رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن عدوى الحرب السورية، بدأت بالظهور في دول الجوار، وتحديداً الجارة الصغرى لبنان، في إشارة إلى الحادث الذي هز العاصمة اللبنانية يوم الجمعة الماضي.
ورجحت الصحيفة في مستهل تعليقها -الذي أوردته في نسختها الإلكترونية أمس الثلاثاء- تقوض كل الآمال بشأن انحصار آثار الحرب القذرة -التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه- في ازدياد عدد اللاجئين السوريين على دول الجوار فحسب، متخوفة من أن يكون هذا الحادث الأخير، والذي أسفر عن مقتل وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، بمثابة شرارة قد تُشعل حرباً أهلية جديدة في لبنان.
كما اعتبرت الصحيفة الحادث دليلاً دامغاً على انتشار عدوى الصراع السوري بالمنطقة، قائلة إنه بمثابة رمي لكرة الحرب السورية المشتعلة في قلب الساحة السياسية اللبنانية، فيما يطلق عليه البعض "حرباً بالوكالة"، مشيرة إلى أن "الحسن" طالما قاد حملات انتقادية ضد الحكومة السورية، وإلى الدور الرئيسي الذي لعبه الصيف الماضي في اعتقال أحد الحلفاء اللبنانيين الوثيقي الصلة بالأسد، والمتهم بالتخطيط لسلسلة من التفجيرات لصالح الأسد في أنحاء لبنان، بعد أن اعتقد البعض استحالة اعتقاله أو المساس به.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى انقسام الساحة اللبنانية بشأن الأزمة السورية، ما بين فصيل مؤيد لنظام الأسد وآخر معارض له، بحزب الله على رأس الفصائل المؤيدة للنظام السوري الداعم له بالأساس، والذي يتهمه البعض بالوقوف وراء تفجير يوم الجمعة الماضي، لافتة إلى محاولة سوريا إثارة الفتنة الطائفية في جارتها الصغرى والأكثر تحرراً لبنان، محذرة من أن أية جهود تبذلها الجارة الصغيرة للإطاحة بنظام الأسد ستدفع ثمنها غالياً.
وعزت الصحيفة الأمريكية، حالة حبس الأنفاس الراهنة، التي تعيشها الفصائل اللبنانية ومنها حزب الله، إلى تخوف الفصائل جميعاً من التبعات الكارثية، التي قد يسفر عنها اشتعال حرب أهلية من جديد، ولا سيما وأن ويلات الحرب الأهلية السابقة التي استمرت زهاء خمسة عشر عاماً، لا تزال ماثلة بقوة في أذهان الجميع.
وأردفت الصحيفة الأمريكية بالقول أنه يتعين على الحكومات، والدبلوماسية الخارجية أن تضع على رأس أولوياتها في الوقت الراهن مهمة النأي بلبنان -بفصائله المتنافسة المسلحة- عن مستنقع الدم السوري، مشيرة إلى انشغال الولاياتالمتحدة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والحرب المستحيلة بين إسرائيل وإيران.
واختتمت الصحيفة تعليقها، بمطالبة أوروبا بالاهتمام بالحرب الحقيقة المشتعلة في سوريا، والتي باتت تُهدد منطقة الشرق الأوسط برمته، وبتعزيز قوة الدولة اللبنانية وتحصينها ضد العدوى السورية كطريق وحيد للحفاظ على السلام في هذه البقعة المضطربة من العالم.