تسعي الهند إلي توسيع علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع دول جنوب شرق آسيا وبقية المنطقة وتعزيز قدرتها لتصبح قوة آسيوية كبري بالإضافة إلي توسيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة حيث تري واشنطن أن قوة الهند تصب في مصلحتها القومية وجزء من خطتها الرئيسية في إعادة التوازن في آسيا في ظل الهيمنة الصينية الكبيرة علي المنطقة. ووفقا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية فإن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة للهند والتي امتدت لثلاثة أيام من23 إلي26 يونيو الجاري تعد رسالة لتأكيد محاولة إدارة أوباما في التوصل لتقوية الروابط المشتركة بينهما والاستفادة من ذلك في حربهما الباردة مع الصين, وأضافت المجلة أن الحوار الاستراتيجي بين نيودلهي بدأ عام2009 أي بعد تولي أوباما رئاسة أمريكا وهو منتدي لبحث التعاون بينها وبين الهند حول شتي القضايا الثنائية والإقليمية, واللافت للنظر أن أوباما أرسل الشهر الماضي دعوة لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج لزيارة الولاياتالمتحدة وذلك حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا ومن المقرر أيضا أن يزور نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن نيودلهي الشهر القادم. ويشعر الخبراء الاستراتيجيون والنخب السياسية في الهند بقلق شديد بشأن التعاون الوثيق والمثير للجدل مع الولاياتالمتحدة وتحويل سياستها للنظر إلي الشرق وإلي الهند تحديدا وهو الأمر الذي يمكن أن يخلق بالفعل حالة كبيرة من الاحتكاك والتوتر مع الصين حيث تخشي نيودلهي من استفزاز جارتها في الشمال والتي تعد واحدة من القوي العسكرية المهيمنة في آسيا وتعد ايضا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للهند حيث سيطل حجم التجارة الثنائية بينهما إلي100 مليار دولار بحلول عام2015 وهذا أمر مهم للهند لا سيما في وقت نمو اقتصادها لأبطأ معدل له منذ عشر سنوات. وتقوم الولاياتالمتحدة بدعم مجال التسليح في الهند وتحديث قواتها المسلحة وخاصة القوات البحرية التي يمكن نشرها في بحر الصين الجنوبي, وقد أعلنت الهند بالفعل أنها سوف تنفق أكثر من37 مليار دولار علي جيشها, أي بزيادة14% عن العام الماضي, بالإضافة إلي أن الهند كانت أكبر مستورد للسلاح في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية والتي تساعدها في عمليات مكافحة التمرد في الولايات المتنازع عليها وهي جامو وكشمير وشمال شرق البلاد المضطرب, فضلا عن وجود علاقة متوترة مع باكستان, وقد وضعت الهند أعظم آمالها في التأثير علي ديناميكية الأمن في آسيا حيث نما الإنفاق السنوي علي القوات البحرية في الهند من181 مليون دولار في1988 حتي6 مليار و780 مليون دولار في عام2012 حيث تري الولاياتالمتحدة أن هذا من شأنه تقوية وضع بكين في بحر الصين الجنوبي. ولكن فقا ل فورين بوليسي فإن الهند لا تزال تفتقر إلي القدرة علي تأمين حدودها, حيث أنها ما زالت متخلفة كثيرا عن الصين في قدرتها علي نقل القوات, بالإضافة إلي أن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أوضح في تقريره أن الصين تملك اليوم250 رأسا نووية2012 والهند ما بين90 و110 رأسا وبرغم ذلك تحاول الهند أن تتباري مع الصين في تعزيز قدراتها النووية, وأصبحت الدولتان في سباق للتسلح النووي في القارة الآسيوية ولكن ما زالت الصين تمتلك اكبر ترسانة لأسلحة الدمار الشامل, وهنا فإن الهند مضطرة إلي مواجهة الخطر الصيني حيث إن نيودلهي تراهن علي تطوير وسائل نقل الصواريخ البالستية, التي بإمكانها الوصول الي العمق الصيني بمساعدة واشنطن.