حالة من الغضب العارم انتابت المسئولين الاوروبيين بعد نشر صحيفة دير شبيجل الألمانية لوثائق سرية سربها العميل السابق في وكالة الأمن القومي الامريكي والهارب حاليا ادوار سنودن. تشير إلي أن الأجهزة الأمنية في واشنطن تستخدم اجهزتها للتجسس علي المسئولين الأوروبين في فرنساوألمانيا وإيطاليا واليونان من خلال التنصت علي اتصالاتهم لمعرفة ما يدور داخل مكاتبهم خلافا إلي التجسس علي مكاتب الاتحاد الأوروبي في واشنطن وبروكسل ونيويورك, وهو الأمر الذي دفع الاتحاد الاوروبي إلي تبني لهجة شديدة مع الولاياتالمتحدة مطالبا اياها بتفسير ذلك وفي أسرع وقت. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الولاياتالمتحدة تجسست ايضا علي38 من السفارات والبعثات الدبلوماسية في نيويوركوواشنطن وهو ما يعد اكبر فضيحة في تاريخ اكبر بلد ينادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير. وقالت مجلة تايم الأمريكية انه في حال ثبوت صحة تلك التقارير ستكون هناك عاصفة سياسية كبيرة ستؤثر علي العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول أوروبا كلها إذ قد تتخذ منعطفا خطيرا قد يجر الي سيناريو الحرب الباردة التي بدأت تطل برأسها بين واشنطن وأوروبا وهو ما يعد انتكاسة كبيرة للإدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما. وبرغم أن برلين تعد الشريك الاول لواشنطن في أوروبا إلا أن الوثائق أكدت أن واشنطن تصنفها علي أنها شريك من الدرجة الثالثة أي أنها لا تختلف كثيرا عن الصين ألد أعداء واشنطن في المنطقة. وكانت أولي الخطوات التي اتخذتها ألمانيا للرد علي تلك الخروقات كما أسماها البعض هو توجيه الاتهام للمخابرات الامريكية والبريطانية التي شاركت في التجسس علي المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني والرسائل النصية لنصف مليون الماني كل شهر, ملوحة بأن تلك الإجراءات تقوم بها الدول ضد أعدائها في الحرب الباردة, متسائلة هل تعتبرنا واشنطن ضمن اعدائها, مشيرة إلي أنها كانت تنظر لالمانيا كذلك وانها بالفعل تورطت في تلك الفضيحة وإلا فستكون تلك بداية الحرب الباردة. رابط دائم :