يبدو المنتخب الفرنسي في موقف لا يحسد عليه حيث يحاول استعادة توازنه وتنظيم صفوفه من جديد بعد الهزيمة أمام نظيره السويدي صفر-2 ، كي يستعد للمهمة الصعبة التي يواجهها عندما يلتقي نظيره الأسباني بطل العالم وبطل أوروبا في دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا. وخسر المنتخب الفرنسي أمام السويد أمس الثلاثاء في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة ، ليتجمد رصيد المنتخب الفرنسي عند أربع نقاط ويتأهل إلى دور الثمانية من المركز الثاني في المجموعة. وكان خروج المنتخب السويدي من دور المجموعات بيورو 2012 قد تأكد بالفعل قبل مباراة أمس حيث خسر الفريق أمام منتخبي أوكرانيا وإنجلترا. لكن المنتخب السويدي حقق نهاية مشرفة في البطولة بالفوز على نظيره الفرنسي 2 -صفر. وجاء تأهل المنتخب الفرنسي من المركز الثاني خلف نظيره الإنجليزي ، ليواجه مهمة صعبة أمام المنتخب الاسباني متصدر المجموعة الثالثة بينما يلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره الإيطالي صاحب المركز الثاني في المجموعة الثالثة. وحسم المنتخب السويدي مباراة أمس بهدفين سجلهما النجم زلاتان إبراهيموفيتش قائد الفريق وسيبستيان لارسون ، ليعود الفريق إلى بلاده مرفوع الرأس بعد أن كتب نهاية مشرفة له في البطولة على حساب المنتخب الفرنسي. واعترف لوران بلان المدير الفني للمنتخب الفرنسي "مواجهة المنتخب الأسباني في الوقت الحالي ليست سهلة. ففترة استعدادنا للمباراة تقل عنهم بيوم. يجب تقديم أفضل مستوى من أجل الفوز على أسبانيا. إنه (الفوز على أسبانيا) أمر يصعب تخيله بعد مثل هذه المباراة (أمام السويد). وبدا بلان في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم الأربعاء ، هادئا لكنه تحدث بلهجة حادة في وصفه لأداء فريقه خلال مباراة السويد. وقال بلان "كان مستوانا متوسطا في العديد من الجوانب ولم يكن بإمكاننا تعليق الأمل على الفوز بالمباراة.. لقد عانينا في الدفاع وفي خط الوسط. كنا نتمنى أن تتراجع قوة المنتخب السويدي في الشوط الثاني لكن ذلك لم يحدث. وقال بلان إنه تحدث بلهجة حادة وانفعل في غرفة تغيير الملابس ، حيث أبدى عدم رضاه عن أداء الفريق. وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية نقلا عن المهاجم أوليفيه جيرود أن الانفعالات كانت عالية وجرى تبادل الاتهامات على نحو غاضب بين اللاعبين أيضا. وقال بلان " الفريق السويدي تفوق علينا في الكرات العالية والكرات الأرضية طوال المباراة.. إذا حللنا المباراة سنجد أننا كافحنا ت خلالها.كان هناك فريق واحد هو الذي يحاول ويلعب من أجل الفوز ، وهو المنتخب السويدي. وأبدت وسائل الإعلام الفرنسية غضبا ملموسا ، حتى صحيفة "لو فيجارو" المعروفة باعتدالها فقد نشرت صباح اليوم الأربعاء في تقريرها عن المباراة عبارة "إنه شيء مذل... لم يكن هناك شيء سهل للمنتخب الفرنسي الذي كان اداءه متواضعا ومصابا بالشلل". ووصفت صحيفة "ليكيب" أداء المنتخب الفرنسي في مباراة أمس بأنه كان باهتا. وجاءت الهزيمة في مباراة أمس بعد أن حافظ المنتخب الفرنسي على سجله خاليا من الهزائم طوال 23 مباراة متتالية كان أولها في عام 2010 ، كما أنه الفوز الأول للسويد على فرنسا منذ عام 1969. وغابت الفاعلية عن خط وسط المنتخب الفرنسي بشكل كبير في المباراة حيث كان يفقد السيطرة على الكرة بشكل متكرر لصالح المنتخب السويدي الأكثر حماسا ، كما أنه أخفق في دعم خط الدفاع. وقال بلان "لم نكن اقوياء بالشكل الكافي في التصدي للهجمات. أعتقد أن المنتخب السويدي لعب بحماس كبير من داخله وقدموا كل ما لديهم ، وكانوا أفضل منا بكثير من الناحية البدنية". وكتبت صحيفة لو فيجارة "دور سمير نصري كان غائبا في خط الوسط أما المهاجم كريم بنزيمة كان عديم الخطورة". وعن المباراة أمام أسبانيا ، قال بلان "أعتقد أنه يجب أن نتحلى بالواقعية حيث أننا بصدد مواجهة واحد من أفضل منتخبات البطولة وأفضل المنتخبات في العالم أيضا. لذلك يجب أن نكون على مستوى الحدث". وأضاف "يمكن أن تحاول وتلعب بأي طريقة تريدها ، ولكن المنتخب الأسباني لا يسمح لك بالاستحواذ على الكرة كثيرا". وأوضح "يمكننا أن نتوقع من المنتخب الأسباني الاستحواذ على الكرة ، ونحن بحاجة إلى مواجهة ذلك. كرواتيا أظهرت ما يجب فعله. فعندما تتاح أمامك الفرصة يجب عليك محاولة استغلالها قدر الإمكان".