جاءت مباريات دور ال32 لمسابقة كأس مصر لموسم2010/2009 لتشهد العديد من المفارقات والمتناقضات والأرقام والاحصاءات, وترصد بعض الظواهر سواء الايجابية أو السلبية وتثبت أن عالم الساحرة المستديرة كبير للغاية ويتحمل جميع الاحتمالات في إطار الفرصة الواحدة. تأهل إلي دور ال16 فرق الأهلي والزمالك والاسماعيلي وبتروجت وحرس الحدود وطلائع الجيش والانتاج الحربي وإنبي والجونة والمقاولون العرب والمصري والاتحاد السكندري وبترول أسيوط وهي فرق الدوري الممتاز ومعها ثلاثي القسم الثاني الرجاء وطنطا من مجموعة بحري والرباط والأنوار من مجموعة القاهرة. وكانت المفاجأة الوحيدة هي خروج اتحاد الشرطة علي يد الرجاء بمطروح بركلات الترجيح, في الوقت الذي لا يعد خروج المنصورة علي يد طنطا مفاجأة بكل المقاييس بعد هبوط المنصورة إلي الممتاز ب وإصابة لاعبيه بالاحباط, بالاضافة إلي رغبة طنطا في الثأر الكروي من المنصورة والذي يدربه أشرف قاسم المدير الفني السابق لطنطا, كما لا يعتبر فوز الرباط علي غزل المحلة بركلات الترجيح مفاجأة بعد هبوط المحلة ورغبة لاعبيه في عدم الظهور علي شاشة الموسم الجديد وافتقادهم الرغبة في الانتصارات بعد التردي الإداري والفني الذي يحيط اللاعبين. وأصبح فريق بترول أسيوط هو الوحيد من الهابطين الباقي لدور ال16 مع استمراره في ظاهرة الغزارة التهديفية لرغبة اللاعبين في الاعلان عن أنفسهم وتسويق ذاتهم من خلال العروض التي تلقوها من أندية الأضواء, في الوقت الذي خرج من السباق كل المتأهلين للأضواء من القسم الثاني. وكانت مباراتهم مع الكروم لقاءا مفتوحا للغاية شهد أكبر معدلات التهديف في المسابقة( ثمانية أهداف) بعد الفوز3/5 وهي من أمتع المباريات علي الاطلاق هذا الأسبوع, في الوقت الذي افتقرت فيه بعض اللقاءات التهديف المقنع. وجاء فوز الأهلي علي نبروهة بالثلاثة ليعيد محمد فضل إلي عالم التهديف في لقاء استعرض فيه الأهلي قدراته واكتفي نبروه بواجب الكرم وظهور المباراة في جو ودي علي عكس لقاء الزمالك مع الفيوم الذي جاء ملتهبا وساخنا قبل وأثناء وبعد المباراة, وهي المباراة الوحيدة التي شهدت أحداث شغب وطلقات نارية من التصريحات بين الجانبين, ولعبت حرب التصريحات دورا بارزا في المعسكرين, وظهر الفيوم بشكل أفضل من مبارياته بدوري القسم الثاني وتعملق أمام الزمالك الذي حرص علي الفوز فقط للهروب من فخ المفاجآت, وحسمت الخبرة نتيجة المباراة وفاز بهدف للاشيء وتأهل لمقابلة الأهلي في دور ال16 كما توقع وخطط حسام حسن المدير الفني للزمالك حين أكد أن موعده مع القلعة الحمراء في الكأس للثأر منها زاعما أن الاهلاوية كانوا محظوظين في مباراة الدوري حين انتهي اللقاء بالتعادل الايجابي بثلاثة أهداف لكلا الفريقين. أما فوز بتروجت علي القناة والاسماعيلي علي الالومنيوم بالثلاثة وكذلك إنبي علي جاسكو والحدود علي السنبلاوين والاتحاد علي الترسانة بهدف والطلائع علي التعدين والمصري علي