حاولت حمدية أن تصم أذنيها عن غمز ولمز أقارب زوجها عند زيارتها لهم لتناول إفطار العائلة الذي يقيمونه في الشهر الكريم لتأخرها في الإنجاب إلا أنها لم تستطع أن تكبح جماح غضبها عندما واجهتها شقيقة زوجها التي عاتبتها علي تأخرها في إسعاد زوجها, وهو ما جعل حمدية تنفض يدها من الطعام وتتوجه غاضبة إلي مسكنها دون صحبة زوجها. عاد الزوج إلي منزله والغضب يسيطر علي جوارحه لتصرف زوجته التي سببت له الإحراج أمام أقاربه وعكرت صفو اليوم الرمضاني بانسحابها من المنزل دون استئذان فأخبرته حمدية أنها لم تحتمل همسات الأقارب حول أنها عاقر وعدم قدرتها علي الإنجاب, لتفاجئ حمدية برد زوجها أن أقاربه كانوا في حق لأنها تحرمه ممن يحمل اسمه ويسعد قلبه. اندفعت حمدية نحو غرفة نومها وأغلقت الباب والدموع تنهمر من عينيها بعد أن سيطر عليها اليأس وشعرت أن كل من حولها يتآمرون عليها فقررت أن تضع نهايتها بيدها وتخلصت من حياتها بسم الفئران. كان اللواء أحمد سليمان مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا تلقي اخطارا من المقدم عصام أبو الفضل رئيس مباحث مركز بني مزار بوصول حمدية أ. م30 سنة ربة منزل ومقيمة بقرية الناصرية لمستشفي بني مزار العام في حالة إعياء شديدة وتوفيت أثناء محاولة إسعافها. وبتوقيع الكشف الطبي عليها تبين خروج إفرازات رغوية من الفم مع وجود رائحة مبيد ومادة كيمائية. وتبين من تحريات البحث الجنائي التي أجراها العقيد عصام الخضري رئيس فرع البحث الجنائي شمال تحت إشراف العميدين علي سلطان مدير البحث الجنائي ومحمود عفيفي رئيس البحث حدوث مشادة كلامية بينها وزوجها محمد ع. ي45 سنة فلاح ومقيم بنفس القرية بسبب معايرته لها بعدم الإنجاب فقامت بالإنتحار بتناولها كمية من مبيد حشري فئران وبسؤال شقيقها خليفة أ. م37 سنة فلاح ومقيم بقرية السلام أيد ماجاء بالفحص واتهم زوج شقيقته بالتسبب في وفاتها وبضبط المتهم أنكر ما نسب إليه وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول ظروف وملابسات الواقعة.