قائد الجيش الثاني الميداني: حرب أكتوبر قصة كفاح وطن تلاحم جيشه مع شعبه    تعاون بين «جامعة القاهرة» و«الجيزة» في مجالات خدمة المجتمع    استقبال الآراء والأفكار.. الحوار الوطني يفتح باب المشاركة للمصريين بشأن الدعم    بحضور الفريق كامل الوزير .. انطلاق الجلسة العامة لمجلس النواب    «الشربيني» يكلف بسرعة الانتهاء من تنفيذ المشروعات الجارية بالمدن الجديدة    في خدمتك| وحدات سكنية جاهزة للتسليم الفوري.. تعرف على أماكنها    الوقائع المصرية تنشر قرار وزير التموين بشأن توحيد أوزان عبوات الشاي    تمهيدًا لإعلانها غدًا.. رئيس الوزراء يستعرض المُخرجات النهائية لحزم التسهيلات الضريبية ومحفزات الاستثمار.. تستهدف تذليل العقبات الضريبية أمام مجتمع الأعمال وأنشطتهم الاقتصادية بما يدعم جهود رفع معدلات الإنتاج    محافظ سوهاج يتفقد أعمال الرصف بمشروع تطوير كورنيش أخميم    انطلاق مؤتمر الغذاء للمستقبل لمزارعي القمح برعاية «الزراعة» غدا    وزير الخارجية لنظيره الأمريكي: الأمن المائي المصري مسألة وجودية لن تتهاون مصر فيها    برلماني: إقامة السلام في المنطقة لن يتحقق سوى بإقامة دولة فلسطينية    الأمم المتحدة تحذر: أوامر الإخلاء الإسرائيلية لا توفر الأمان لسكان غزة    «كبر وخرف».. تعليق ناري من الحضري على تصريحات مانويل جوزيه    بلاك بولز الموزمبيقي: مباراة الزمالك بالكونفدرالية مختلفة    وصول المتهمين في واقعة «فبركة سحر مؤمن زكريا» للمحكمة    دورة جديدة.. انطلاق ماراثون انتخابات الاتحادات الرياضية    الزمالك : اتحاد الكرة عرض علينا خوض مباراة الشباب أمام سموحة على يومين    المتهمان «سوابق».. ضبط تاجري مخدرات غسلا 40 مليون جنيه    «الأرصاد» توضح حالة الطقس غدا.. مائل للبرودة في تلك الأوقات    النيابة تستمع ل خبراء المعمل الجنائي حول حريق محطة الصرف الصحي    محاكمة متهمين بقتل طالب بمشاجرة في الزيتون | بعد قليل    مفتي الجمهورية: نضطلع بدور محوري لمواجهة الفكر المتطرف    يوم الجمعة: فضله وعظمة الدعاء فيه    رئيس الاعتماد والرقابة الصحية: اتباع الأدلة الإرشادية شرط أساسى بمعايير "جهار"    استعدادات مكثفة للمؤتمر السنوي للسكان والصحة والتنمية البشرية    فريق طبى بطوارئ قصر العينى ينجح فى استخراج "سيخ معدنى" من عظام الحوض لطفل    كندة علوش: همنع أولادي عن السوشيال ميديا حتى لو كنت أم ديكتاتورية    أحمد مظهر.. فارس علق ملابسه العسكرية من أجل السينما    تفاصيل الاتفاق السري بين الأهلي وسيراميكا كليوباترا بشأن الصفقات    تأجيل أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل صديقته في قرية تونس بالفيوم    النواب يوافق على اتفاقية مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط    "مكسوفة من ربنا".. أول تعليق من نشوى مصطفى بعد إجرائها عملية جراحية    د. حسن الشافعي: دور الفتوى في بناء الفرد والمجتمع ليس كلاما نظريا بل حقيقة عايشناها بالفعل    جامعة قناة السويس تستقبل الدفعة الثانية من طلبة العلاج الطبيعي وتحتفي بالمتميزين    78 شهيدا و1791 معتقلا في محافظة القدس منذ 7 أكتوبر    ريال مدريد يحدد طبيعة إصابة ميليتاو    رئيسة لجنة نوبل: «عملهما مفيد للغاية».. ماذا قدم الفائزان بجائزة نوبل في الفيزياء ليفوزا بالجائزة؟    