف المواتية" فى أقرب فرصة ممكنة.. قولوا يا رب. ** دورى بدون الأهلى.. جسد بلا روح.. مسابقة بلا بطل.. بطولة بلا طعم.. تلك حقيقة لا مبالغة فيها وأقولها ردًا على الدعوة الغريبة التى نطق بها بعض لاعبى الدورى وعدد من مسئولى الأندية، والتى تستند إلى أن النادى الأهلى هو المستفيد الوحيد على اعتبار أنه يلعب فى أفريقيا بينما النشاط الكروى متوقف فى كل الأندية الأخرى.. وهذا فى تقديرى قول حق يراد به باطل، فالمؤكد أن أكثر الأندية خسارة من توقف الدورى هو النادى الأهلى لأن التزاماته المادية ومعه نادى الزمالك بدرجة أقل أكبر كثيرا من كل الأندية الأخرى، ومعلوماتى أن خسائر الأهلى من هذا التوقف تجاوزت الأربعين مليون جنيه فكيف يقال إنه المستفيد الأول من التوقف؟ وكيف يطالب البعض بوقف مباريات الأهلى فى دورى الأبطال الأفريقى بعد أن بات قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب؟ وهل هكذا تقاس الأمور؟.. أكرر أنها حقا دعوة "خائبة" لا يمكن أن تجد لها صدى إلا عند متعصب أو غير فاهم أو حاقد، لأن الأهلى يمثل مصر فى بطولة أفريقية بالغة الأهمية، وتحقيقه إنجازا فيها هو شرف لكل المصريين، والانسحاب منها لأى سبب يعرض النادى الأهلى لعقوبات شديدة، فهل هذا ما يريده أصحاب هذه الدعوة الغريبة؟! بالمناسبة.. ألف ألف ألف مبروك للنادى الأهلى فوزه على صن شاين وتأهله للنهائى الأفريقى لمواجهة نادى الترجى التونسى.. وعقبال الفوز بالكأس الأفريقية والصعود إلى كأس العالم للأندية بمشيئة الله تعالى. ** الأستاذ الدكتور أسامة السيد "الأزهرى حتى النخاع" نموذج رائع للشيخ الداعية الوسطى الذى يفهم جيدا أصول الدين والشريعة والفقه، ويتمتع بقدرة هائلة على الإقناع وتنوير الناس وتعريفهم بديننا الحنيف.. شاهدته.. ضيفا مع الزميل الإعلامى اللامع خيرى رمضان، واستمتعت بكل ما قاله ببساطة ووضوح ردًا على أسئلة خيرى ومداخلات المشاهدين.. علم غزير وخلق كريم ورصانة وفصاحة لسان وتواضع جم.. أتمنى أن أرى الكثيرين من أمثاله على شاشات الفضائيات وفوق منابر المساجد فى كل أرجاء مصر، ويقينى أن الأزهر الشريف ملىء بالقامات الكبيرة والدعاة الحقيقيين وليس هواة الشهرة والأضواء، وأتمنى أيضا أن تعود هذه المؤسسة الدينية العريقة إلى دورها التنويرى الفعال بوسطيتها المحببة إلى جموع المسلمين. ** كل سنة والأمة الإسلامية بخير بمناسبة "عيد الأضحى المبارك" أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات، وعلى مصرنا الغالية بالاستقرار والوفاق والمصالحة ولم الشمل من أجل غد أفضل. آمين يا رب العالمين.