كنت أعتقد أن العدو الأول للثروة المعدنية في مصر هي هيئة الثروة المعدنية لما يلاقيه كل من تسول له نفسه أن يتقدم بطلب لترخيص منجم إضافة إلي رحلة العذاب التي يلاقيها المرخص من اجل العمل في هذا المجال.. ولكن ظهر لنا في الأفق عدو آخر إسمه البيئة والمحميات الطبيعية.. بهذه الكلمات بدأ المهندس الجيولوجي طارق محمود خيري حديثه للأهرام المسائي بعد أن فاض به وطفح الكيل من الجهات والهيئات المسئولة عن التعدين وقيامها علي حد وصفه بتعمد وضع العراقيل لكل أبناء مصر الحالمون بالعمل في مجال التعدين حيث نجح طارق خيري في إكتشاف أحد المناجم التي تحوي معدن الفلسبار بمحمية وادي الجمال الواقعة بجنوب محافظة البحر الأحمر وعندما حاول الحصول علي ترخيص من الجهات المعنية بهذا الشأن للعمل والإستثمار في هذا المجال تعرض لمواقف صعبة عبارة عن عراقيل وشروط مجحفة: يقول طارق محمود خيري- كبير جيولوجيين سابق ما حدث لي عندما تجرأت وحاولت ان أحصل علي ترخيص منجم. فلسبار يشبه المأساةفبحكم عملي ككبير مفتشي مناجم البحر الأحمر استطعت بفضل الله ان اكتشف أكبر تجمع لجبال من الفلسبار الوردي والذي يصل الاحتياطي المؤكد من هذا الخام الي أكثر من10 ملايين طن وبالفعل هذا الرقم حقيقي وتصل نسبة تركيز البوتاسيوم به من12-14% وهذه النسبة يعرفها جيدا العاملين في هذا المجال والتي تعتبر من أنقي وأجود أنواع الفلسبار علي مستوي العالم والذي يتم تصديره للخارج حيث يتراوح سعر الطن منه من400 450 جنية في موقعة وتكلفة انتاجة10 جنيهات فقط نظرا لضخامة التكوين الذي يرتفع من سطح الأرض بمسافة80 100 متر تقريبا وبحسبة بسيطة نستطيع ان نقول ان هناك خام من الفلسبار يقدر بحوالي4 مليارات جنيه مصري, والذي يستخدم في صناعات القيشاني والسيراميك والبورسلين والصناعات الحرارية والعوازل وحديثا في المبيدات الزراعية. وبعد هذا الاكتشاف حاولت ان أقوم بترخيص وبدء العمل وبعد خروجي علي المعاش تقدمت بالطلب الي هيئة الثروة المعدنية وكذلك لجهاز شئون البيئة وللأسف الشديد رفض الطلب وكان رد الثروة المعدنية بأن هذه المنطقة تقع ضمن أبحاث الهيئة ولا يجوز ترخيصها. أما البيئة فقد رفضت الترخيص لأن المنطقة تقع داخل محمية وادي الجمال وهذا سيؤدي إلي إزعاج الحياة البرية المكونة من الغزال والأرانب والجمال فيالمنطقة. وأشار المهندس طارق خيري إلي أن مساحة محمية وادي الجمال هي5300 كيلو متر مربع في حين ان مساحة وادي الجمال ذاتها لا تتعدي16 كم مربع وهي تمتد من ساحل البحر الأحمر شرقا الي طريق الشيخ ابو الحسن الشاذلي غربا بعرض يصل الي90 كم لكن سياسات العهد القديم بوضع العراقيل أمام نشاط التعدين والذي تسبب في ضياع المليارات بالإضافة إلي ثروات طائلة أخري.