التليفونات والمقاولون علي المقاصة بهدفين, فهي نتائج منطقية وطبيعية خالية من المفاجآت, وفي الوقت الذي كان فيه النصر علي أبواب الانتصار علي الانتاج الحربي بعد التقدم بهدف حتي الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة إذا بالانتاج يقلب الموازين ويفوز بالمباراة قبل الدخول في الوقت الاضافي ربما لأن لاعبي النصر لم يصدقوا أنفسهم أنهم متقدمون بنتيجة المباراة, ولعل السيناريو كرر نفسه طوال الموسم, حيث يكون التقدم للنصر ثم يمني مرماه بأهداف في الأوقات القاتلة حتي أصبح خط دفاعه ثالث أضعف خط دفاع في مجموعة القاهرة بعد السكة وبنها في القسم الثاني, وكذلك كان الداخلية علي مقربة من الفوز علي الجونة بركلات الترجيح رغم أن حارس المرمي أثناء الركلات الترجيحية هو لاعب وليس حارس مرمي, والذي تمكن من صد ضربتين ولكن لاعبي الداخلية أطاحوا بالركلات خارج المرمي ليفوز الجونة بعد ماراثون غريب للغاية. وبلغ عدد أهداف مباريات الثلاثاء15 هدفا منها ثلاثية الاسماعيلي في مرمي الالومنيوم وثنائية الطلائع والمقاولون والمصري وتعادل طنطاوالمنصورة2/2 في الوقتين الاصلي والاضافي وهدف الحدود في السنبلاوين والاتحاد في الترسانة. أما مباريات الاربعاء, فقد شهدت27 هدفا منها ثمانية أهداف في لقاء البترول مع الكروم, وبذلك يكون الاجمالي42 هدفا في دور ال32, وبهدفي يوسف حمدي في مرمي المنصورة يكون قد انفرد تماما بقائمة الهدافين برصيد7 أهداف كان قد سجل منها ثلاثة في مياه البحيرة وهدفا في كفر الشيخ وآخر في دمياط و اثنين في المنصورة, يليه حاتم العربي الذي سجل أربعة أهداف دفعة واحدة في مباراة فريقه تليفونات بني سويف مع رأس غارب وخروج التليفونات علي يد المصري. والطريف أن هناك فارق5 أهداف بين يوسف حمدي وأقرب الهدافين الذين لديهم أمل في حصد اللقب وقد سجلوا هدفين في مباراة واحدة وهم جمال حمزة مع الجونة ومحمد فضل مع الأهلي وأحمد شرويدة مع المصري ودودزي مع طلائع الجيش. وخلت مباريات دور ال32 من التحكيم الدولي وتم منح الفرصة لحكام الدرجة الأولي من خلال كمين أعدته لجنة التحكيم لحكام يديرون مباريات لأول مرة هذا الموسم أطرافها أندية الممتاز, وهم أسامة أنور ومحمد كريم وأحمد العدوي وبهاء عاطف وأحمد شلبي ونادر زكي ومحمد مرسي وعصام هنداوي وأسامة الحبشي. ولعبت عوامل الأرض والجمهور والمناخ لعبتها في مباريات ولم تفلح في أخري, حيث لعبت الأرض مع أصحابها في مباريات الثلاثاء إلا فريقين فقط هما المنصورة بادفو والسنبلاوين لأن التيار كان شديدا عليهما من أندية تعرف الفوز في وقت الخبرة مثل الحدود والطلائع. أما مباريات الاربعاء, فقد خسر أصحاب الأرض جميعا باستثناء بترول أسيوطوالرباط وبانتهاء مباريات دور ال32 يكون الفائز من الأهلي والزمالك في دور ال16 طريقه أخضر للغاية, حيث تمكنه القرعة من مواصلة المشوار حتي النهائي للعب علي ملعبه ووسط جماهيره ويكون الأقرب لمنصة التتويج.