أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن إسقاط حكم الإخوان في مصر في أعقاب ثورة30 يونيو سيؤثر علي مستقبل الأوضاع الراهنة في تونس وليبيا وغزة وإسرائيل وتركيا والأردن والمغرب. ففي تونس التي يقود فيها حزب النهضة الإسلامي الحكومة الائتلافية التي تضم اثنين من الأحزاب غير الدينية تقف الدولة علي أطراف أصابعها خوفا من تداعيات إسقاط حكم الإخوان في مصر احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية السيئة التي بدأت تظهر أثارها في تونس أيضا, ولا تزال الأحزاب السياسية في تونس تتعلم كيفية العمل في ظل الديمقراطية وتبقي العديد من القضايا التي لم تحل منذ قيام الثورة, بما في ذلك توقيت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, والعلاج من أثار الشخصيات القديمة للنظام, إلي جانب مادتين في الدستور الجديد- لا تزالا قيد مناقشة الجمعية التأسيسية- والتي تشير إلي الدين وسط اتهامات للإسلاميين بأنهم لا يتيحوا الفرصة لاقتسام السلطة مع باقي القوي السياسية. ورحب بعض التونسيين باسقاط مرسي كما أطلقت الحركة الشعبية محاولات لتكرار نموذج تمرد الذي أطاح بالإخوان في مصر. ويسعي حزب النهضة التونسي للحوار بين الأطراف السياسية يشارك فيها الجميع لتقديم تنازلات بحيث تكون الغلبة لمصلحة البلاد. وقال وزير الشئون الاجتماعية التونسي خليل زاوية إن الخطأ الذي وقع فيه مرسي هو الاستيلاء علي السلطة وعدم السماح بالمشاركة السياسية. وأشارت الجارديان إلي أن حزب النهضة يتبع الإخوان في أصوله الايديولوجية, ولكنه أيضا يحرص علي المطالب الشعبية التونسية بشكل واضح. وأوضحت الصحيفة أن العلمانيين التونسيين كانوا قد شنوا حملة علي عدد من القضايا المعروضة علي المحاكم التي تنطوي علي الحريات كما أن معظم التونسيين لديهم مخاوف أكثر إلحاحا تتعلق بالبطالة, والتضخم, وسوء الخدمات. وفي ليبيا يقع الإخوان في الحيرة والارتباك بعد الإطاحة بمرسي حيث أصبح حزب العدالة والبناء أقوي كتلة في البرلمان بعد اجتذابه اعداد كبيرة من الأعضاء المستقلين. وأثارت الأحداث في مصر مخاوف الحكومة الليبية من رد فعل عنيف علي غرار ما حدث في مصر خاصة فيما يتعلق ببرنامجها التشريعي المعروف باسم قانون العزل السياسي, الذي من المقرر أن يطهر الإدارة من المسئولين في عهد القذافي بينما تهاجم الميليشيات المناهضة للقانون البرلمان والوزارت للسعي للفوز بالمناصب القيادية. وقد دفعت التغيرات في مصر القوي المناهضة للإخوان في شرق ليبيا لإقامة نقاط تفتيش قرب الحدود لاعتقال الفارين من قيادات الإخوان المصريين. وتحاول ليبيا الدولة الحفاظ علي العلاقات مع مصر أي من كان في السلطة حيث أكد علي زيدان رئيس الوزراء ان ليبيا سوف تدعم أي خيار سياسي من قبل الشعب المصري. ومن جانبها أكدت حركة حماس الفلسطينية عدم تدخلها في شئون مصر الداخلية رغم سقوط راعي أيديولوجيتها في مصر بينما ساءت علاقتها مع سوريا وايران علي خلفية الحرب الاهلية في لبنان وسط مخاوفها من أن تكون العائلة المالكة الجديدة في قطر أقل حماسا لدعم الاسلاميين لتجد الحركة نفسها في عزلة من جديد. ودمر الجيش المصري عدة أنفاق للتهريب علي الحدود مع غزة في الأيام القليلة الماضية, مما أدي إلي حل أزمة الوقود في مصر. ومن جانبها, قامت تل أبيب بالتنسيق مع القاهرة لزيادة الوجود الأمني في سيناء للسيطرة علي تهريب الأسلحة التي تمثل تهديدا أمنيا للجانبين. وكان حكم الإخوان في مصر قد أعطي لتركيا قوة إقليمية وسط دعوات استنساخ النموذج التركي ومع سقوطه يتراجع دور أنقرة القيادي وسط مظاهرات متكررة ضد الحكومة. وفي الأردن كان حكم مرسي في مصر يعطي دعما للإخوان مما ساعد علي صعودهم خلال العام الماضي. ومن المرجح الآن أن تستمر جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مقاطعة الانتخابات, بينما يري خبراء أمريكيون أن سقوط حكم الإخوان في مصر يقوض حكمهم في المنطقة بأكملها. وفي المغرب التي شهدت مظاهرات لم ترق إلي ثورات الربيع العربي يعترف الحزب الإسلامي( العدالة والتنمية) شرعية النظام الملكي, وشكل حكومة ائتلافية منذ فوزه في الانتخابات في أواخر عام2011,. وقد نأي قادتها بأنفسهم عن جماعة الإخوان المصرية. وذكرت الجارديان أن الرئيس السابق محمد مرسي فشل في حكم البلاد وهي إشكالية كبيرة. رابط دائم :