نشط سوق الفوانيس.. وامتلأت المحلات التجارية بالأحياء والشوارع الرئيسية والميادين بفانوس الشهر الكريم باعتباره احد المظاهر الشعبية في مصر للاحتفال بقدوم شهر رمضان المعظم. وفي منطقة تحت الربع بالدرب الاحمر.. خلف مديرية أمن القاهرة.. قام الأهرام المسائي بجولة داخل احد شوارع مصر التاريخية التي تحكي تاريخ مصر والتي انتشر فيها صناع صناعة الفوانيس الذين يعرضون اشكالا والوانا واحجاما مختلفة وزخارف فنية رائعة للفانوس واختلفت الاسعار حسب اللون والشكل والحجم الذي يعتبر بحق قطعة فنية في الديكور العربي.. ولازال الاطفال في الحواري يغنون وحوي.. يا وحوي.. رمضان كريم.. يا وحوي.. وينتظرون طبلة المسحراتي حيث ينادي بأسمائهم. ويحكي الشيخ محمد سرور احد تجار صناعة الفوانيس.. حكاية الفانوس مع المصريين فيقول رغم استخدام الفانوس في صدر الاسلام للانارة في الليل اثناء الذهاب إلي المساجد, الا أن الفانوس انتشر في مصر في عصر الفاطميين.. فكانوا يخرجون ليلا لرؤية الهلال مع الحاكم, وكان الاطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق ويقومون بالغناء تعبيرا عن فرحتهم بقدوم الشهر المبارك. ويضيف الشيخ سيظل الفانوس رمزا خاصا في مصر حيث انتقل منذ ذلك الزمان هذا التقليد من جيل إلي جيل رغم اختلاف الأجيال, فقد حمل الفانوس مع دخول المعز لدين الله الفاطمي إلي قاهرة المعز في الخامس من رمضان عام358 هجريا حيث خرجوا للترحيب بقدومه ليلا وانتشر الفانوس المصري في العالم.. وانتقلت صناعة الفانوس من مصر لكل البلاد العربية والإسلامية. ويشير الحاج محمد حسين احد تجار صناعة الفوانيس.. هي صناعة موسمية مرتبطة بالشهر الكريم حيث يتفنن الصناع المهرة والحرفيون في ابتكار اشكال ونماذج مختلفة وعرضها للبيع, مؤكدا ان مصر تشعر برمضان فيها, ورمضان له طعم خاص ولذا تشهد اقبالا من الاشقاء العرب للاحتفال وقضاء ليالي رمضان بقاهرة المعز والحسين وشراء الفانوس,موضحا ان صناعة الفوانيس في منطقة تحت الربع تطورت كثيرا في الآونة الاخيرة وخاصة بعد دخول الصين كمنافس في صناعة الفانوس الناطق بالاغاني الشعبية والادعية الدينية, واقبال الاطفال علي شراء الفانوس الصيني لانه يشبه العابهم الشهيرة مثل البطة والقطة وميكي ماوس ولكن رغم المنافسة يبقي الفانوس المصري له طابع خاص, فمنذ عامين تقريبا شهد الفانوس المصري اقبالا كبيرا من كل الفئات. ويؤكد الحاج محمد حسن, احد اشهر صناع الفوانيس أن الفانوس المصري له طعم خاص لأنه يحمل تاريخا طويلا فلا يمكن صناعة فانوس البرلمان مثلا فهو مصمم علي شكل فانوس كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في فترة الثلاثنيات من القرن الماضي و فانوس فاروق والذي يحمل اسم ملك مصر, مشيرا إلي ان صناعة الفانوس تطورت بشكل كبير حتي ظهر الفانوس الذي يعتمد علي الحجارة ثم الكهرباء بدلا من الشمعة رغم اننا نزيد هذه الايام من انتاج الفوانيس التي تعمل بالشمع لما تمر به البلاد من انقطاع التيار الكهربائي بالساعات, موضحا ان التطور لم يقف عند هذا الحد حتي بعدما غزت الصين الأسواق بالفانوس المستورد المصنوع من البلاستيك رخيص الثمن ولكن يبقي الفانوس المصري فريدا ولذا زاد الاقبال عليه من جديد حتي ان بعض العرائس تعتبره هدية بمناسبة الشهر الكريم, واؤكد ان صناعة الفوانيس موسمية وما تمر به البلاد من حالة ركود, فان الاقبال علي بيع الفوانيس في ازدياد.. فلنجعل من فانوس رمضان واقتراب الشهر الكريم فرصة للتسامح وتواصل الارحام والاقتراب من الله ونجعله شعلة تنير لنا قلوبنا بالايمان. وعن اسعار الفوانيس يقول احمد عبده, احد تجار الفوانيس: الاسعار تتراوح ما بين50,25,15, وتصل الي2500 جنيه للاحجام الكبيرة والتي توضع في الفنادق السياحية الكبري والمولات والمحلات التجارية والبواخر السياحية التي تعمل في النيل, مشيرا إلي انه رغم ما تشهده الاسواق حاليا من ركود في حركة البيع والشراء في اغلب سلع رمضان الا ان شهر رمضان له طقوس مختلفة والبشائر واضحة في الاقبال علي شراء فانوس رمضان بشكل كبير باعتباره رمزا جميلا للتسامح والمحبة والاقتراب من الله.