تشهد مساجد محافظة الدقهلية حالة من الفرقة والانقسام بعد تصنيف المساجد إلي تابعة للإخوان وأخري للسلفيين وثالثة للمعارضين. حيث استغل الإخوان والسلفيون المنابر خلال شهر رمضان و خاصة في خطب صلاة التراويح من أجل الدعوة والحشد لمظاهرات ميدان رابعة العدوية, واستغلال الدين في حملات تشوه الجيش والثورة. وأدي ذلك التقسيم إلي عزوف بعض المصلين عن الذهاب للمساجد خوفا من الاشتباكات التي تحدث غالبا رافضين استغلال الدين في السياسة. فيما استنكر أئمة ودعاة الأوقاف بالدقهلية ما قامت به رابطة الدعاة التابعة للإخوان من قيامها بنشر صورة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس والفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير االدفاع والدكتور محمد البرادعي وعليها علامة إكس وكتابة عبارة لا يمثلونا, معتبرين ذلك تطاولا عليهم من أجل مصالحهم الشخصية. وبعد سلسلة الاعتداءات علي مقار جماعة الاخوان و مقار حزب الحرية والعدالة بالدقهلية أصدرت جماعة الإخوان قرارا بهدم جميع مقار حزب الحرية والعدالة المبنية علي أراض تابعة لأعضاء الجماعة, وتغيير عقودهافضلا عن إزالة اللافتاتعلي المقار المؤجرة داخل العقارات حيث يقوم بعض الشباب الثائرين بحرق المقار مما يعرض باقي سكان العقارللخطر, وذلك خوفا منهم من التحفظ علي المقار أو تحويلها إلي أملاك دولة كمباني الحزب الوطني. و قد قامت قيادات حزب الحرية والعدالة بقرية أويش الحجر التابعة لمركز المنصورة بهدم مقر الحرية والعدالة بالقرية ومساواته بالأرض, وذلك باستخدام بلدوزر تنفيذا للقرار وخوفا من مصادرة المقر وفي محاولات لاستمالة الرأي العام طلبت قيادات الحرية والعدالة من أتباعها الدعوة الي العصيان المدني ووصف محمد المهندس, مسئول العمل الجماهيري لحملة تمرد بالدقهلية, دعوات الإخوان لعصيان مدني بمؤسسات الدولة, بأنها مجرد هذيان- حسب تعبيره- وإفلاس لجماعة تحتضر, خاصة أن عدد المنتمين لها لا يزيد علي مليون شخص فقط. مؤكدا أن تلك الدعوات تجر البلاد إلي الفوضي, وأحداث العنف, دون النظر إلي مصالح البلاد. وفي سياق متصل دشنت حركة قوم يا مصري, بالدقهلية, حملة لتوعية أهالي المحافظة, بحقيقة ما أسموه بكذب وافتراء الإخوان, علي الجيش, ومحاولة إجهاض الثورة, باستخدامهم المخططات الإرهابية, والاستقواء بالأمريكان. ووزعت الحركة, منشورات داخل قري ومراكز المحافظة, مفادها قيام الإخوان بتقسيم الوطن, والتحريض علي القتل, بالمخالفة لتعاليم الإسلام وقد دعت القوي والأحزاب السياسية والثورية بالدقهلية إلي الاحتشاد بميدان الشهداء بالمنصورة يوم الجمعة القادم, من أجل تناول الإفطار الجماعي, والتأكيد علي مطالب محاكمة مرسي, وتأييد الجيش والحفاظ علي مكتسبات الثورة. وأكدوا استمرار عملهم في الشوارع من أجل حشد أكبر عدد من المواطنين, وإعادة روح الثورة من جديد, مؤكدين استمرار اعتصامهم داخل الميدان من أجل حمايته. أما حزب النور فقد وقف موقفا محايدا ينتظر الفريق الاقوي حتي ينضم اليه