يعلق الغرب والشعب الايراني آمالا كبيرة علي الرئيس الجديد حسن روحاني في حسم ازمة الملف النووي وتخفيف العقوبات الاقتصادية التي تراكمت علي طهران. وهو ما ظهر خلال تعليقات وتصريحات مسئولي الدول الست الكبري المعنية بالملف النووي الايراني والذين اكدوا ان القوي العالمية تأمل أن يكون الرئيس الإيراني المعتدل نسبيا روحاني أكثر استعدادا لتسوية الخلاف النووي الذي طال أمده خاصة وأنه منزعج من العقوبات ويخشي من امتداد الاضطرابات في المنطقة إلي بلاده. وتأمل القوي الست- روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة- أن تنجح الضغوط الاقتصادية التي تمارس منذ سنوات في إجبار إيران علي الحد من نشاطها النووي الذي تشتبه القوي العالمية في أنه يهدف إلي تمكين طهران من تصنيع قنابل نووية. ويرجع فوز روحاني في الانتخابات الي تعهده بإصلاح الاقتصاد وهو ما يعرضه للكثير من الضغوط في الأشهر المقبلة لتنفيذ وعده, كما ان الملف النووي وتخفيف العقوبات الاقتصادية تمثل الكثير من الضغوط علي الرئيس الجديد الذي يخشي تراجع شعبيته وتآكلها. وجاء ترحيب الدول الست بمجئ روحاني كونه رجلا معتدلا ليوفر العديد من الفرص الجديدة التي قد تتضمن تغييرا كبيرا في اللهجة الايرانية المتشددة التي تعودت عليها أيام احمدي نجاد. ويري محللون ان المفاوضات بين طهران ومجموعة5+1 تعثرت كثيرا الا انهم اعربوا عن تفاؤلهم ازاء المفاوضات الجديدة التي ستجري في منتصف الشهر المقبل قبيل إصدار التقرير ربع السنوي للوكالة عن البرنامج النووي الإيراني في أواخر نفس الشهر. مؤكدين ان مستقبل المفاوضات مستقبل مختلفا تماما لانه مرهون بدور الرئيس الإيراني الجديد وحده, وبالمتغيرات الداخلية والاقليمية والدولية التي طرأت علي الساحة. ورغم تأكيد إيران علي أحقيتها في امتلاك برنامج نووي لاستخدامه في الأغراض السلمية فضلا عن حقها في تنفيذ طموحاتها النووية المشروعة, واعتراف جيرانها بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية, إلا أن عددا من دول المنطقة تري ان امتلاكها لمثل هذا السلاح خطر علي الامن القومي خلافا للتأثيرات البيئية السلبية التي يتركها علي دول الخليج. وينتظر الغرب من روحاني مبادرات جديدة من شأنها تخفيف الآثار السلبية التي نتجت عن توقيع المزيد من العقوبات الاقتصادية وغير الاقتصادية من جانب القوي الكبري والمنظمات والمؤسسات الدولية لان غير ذلك سيزيد الامور تعقيدا. ويعلم الغرب ان تلك المبادرات لن تفضي الي التقليل من حق إيران في امتلاك السلاح النووي, الا انها قد تعطي مزيدا من المرونة السياسية لإيران حتي يمكنها إقناع الغرب بحقها في تخصيب اليورانيوم بغرض الاستخدامات السلمية, وحتي يعيد الغرب النظر في العقوبات التي فرضها علي إيران من قبل.