خلال لقاء مطول بمقر رئاسة الجمهورية امس اكد الرئيس حسني مبارك لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري دعم مصر الكامل لاستقرار لبنان ومساندتها لمشروعات التنمية والاعمار التي تنفذها الحكومة اللبنانية وجري خلال اللقاء الذي يسبق توجه الحريري الي الولاياتالمتحدةالامريكية استعراض التطورات الخاصة باحياء عملية السلام في ضوء المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية امريكية. واعقب لقاء مبارك والحريري لقاء آخر مطول جمع الرئيس والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي الذي قدم خلاله عرضا لنتائج مؤتمر القمة العربية الاخيرة بسرت والاستعدادات الجارية للقمة العربية الاستثنائية المقبلة والمبادرة الخاصة بالحوار مع دول الجوار العربي. وصرح رئيس الوزراء اللبناني بانه حرص علي لقاء الرئيس مبارك قبل التوجه لامريكا للاستماع لتقييمه للموقف في الشرق الاوسط وجهود احياء عملية السلام.. وامكان دفع المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وصولا الي تحقيق سلام عادل للقضية الفلسطينية يشمل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وضمان حق العودة للفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء اللبناني انه ليس هناك حل في منطقة الشرق الاوسط الا بتحريك عملية السلام بشكل جدي.. مشيرا الي وجود جهود في الوقت الراهن لإطلاق هذه العملية بأعتبارها الحل الوحيد للمشكلات التي تعانيها المنطقة. الضغط علي إسرائيل وطالب الحريري المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة بشكل خاص بممارسة الضغط علي اسرائيل من اجل التوصل الي حل سلمي يتضمن اقامة الدولة الفلسطينية وضمان حق العودة وان تكون القدسالشرقية عاصمة لهذه الدولة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. واوضح الحريري انه استمع خلال اللقاء الي اراء الرئيس مبارك الثاقبة وحكمته حول ضرورة استئناف عملية السلام في اسرع وقت ممكن لتجنيب المنطقة مخاطر العنف والارهاب. وردا علي سؤال حول المطالب اللبنانية التي سيحملها خلال زيارته المرتقبة الي واشنطن.. قال الحريري ان السلام هو الوسيلة الوحيدة لكفالة الحماية للبنان والمنطقة العربية باكملها.. موضحا ان عدم التوصل الي حل سلمي يفتح الباب امام قوي العنف والتطرف في المنطقة لاستغلال تعنت اسرائيل ورفضها المضي قدما في خيار السلام. مكافحة الارهاب وناشد الحريري المجتمع الدولي وكل الدول والقوي المحبة للسلام بأن تتضافر جهودها لمكافحة الارهاب وان تسعي لتحقيق السلام والاستقرار مثلما تجمعت تلك الدول لكي تتجاوز تداعيات الازمة المالية العالمية.. مشيرا الي ان هناك قضية مركزية للعرب والمسلمين هي قضية فلسطينوالقدس التي تشهد حاليا تهويدا لمعالمها والاستيلاء علي اراضيها.. كما طالب الحريري بايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وعودة الاراضي العربية المحتلة الي اصحابها بما في ذلك الجولان لسوريا ومزارع شبعا والغجر للبنان وان يتحقق السلام العادل وفق مبادئ المبادرة العربية. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت المباحثات مع الرئيس مبارك قد تطرقت الي موضوع اخلاء منطقة الشرق الاوسط من الأسلحة النووية.. قال الحريري انه ناقش بالفعل هذه القضية مع الرئيس مبارك.. مؤكدا ان مصر ولبنان مهتمتان باخلاء المنطقة من السلاح النووي لتحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة. منع الانتشار النووي من جانبه قال الامين العام لجامعة الدول العربية في رده علي سؤال حول رؤية الجامعة للجهود الدولية المبذولة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية: ان هناك مؤتمرات لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي تعقد كل5 سنوات ومنذ اجتماع1995 نجحنا في ادراج الموقف في الشرق الاوسط وطرح اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية وضم جميع دول المنطقة الي المعاهدة. واشار الي انه في عام2000 وفي اجتماع فيينا الماضي نجحنا ايضا في ان يشار الي وضع اسرائيل فيما يتعلق بمدي التزامها بموضوعات نزع السلاح والامن الاقليمي والوضع النووي الاقليمي الذي يتهدده اي برنامج نووي في المنطقة مؤكدا ضرورة انضمام اسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي ووضع منشاتها النووية تحت الرقابة الدولية مثل الاخرين. واكد ان الموقف العربي يطالب الان بالانتقال الي الجوانب التنفيذية لما تم الاتفاق عليه في الاممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن اقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية مشيرا الي ان هناك حديثا حول مؤتمر دولي بهذا الخصوص لان المسألة ليست ايران فقط بل هناك اسرائيل ونحن لسنا مستعدين لتمرير المؤتمر واتخاذ قرارات علي حساب المصالح العربية. حوض النيل وردا علي سؤال حول جهود الجامعة العربية لدعم موقف مصر والسودان في الازمة الناشبة مع دول منابع حوض النيل أكد عمرو موسي استعداد الجامعة العربية للقيام باي جهد مناسب لحل الازمة في اطار التعاون العربي الافريقي وان كلنا دول شقيقة وان المصالح واحدة ومتكاملة وان التاريخ والجغرافيا معنا. وقال اننا لسنا في موقف عدائي ولا يجب ان يكون والمطلوب ان يكون هناك موقف تكاملي وتعاوني يستفيد منه الجميع.. مشيرا الي ان هناك قمة عربية افريقية ستعقد في اكتوبر او نوفمبر المقبلين وستترجم الي تعاون عربي افريقي وستتعامل مع المشاكل القائمة بهدف التغلب عليها. واوضح موسي ان كل مشكلة لها حل وان وجود خلاف بين البعض يجب الا يدعو إلي اليأس وانما يدعو الي العمل وحسن ادارة الامور. وحول الموقف المصري من المبادرة التي طرحها موسي خلال قمة سرت بشأن الحوار مع دول الجوار العربي قال إن المبادرة عبارة عن مد يد الصداقة مع الدول المجاورة وأنه لا يوجد اي اعتراض من الجانب العربي حول هذه المبادرة.