كعادته فلم ينضم لمظاهرات الاخوان بالمنصورة كما لم يشارك في مظاهرات30 يونيو. وقال أمين حزب النور بالدقهلية شريف طه أمين: كان خطأ استراتيجيا تصدر الإسلاميين بكل فصائلهم للمشهد السياسي, وكان علينا الاستجابة لدعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة لأنها كانت بمثابة تصحيح لهذا الخطأ الذي مثل نزيفا دعويا وسياسيا كبيرا لم يعد يمكن تحمله. وأضاف طه علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن وجود الإسلاميين كجزء من المشهد مع قدرتهم علي الدعوة أفضل بكثير من تصدرهم للمشهد مع بغض الناس لهم. وأشار طه إلي أن الرهان علي تعاطف الشعب أو انشقاق الجيش أو ضغط الخارج رهانات خاسرة في أغلب الظن, فالشعب يزداد نقمة مع استمرار إعلام الفتنة السيطرة علي شريحه واسعة من المجتمع, وظهر ذلك بوضوح بعد أن صب الشعب سخطه علي المجني عليه في أحداث الحرس الجمهوري. وأشار إلي أن دور الإعلام في تلك القضية أصبح مثل سحرة فرعون في قلب الحقائق, وأما انشقاق الجيش فهي شائعات وأحلام فعقلية رجال الجيش لا تسمح بهذا الخيار أبدا, فضلا أن حدوثه يمثل خطرا حقيقيا علي كيان الدولة, وأما الخارج فالمراقب يعلم أنه حسم موقفه وإن كان يناور إعلاميا. وأكد أن توجيه الحشود المباركة نحو المطالبة بمنع الدولة البوليسية العسكرية والحفاظ علي مكتسبات ثورة يناير دون التقيد بمطلب رجوع محمد مرسي يمثل خيارا واقعيا يمكن أن يلتف حوله أطياف كثيرة ممن بدأ القلق ينتابهم من عودة النظام القديم ولكنهم بنفس المقدار وربما أشد يرفضون عودة الدكتور مرسي. وكان الآلاف من النشطاء السياسيين بالمنصورة تجمعوا داخل ميدان الشهداء, لتناول الإفطار داخل الميدان. وتواجد المعتصمون داخل الخيام للتأكيد علي مطالبهم بحماية مكتسبات الثورة ومحاكمة الرئيس المعزول مرسي وحماية الميدان من أي هجمات للإخوان, كما تم تنظيم مظاهرة بعد الإفطار للتواجد بالميدان حتي تناول الإفطار وانتشر الباعة الجائلون وسط الميدان لبيع الأطعمة للصائمين ونظم المعتصمون انفسهم حتي لا تقف حركة المرور, فأستمرت حالة السيولة المرورية. فيما حلقت طائرات أباتشي في سماء محافظة الدقهلية أمس للاستطلاع وتمشيط المحافظة, وظهرت الطائرات بقوة داخل مدن المطرية, والمنزلة والمنصورة وميدان الشهداء, بمستوي منخفض بعد اختفائها علي مدي الأيام الماضية. فيما استمرت قوات الجيش تؤمن مداخل ومخارج المنصورة من ميت غمر وسندوب والسنبلاوين وتقوم بتفتيش السيارات وقامت قوات الشرطة واللجان الشعبية بمساعدتهم. علي جانب آخر دعا أنصار المعزول محمد مرسيللاحتشاد بعد صلاة العشاء أمام القرية الأوليمبية لجامعة المنصورة, للتظاهر للتأكيد علي مطالبهم بعودة المعزول رئيسا للجمهورية. وأكد أنصار المعزول قيامهم بتأدية صلاة التراويح جماعة والاستمرار معا حتي السحور. فيما استمر التواجد الأمني بشارع جيهان بجوار مسجد أعضاء هيئة التدريس, من أجل حماية المتظاهرين وأهل المنطقة من وقوع اشتباكات كما حدث في السابق. رابط دائم :