تصريحات الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع تحمل من الرسائل الحاسمة والواضحة ما يضع كل فرد علي أرض الوطن أمام مسئولياته, وتقول ان جيش مصر الذي حمي الثورة, لن يقف مكتوفي الايدي أمام المقامرات غير المحسوبة بمصير البلاد, واللعب بالنار في توقيت حرج, تتربص فيه القوي الخارجية لإسقاط مصر, وتوريط جيشها العظيم. ولعل الرسالة الأولي جاءت حاسمة لكل القوي السياسية في مصر وفي مقدمتها النظام الحاكم. للتوافق علي القضايا الخلافية, خلال أسبوع لإ نقاذ البلاد من شر محدق بدأ يلوح في الافق. ومن لهب لافح ينذر بحرق الاخضر واليابس, بعد ان كشفت الجماعات الاسلامية المتطرفة عن نواياها الدموية ضد الذين ينوون النزول يوم30 يونيو. فيما جاءت الرسالة الثانية لتؤكد انحياز الجيش المصري العظيم لارادة الشعب ومن هذا المنطلق لن تقبل القوات المسلحة محاولات التخويف والترويع للشعب. ولعل هذه الرسالة تأتي ردا واضحا وحاسما علي اصحاب لغة الدم والارهاب والترهيب التي تصاعدت ضد المواطنين في الاونة الاخيرة فيما جاءت الرسالة الثالثة للمتطاولين. علي الجيش المصري العظيم وكان آخرهم الاخواني محمد البلتاجي الذي هاجم الجيش في مليونية العنف والارهاب في مشهد وضيع, وحقير يمس هيبة وسمعة القوات المسلحة الباسلة التي نعتز بها. ولعل تصاعد هذه اللغة المرفوضة ضد الجيش تحمل من الخطورة علي الامن القومي ما يجعلها محل تجريم وتحريم بعد ان زاد التطاول و التجريح لجيش يضم خير اجناد الارض. بينما تأتي الرسالة الرابعة لتؤكد ان الجيش المصريالذي حمي الثورة وترك السياسة بعد ذلك لن يقف صامتا وهو يري الوطن ينزلق في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة. ومن ثم فان الجيش سيضطر الي العودة للسياسة لدفع الضرر عن البلاد, وانتشالها من هذا الخطر. تلك كانت الرسائل, وهكذا جاءت التصريحات التي كتبت بحرفية عالية تخاطب الجميع كل بقدر مسئوليته لتعكس في مجملها مسئولية وطنية تحملتها القوات المسلحة بإخلاص وحب لتراب الوطن تدعمها ارادة شعبية جارفة, وتساندها رغبة وطنية مخلصة, ويدعمها عشق وحب شعبي بلا حدود. انه إنذار للجميع, لكن كيف تتعامل معه الاخوان والقوي الاخري ؟ سؤال ستجيب عنه الايام المقبلة