اعتبرت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم الأثنين أن حادث سقوط صاروخين في إحدى ضواحي بيروت أثار المخاوف بشأن انتقال عدوى الصراع السوري إلى قلب العاصمة اللبنانية. فمن جانبها، ذكرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن حادث الأمس، الذي أسفر عن وقوع أربعة مصابين على الأقل جميعم سوريين، جاء في إطار محاولات لتأجيج نيران الفتنة الطائفية وإحداث الشقاق في صفوف شعب جمعته العديد من الصفات الديموغرافية مع سوريا، التي تجاوز صراعها جميع الخطوط الدينية والعرقية. وقالت الصحيفة ؟في تعليق لها بثته على موقعها الألكتروني- إن العديد من المحللين فسروا حادث سقوط الصاروخين على إحدى ضواحي بيروتالجنوبية - التي تعد معقلا لحزب الله اللبناني- على أنه رد فعل لتنامي دور حزب الله في سوريا في مساعدة قوات الرئيس بشار الأسد على قمع المتظاهرين. وأشارت إلى أن حادث الأمس جاء عقب 12 ساعة من الخطبة المتلفزة التي أدلى بها زعيم حزب الله حسن نصر الله؛ حيث تعهد بالنصر والوقوف بجانب قوات الأسد، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل ايجابية من قبل زعماء الشيعة ، بينما أعلن المسلمون السنة في لبنان عن استياءهم من هذه الخطبة. من جانبه، دعا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان المواطنين إلى "قطع الطريق على انتشار الفتن ورفض الهجمات الطائفية، فيما شدد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على وجوب تضافر الجهود في سبيل تجنيب البلاد أية مخاطر مماثلة. بدورها، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه رغم عودة الهدوء إلى شوارع بيروت، أعاد حادث الأمس إلى أذهان المسئولين اللبنانيين- الذين لم يسلموا بالكامل من ذكريات الحرب الأهلية المريرة- أحداث الفتن الطائفية التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي، بينما لا تزال المناوشات الطائفية تحدث بشكل دوري في الشوارع كما حدث الأسبوع الماضي في مدينة طرابلس الشمالية. وقالت الصحيفة ؟ في تعليق لها أوردته على موقعها الألكتروني- إن حادث الأمس أثار المخاوف إزاء أمن لبنان بشكل أكبر مما كانت عليه خلال الأشهر الأخيرة، مما دفع لفيف من المسئولين اللبنانيين إلى الدعوة لضبط النفس. واعتبرت أن انقسام الشارع اللبناني حول ما يحدث في سوريا انعكس في قيام البعض بتوجيه أصبع الاتهام في وقوع الحادث إلى حزب الله بسبب انغماسه في الصراع السوري، بينما اكتفى البعض الأخر باستنكاره فقط. وتعليقا على الحادث، أكد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني "ضرورة استيقاظ المواطنين والقادة إثر هذا الحادث قبل انفجار البلاد"، فيما نفى إئتلاف 14 آذار اتهامات حزب الله له والحكومة السورية بالوقوف وراء اشعال النزاع المسلح والفتنة الطائفية في لبنان. واستطردت (نيويورك تايمز) تقول إن ما زاد من ضبابية مشهد الامس إعلان وسائل الإعلام اللبنانية عن سقوط صاروخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، بينما أكدت متحدثه باسم الجيش الإسرائيلي أن الجنود مازالوا يفحصون حاليا السبب وراء الانفجار