من جديد عادت الاتهامات لتطارد مجلس إدارة نادي الزمالك وتحديدا رئيسه ممدوح عباس بالإهمال واللامبالاة في التعامل مع أزمات النادي المالية أو التصرف القانوني بشكل جاد وجيد لإيقاف نزيف ومسلسل هروب النجوم واللاعبين المميزين الذي بات يعاني منه الفريق الاول لكرة القدم في السنوات الأخيرة منذ توليه المهمة لفشله في تدبير مستحقاتهم المالية أو الوصول لإتفاقات جادة معهم للحد الذي أصبح الزمالك شديد الشيه بالمسجلين خطرا في الإتحاد الدولي فيفا لتكرار شكاوي النجوم ضده. والمشكلة الكبيرة التي بات يعاني منها الزمالك أن كل محاولاته للاحتفاظ بلاعبيه أو الرد علي الشكاوي التي يتقدمون بها للإتحاد الدولي لفسخ تعاقداتهم باءت بالفشل الشديد في السنوات الماضية مما أدي لتعرضه لخسائر ضخمة في صفقات كبري كلفته الملايين وأضاعت علي خزانته مثلهم بداية من أجوجو ونهاية بعبد الله سيسيه وما بينهما حسين ياسر محمدي والكاميروني أليكسس موندومو. الغريب ان الخسائر المتتالية للزمالك لكل شكاوي اللاعبين التي قدمت ضده في الإتحاد الدولي تأتي في وقت ينفق فيه النادي الكثير علي القانونيين سواء الذين يعملون فيه أو الذين يفوضهم لتولي هذه الملفات خارج حدود الوطن مما دفع الكثير داخل النادي للمطالبة بفتح تحقيق واسع في نزيف اللاعبين في الزمالك والهروب المتكرر لنجومه خاصة الأجانب بل وصل الأمر لحد اتهام البعض لمسئوليه بإهدار المال العام. وجاءت الانتقادات العنيفة التي وجهها عبد الله سيسيه لمجلس إدارة نادي الزمالك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده فور وصوله لليبيا لانضمام للاتحاد لتفضح مسئولي النادي وتثبت بما لا يدع مجالا للشك حجم اللامبالاة التي يعيشها النادي في الفترة الماضية سواء في فشلهم في تدبير مستحقاته المالية المتأخرة رغم أنها ليست كبيرة علي الإطلاق وحاجتهم الشديدة له.. ليس ذلك فقط بل إنهم تعاملوا مع الشكوي التي تقدم بها للاتحاد الدولي بلامبالاة شدية وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد. وكان البوركيني عبد الله سيسيه مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه أن الإتحاد الدولي أقر بشكل نهائي حقه في فسخ عقده مع الزمالك وحريته فلي الانتقال لأي فريق آخر دون قيد أو شرط وهو ما يعلمه مسئولو النادي وما دفعه للتوقيع للإتحاد الليبي إستنادا للقرار. المثير أن المشكلات المالية الضخمة للزمالك مع لاعبيه الأجانب لم تعد تتوقف عند حد هروب اللاعبين بعد فسخهم لتعاقداتهم بل إن منهم من لا يتردد في تحذير الكثير من المقربين منه بعدم الانضمام للزمالك ولا التوقيع له قبل الحصول علي اكبر قدر من مستحقاته المالية أو علي الأقل الاتفاق علي ضمانات تجبر النادي علي السداد في المواعيد المحددة مما يحول دون وصول النادي لإتفاقات مع لاعبين مميزين أو اصحاب خيرة حتي أن كل مفاوضاته في الفترة الماضية سواء في الموسم الماضي أو الذي سبقه مع محمد كوفي مدافع بتروجت فشلت تماما وغيره اكثر من لاعب فضلوا اللعب لأندية محلية اخري بدلا منه تلتزم بمنح اللاعبين رواتبهم السنوية في مواعيدها المحددة دون الدخول في نزاعات قانونية أو الاضطرار للشكوي لفسخ العقد. ومازاد من حدة الإحتقان داخل الزمالك أن الكثير من مسئولي النادي خاصة القانونيين كانوا يعرفون أن عبد الله سيسيه فسخ عقده فعليا واقره له الإتحاد الدولي قبل أيام وتحديدا قبل إرسال القائمة المحلية بدليل أنهم لم يضعوه فيه في البداية قبل التراجع وقيده خوفا من غضب الجماهير ومحاولة لتضليل الإعلام حتي لا يتعرضوا لإنتقادات وهجوم عنيف علي تفريطهم في لاعب بوزن وحجم وقيمة المهاجم البوركيني كان له التأثير الأكبر في النتائج الإيجابية للزمالك في الفترة الماضية دون مقابل وبسهولة كبيرة. ومثلما فرط الزمالك في عبد الله سيسيه فإنه فشل بشكل ذريع في الإبقاء علي اليكسس موندومو الذي تعاقد معه قبل موسمين من الإفريقي التونسي ولم ينجح في الوفاء بإلتزاماته المالية تجاه مما دفعه لتكرار السيناريو نفسه والانتقال إلي الرائد السعودي ضاربا بالزمالك عرض الحائط رغم أهميته في الموسم الجديد للفريق بعد رحيل ابراهيم صلاح للعروبة السعودي. والسبب الرئيسي للاتهامات العنيفة التي يتعرض لها مسئولو الزمالك بالإهمال وإهدار المال العام واللامبالاة تتعلق بأن عبد الله سيسيه عرض علي مجلس الإدارة قبل فترة غير بعيدة الرحيل من النادي مقابل التنازل عن مستحقاته المالية المتأخرة إلا أن النادي رفض بعدما تمسكوا بضرورة الحصول علي عائد من رحيله لأحد الأندية الإماراتية مما دفعه للبقاء والرحيل بلا قيد أو شرط بل والإستفادة من اللعب في تسويق نفسه دون تكاليف بعدما راهن علي إستحالة تدبير الزمالك للاقساط المتبقية في راتيه السنوي وهو ما حدث بالفعل و السيناريو نفسه بالكامل تكرر مع الكاميروني أليكسس موندومو. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن فشل الزمالك المزدوج سواء في تسويق اللاعبين أو الوصول لاتفاق ودي معهما سيضطر النادي رغما عن أنفه في سداد المستحقات المالية المتأخرة لهما وبضعها علي قمة أولوياته وفي درجة أعلي من لاعبيه الحاليين والتي تصل إلي ما يقرب من300 ألف دولار ما يصل إلي2 مليون و100 ألف جنيه وإلا سيتعرض للإيقاف الدولي.. ليضرب رجاله المثل في سوء الإدارة ويصبحوا النموذج الأكبر في التخبط في الرياضة المصرية بعدما لم يكتفوا بعدم تحقيق اية مكاسب من رحيل أليكسس مونومو وعبد الله سيسيه وإنما بات عليهم أن يدفعوا لهم مكافأة الرحيل. وكل الشواهد تؤكد أن سيناريو الرحيل والتقدم بشكاوي لإتحاد الكرة ولجنة شئون اللاعبين لن يتوقف عند حد أليكسس موندومو وعبد الله سيسيه وإنما يتجاوزهما في ظل المفاجآت الضخمة التي ينوي أكثر من لاعب تفجيرها في الفترة القليلة المقبلة بالرحيل ابرزهم أحمد حسن الذي لم يف الزمالك بوعده له بمنحه مقدم عقده الجديد ولا مستحقاته المتبقية من الموسم الماضي.