المبادئ تضيع في الطريق, واحدا تلو الآخر, لدرجة لايعرف ماالذي سيتبقي منها في النهاية, غير' عبارات احتجاج' يوجد مثلها في كل مكان ففي ظل تصاعد أهمية قضايا حيوية بالنسبة للوطن, وجدتني أفتقد الدكتور البرادعي, لأسمع تعليقا له حول مياه النيل, إلي أن وجدت خبرا عنه في إحدي صحفنا المعارضة المستقلة. والخبر عبارة عن تصريحات لقناة24 ساعة الفرنسية, يكرر فيه عبارة واحدة هي أنه لابد من التخلص من' النظام السلطوي', وأنه' حان الوقت للتخلص من النظام السلطوي, وأن مصر في حاجة إلي التخلص من' الحكومة السلطوية', وبصرف النظر عن هذا السيل من' السلطويات', لاينطبق بصراحة علي الدكتور نظيف, فقد استكملت القراءة. هناك مشكلة أولي حقيقية فيما قيل, هو أن الدكتور البرادعي بدأ يقتنع بأن الناس يدعونه لكي يكون' قناة للتغيير' وأنه لايمكنه أن يتخلي عن الشعب المصري, ماشي, والأهم هو أن هدف التغيير, كما يقول, هو التحرر من القيود التي تمنع مصر من أن تمارس دورها العالمي, وهنا سأقاوم بشدة أي نوع من' التريقة' علي موضوع العالمية هذا, فالدكتور البرادعي مسألة جادة, وعندما تكون الأمور جادة, عليه أن لايفكر كثيرا في العالمية, ولافي مؤتمرات نيويورك أو لندن, إذ بدأ ينزلق بشدة إلي' الخارج', وهذا سيؤدي إلي حرقه مبكرا, بينما لم يكد يقترب من السلم, فإذا كان العالم عادي في العالم, فهو ليس كذلك هنا. لكن مالفت الانتباه بشدة في التصريحات هو حديثه عن الإخوان المسلمين, فقد صاغ عبارة جميلة تقرر' أن أي حكومة مستقبلية إذا أرادت أن تكون منفتحة وتقدمية ينبغي عليها أن تعمل مع لاضد جماعة الإخوان المسلمين', ووفقا لما نشر فإنه يعتقد أن الجماعة ذات شعبية كبيرة بسبب طبيعة الدولة السلطوية, وأنه' كلما أنكرنا حقوق الناس شجعنا التطرف', وبصراحة فإن هذه الآراء تليق بقناة24 ساعة الفرنسية, وما أخشاه الآن هو أن نفقد الرجل مبكرا فعلا, بعد أن أضاف بعض الحيوية للحياة السياسية في مصر. إن لدي فقط سؤالا واحدا يتعلق بهذا النص الذي ورد في صحيفة موالية للدكتور البرادعي, وهو أنه إذا كانت الفكرة الكبري التي تتعلق بدخوله الحياة السياسية هي وضع شروط مسبقة يريدها أن تتحقق لكي يتمكن من أن يدخل' لعبة عادلة' من وجهة نظره, حتي لو كان ثمن ذلك هو دستور البلاد ونظامها العام, فلماذا لم يقم بوضع شرط مسبق واحد, يتعلق بمدنية جماعة دينية, قبل أن يقرر أن حكومته التقدمية القادمة سوف تعمل معها, أم أن للسياسة أحكاما؟ [email protected]