كثير من مدربى كرة القدم اتجهوا للعمل كمحللين فى القنوات التلفزيونية، منهم من اعتزل التدريب وتفرغ للتواجد داخل الاستيوهات المكيفة، ومنهم مازال يجمع بين التدريب داخل الملعب والتحليل فى التلفزيون، مما أوقعهم في تناقض بين ما يقولوه داخل الاستديوهات ولا يطبقونه أثناء عملهم مع أنديتهم فى الملعب. وعن هذه الظاهرة يقول الكابتن على أبو جريشه المدرب السابق والمحلل فى التلفزيون المصرى: ما يقوله المدرب داخل الاستديو وهو يحلل على المباريات، من الصعب أن يطبقه داخل الملعب لظروف كثيرة، أهمها أن لاعبيه لم يقم باختيارهم للفريق الذى يعمل به، ومن ثم لايملك العناصر التى تطبق ما يقوله، ولذلك نجد الاختلاف فيما يقولونه فى التلفزيون ونتائج وآداء أنديتهم. الكابتن حسن الشاذلى المحلل الرياضي يقول: فى البداية يجب أن يملك المحلل عدة صفات أهمها أن يكون صاحب تاريخ كبير كلاعب وصل إلى المستوى الدولى، وأن يكون صاحب خبرة كبيرة فى مجال التدريب، ليكون لديه القدرة على قراءة المباريات وتحليل آداء اللاعبين، ومعرفة قدرة المدربين، بالإضافه إلى دراسته لعلم التدريب ومعرفة فنون كرة القدم، و يمتلك القبول لدى الجماهير من خلال الشاشة، وهذه هبة من الله سبحانه وتعالى، أما عن المدربين الذين يجمعون بين العمل فى التدريب والتحليل فهم معذورون عندما لايطبقون ما يقولوه داخل الاستديو مع أنديتهم لان لاعبى الانديه التى يعملون بها لا يملكون القدرات التى تؤهلهم لتنفيذ فكر مدربيهم، فالنظرى يختلف عن العملى، وكثيرا ما نجد مدربين ينجحون فى التحليل لكن لا يحققون هذا النجاح مع التدريب، وهذا لا يقلل من قدراتهم كمدربين، وينطبق أيضا على مدربين كبار لا يعملون فى التحليل عندما يدربون أنديه قدرات لاعبيها محدودة لا يحققون معها ما حققوه مع أندية أخرى تملك لاعبين متميزين. ويقول الكابتن فاروق جعفر المدير الفنى لنادى طلائع الجيش والمحلل فى التلفزيون المصرى: لايستطيع أن يقوم أى لاعب كرة سابق بالتحليل على مباريات الكرة بالتلفزيون، فالمحلل يجب أن يملك مواصفات خاصة، أهمها الموهبة كلاعب كرة دولى سابق، ومتخصص فى كرة القدم، ودرس التدريب، وهذا ما حدث معى منذ أن كنت لاعبا سابقا فى نادى الزمالك ومنتخب مصر، ودرست كره القدم، حيث حصلت على ماجستير فى كرة القدم، ولذلك عندما اتحدث فى الكرة اتحدث عن علم ودراسه وممارسه على أعلى مستوى والحمد لله يكون الكلام له تأثير لدى مدربى الانديه واللاعبين ومقنع لدى الجماهير، كما يجب أن يتسم المحلل بالعدالة ويبتعد عن الانتماء حتى لا يفتقد المصداقبه لدى جماهير الاندية المختلفة. ويضيف فاروق جعفر بقوله: لو طبق كل اللاعبين أفكار مدربيهم ما حدثت خسائر لاندية وفوز أنديه أخرى. ويطالب فاروق جعفر بابتعاد لاعبى الكره السابقين عن العمل فى الاعلام كمقدمى برامج أو مذيعيين لأنهم لايملكون خبرة العمل الإعلامى والدراسة، ويحصلون على دراسات فى مجال كرة القدم والتدريب للعمل كمحللين، وليس كإعلاميين. ويقول الكابتن طارق يحيى المدير الفنى لنادى مصر المقاصه والمحلل فى احدى القنوات الفضائية: تحليل مباريات كرة القدم حق لكل من يعمل فى هذا المجال وهى ظاهرة عالمية فنجد أفضل المدربين فى أوروبا مثل جوج ارثر وساكى وغيرهم من المدربين يعملون فى قنوات الجزيرة الرياضية، والاستديوهات التحليلية أصبحت ظاهرة مع انتشار القنوات الرياضية، من أجل زيادة متعة المشاهد وهى عملية عرض وطلب بين المدربين وبين القنوات الرياضية، وكل قناه تحاول أن تكسب الجماهير من خلال البرامج التى تقدمها. واضاف طارق يحيى أن المدرب الذى يعمل كمحلل لا يستطيع تنفيذ فكره مع لاعبيه يعود إلى قدرات لاعبيه التى لا تستطيع تنفيذ فكره كمدرب، وحسب سير المباريات أيضا، فقد يكون هناك فكر محدد للمدرب لتنفيذه وعندما تبدأ المباراة وتتغير النتيجه يختلف فكر المدرب ولا ينفذ اللاعبون المطلوب منهم. اما الكابتن طلعت يوسف المدير الفنى لنادى اتحاد الشرطه فيقول: من الصعب أن يجمع المدرب بين التدريب والتحليل فهذا يتطلب جهدا وتركيزا كبيرا، فعلى الرغم من أننى تلقيت عروضا عديدة من القنوات الفضائيه للعمل كمحلل، إلا أننى رفضت، فالتدريب مهنة شاقة، ويتطلب متابعة اللاعبين داخل الملعب وخارجه، كما أننى أطالب اللاعبين بالتفرغ التام للفريق الذى أدربه، كيف أقوم بالابتعاد عنه والعمل فى مجال اخر؟ واضاف طلعت يوسف: هناك كتب كثيرة فى مجال كرة القدم، فهى علم، ولكنها أيضا موهبة وقدرات خاصة تختلف من مدرب إلى آخر وهذا ينطبق على من يعمل فى مجال التحليل على مباريات الكرة، فليس كل مدرب قادر على العمل فى التحليل. الكابتن حمزه الجمل المدير الفنى السابق لنادى سموحه يقول: يجب أن تكون هناك معايير فى اختيار من يعمل كمحلل فى القنوات الرياضية، ومدرب الكرة مكانه الطبيعى داخل الملعب، وإذا أراد أن يعمل كمحلل فيجب أن تكون لديه قدرات خاصة لهذا العمل، فلا يستطيع كل من عمل كمدرب أن يعمل كمحلل فى التلفزيون.