تحت عنوان التفجيرات الارهابية تشعل فتيل الفتنة الطائفية من جديد نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تقريرا أشارت فيه الي أن التفجيرات الارهابية التي هزت منطقة بئر العبد بجنوب لبنان معقل حزب الله, والتي أسفرت عن إصابة ما يزيد علي53 شخصا تهدد باشعال فتيل الفتنة الطائفية في لبنان وذلك بعد انتقال حرب الشوارع السورية الي هذا البلد الذي بات علي شفا حرب أهلية ووجود دلائل تشير الي تورط عناصر سنية متشددة في تلك التفجيرات انتقاما من الامين العام العام للحزب الذي زج ببلاده للهاوية بعد تدخله السافر في سوريا ومساعدته الرئيس السوري الاسد بالمقاتلين والسلاح. ونقلت الصحيفة عن مسئولين لبنانيين ادانتهم لتلك التفجيرات التي تسعي الي زرع الفتن ونشر الفوضي والدعوة الي الاقتتال الطائفي, الأمر الذي دعا البعض الي مطالبة اللبنانيين بالتوحد والانسجام وعدم الانصياع وراء تلك المؤامرت التي تستغل اتفاقية السلام الهشة بين السنة والشيعة ويريدون اشعال الحرب الاهلية موة أخري بعد اكثر من23 عاما مستغلين الوضع الأمني الهش الذي تعانيه الا أن وحدة لبنان ستتمكن من اجهاض كل تلك المحاولات والاستفزازات التي تزيد من حالة الاحتقان الطائفي. وأضافت الصحيفة انه علي الرغم من عدم اعلان أي جهة عن مسئوليتها الا أن اصابع الاتهام تشير وبقوة الي المتشددين السنة الذين يحاربون للإطاحة بنظام الأسد والرافضين لتدخل نصر الله علي خط الحرب السورية إلي الأرض اللبنانية في حال مواصلة نصر الله دعم هذا النظام الاستبدادي, وهو الأمر الذي ينذر بدخول لبنان في أزمة محققة لأن حزب الله الذي يعد قوة سياسية وشبه عسكرية لها وزن كبير في المنطقة لن يصمت طويلا ازاء تلك الاستفزازات, كما أن تلك الخطوة قد تشعل حماس سنة لبنان وهو مايهدد بإندلاع اشتباكات عنيفة مرة أخري قد تجبر الجيش اللبناني علي النزول. أما عن رد فعل الحزب فقد أكد قادته ان التوترات العرقية هدأت بالفعل أما عن هذا التفجير فإن الفاعل معلوم تماما إلا وهو إسرائيل المستفيد الوحيد الذي يسعي دائما إلي زعزعة صورة الحزب في المنطقة وتحقيق أي انتصار عليه وكذلك الولاياتالمتحدة التي تهدف إلي ازالة الحزب ومعقله من الخريطة, ورغم ذلك إلا أن عدد كبير من اللبنانيين وجه الاتهامات إلي المسلحين السوريين واللبنانيين التابعين لأهل السنة المعارضين لحزب الله مؤكدين أن الحزب لم يشهد مثل هذا الهجوم علي أرضه منذ سنوات طويلة. ومن جانبها قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الاحتقان الطائفي وضعف المؤسسات والفراغ الأمني كلها عوامل ساعدت علي حدوث مثل تلك التفجيرات المفزعة. وأشارت الصحيفة أيضا بأصابع الأتهام إلي معارضي الأسد وجبهة النصرة السورية التي توعدت نصر الله أكثر من مرة وهددته بأنها ستستهدف عناصره داخل لبنان بعد أن تنقل معركتها إلي الضاحية الجنوبية. وكشفت وول ستريت عن حالة الفزع التي يعيشها اللبنانيون الذين أعربوا عن مخاوفهم من تحول لبنان إلي ساحة للحرب الدولية من خلال اشعال الفتنة المذهبية بين شعبها خاصة وأن عودة التفجيرات تعني عودة الأزمات السياسية في وقت تعاني فيه لبنان كثير من الأزمات الداخلية, وأشاروا إلي مخاوفهم من انتقال التفجيرات إلي أماكن أخري أي تستهدف مثلا وسط العاصمة بيروت أو غيرها من المناطق المكتظة بالسكان, وهو ما قد يعني وقتها انهيار البلد وتحويلها إلي ساحة للحرب. واضافت الصحيفة أن الأزمة السورية عملت علي انقسام الشارع اللبناني وهزت توازنه السياسي الهش بشكل كبير, لأن تورط نصر الله في الصراع الدائر في سوريا إيجاد عقيدة لدي أهل السنة في لبنان بضرورة محاربة هذا الحزب الذي يقتل السنة في سوريا ويستهدفهم بصرف النظر عن انهم بذلك يحاربون إخوانهم المسلمين. وفي السياق ذاته يري محللون أنه في ظل اشتعال الفتنة بين السنة والشيعة في لبنان وثورات الربيع العربي التي احدثت نوعا من الفوضي في بلدان المنطقة كمصر وتونس وليبيا تكون إسرائيل هي المستفيد الوحيد في ظل تلك المتغيرات والتحولات الدولية.