بدون خجل أو حياء حنث أوباما في وعوده بإخراج القوات الأمريكية من أفغانستان في2014 ليفاجئنا بالبقاء فيها حتي2024 تحت مزاعم كاذبة, إذ تخطط إدارته لإبقاء القوات الأمريكية وسحب القوات القتالية والإبقاء علي القوات الخاصة ومدربين من الجيش الأمريكي وقوات الCIA, ومشغلي الطائرات بدون طيار. وقد أبقي البيت الأبيض التفاصيل سرية حول أعداد القوات التي ستظل هناك والترتيبات والمهمات الموكلة إليهم, إذ وفقا لمجلة فورين بوليسي سيتم الإبقاء علي نشر تسع قواعد أمريكية منحهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي القواعد وببقاء التواجد الأمريكي حتي عام2014 فإن مدة مشاركة الولاياتالمتحدة في الحروب الأفغانية التي بدأت في عام1978 ستصل إلي أكثر من46 عاما عندما قامت واشنطن والسعودية بتمويل الجناح الإسلامي ضد جناح الحكومة اليساري الموالي للاتحاد السوفيتي في كابول حتي تمت هزيمة النظام. وفي عام1992 برزت طالبان كقوة مهيمنة بين عدة جماعات بالبلاد فيما ظلت وكالة الاستخبارات المركزيةCIA نشطة في أفغانستان حيث انضمت إليها القوات القتالية العسكرية بعد11 سبتمبر2001, وكان الهدف المعلن هو قلب نظام طالبان وتدمير تنظيم القاعدة. ولدي إدارة أوباما أسباب كثيرة للبقاء في أفغانستان وهو أن يبقي لها قدم في آسيا لمتابعة الصين وروسيا لامتلاكهما الأسلحة النووية المتطورة بالإضافة قوتين نوويتين لم تستطع الولاياتالمتحدة بسط سيطرتها عليهما بأية وسيلة وهما باكستان والهند, إذ يتيح تواجدها في أفغانستان الحفاظ علي قربها من مصادر النفط الهائلة وثروة الغاز الطبيعي التي تقع في حوض بحر قزوين وخاصة في أوزبكستان وتركمانستان, إذ تعد أفغانستان كنزها الجغرافي السياسي خاصة وأن أوباما مثل بوش يسعي إلي منع بكين وموسكو من توسيع نفوذهما في المنطقة. وطبقا لتقارير نشرتها نيويورك تايمز فإن حوالي20 ألف جندي أمريكي من القوات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية, ومشغلي طائرات بدون طيار ستبقي بعد عام2014 بالإضافة إلي تمركز حاملات الطائرات البحرية في بحر العرب والمحيط الهنديحيث أكد الجنرال جون آلن أنه سيتم توفير دعم لوجستي لتدريب قوات الأمن الأفغانية حيث تشارك القوات الأمريكية في الحروب في غرب باكستان واليمن والصومال وأفريقيا خاصة في ظل قيام أوباما الآن بتحريك قوة عسكرية كبري إلي شرق آسيا لمواجهة الصين وهو ما يؤكد أن حروب أوباما ليست إلا تمديدا لحروب بوش بجعل العالم ساحة للمعارك الأمريكية.