جامعة قناة السويس تطلق قافلة شاملة إلى جنوب سيناء ضمن احتفالات أكتوبر    السيسي: طول ما القوات المسلحة يقظة ومستعدة وشريفة مفيش خوف من حاجة    رئيس جامعة الأزهر: الفتوى شفاء من الحيرة ويجب البعد عن التشدد والتساهل    احذروا.. العسل في هذه الحالة قد يسبب السرطان    أمين البحوث الإسلامية: الفتوى تساعد على بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة    كيم جونغ أون: كوريا الشمالية ستسرع خطواتها لتصبح قوة عسكرية عظمى    السيسي: الشعب الفلسطيني من حقه العيش في دولة مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل    رئيس الكنيسة الأسقفية يشارك في ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" بدار الإفتاء    مدرب وادي دجلة يكشف أسرار تألق عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت    عاجل| بتوجيهات رئاسية الإسكان تجهز أكبر طرح لشقق سكنيه في 15 مدينة جديدة    قائد الجيش الثاني الميداني: جاهزون لأي مهام نكلف بها وندرك حجم التحديات    7 معلومات عن ابنة إيمان العاصي بعد ظهورهما في «صاحبة السعادة».. لاعبة كرة    مسئول أمريكي: الصين لا تسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية في بلادنا    "وضعتها بمكان سرى".. اعترافات المتهمة بتهريب عملات أجنبية بمطار القاهرة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المكسيكي تطورات مقتل 3 مصريين في حادث إطلاق نار    فريد زهران: دعم التحالف التقدمي العالمي للقضية الفلسطينية وإسقاط عضوية إسرائيل انتصار للضمير الانساني    ريحة من الشيخ زايد إلى الحدائق، أسباب انتشار الدخان الخانق في 6 أكتوبر    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحتجاجات التركية سياسية وليست إرهاصا لثورة شعبية
نشر في الأهرام المسائي يوم 23 - 06 - 2013

لم يمنع التقدم التركي الذي تم بفضل جهود رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي كان سببا في إحداث نهضة في جميع المجالات, والذي كان تدهوره السبب الرئيسي في اندلاع ثورات الربيع العربي.
‏ حدوث مظاهرات واحتجاجات داخل الدولة التركية بسبب تحويل أحد الميادين ميدان تقسيم من حديقة إلي بناية فهل استغل المعارضون لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هذا الحدث وأرادوا اشعال ثورة علي غرار ثورات الربيع العربي؟ حيث يشير د‏.‏ عبدالله أيدوغان مدير مركز ستا للأبحاث والدراسات التركية إلي ان المظاهرات اندلعت احتجاجا علي خطط بناء للحكومة في ساحة تقسيم باسطنبول وقرارها بتحويل حديقة عامة إلي مجمع تجاري‏,‏ لكنها سرعان ما تحولت إلي مظاهرات سياسية شديدة الحدة مناوئة لسياسات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان‏,‏ مع العلم بأن هذا المشروع له شقان أولهما‏:‏ عمل نفق تحت ميدان تقسيم حتي يكون الميدان للمشاة وخالي من السيارات مع توسيعة وزيادة الاماكن الخضراء‏,‏
والحدائق أيضا سيتم بناء مول تجاري ومتحف في مكان أثري ثكنات عسكريا في عهد الدولة العثمانية وقد تم هدمه قبل ذلك‏.‏ ومن المتوقع أن لاتؤثر هذه الأحداث في شعبية أردوغان ولا أستقرار ارالسياسة التركية ولا النمو الاقتصادي حيث يبلغ رضا الدعم لحزب أردوغان حوالي‏(52%)‏ من مواطني تركيا وحزب الحركة القومية المعارض لايدعم المظاهرات‏,‏ وأيضا هناك تم توقيع اتفاقية سلام بين حزب الامة الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان والذي يقضي عقوبة حاليا في تركيا وحزب العدالة والتنمية‏,‏ فكل هذا أعطي لاردوغان أرضية صلبة ومتينة أمام شعبه لتجاوز هذه الازمة المفتعلة والذي يريدون هز صورته أمام العالم‏.‏
في حين يشير د‏.‏ محمد سعد مدير مركز القاهرة للدراسات التركية إلي أنه ليس الخارج هو المستفيد بالاحداث وليس المتسبب لكن الأمر بشكل أساسي هو تفاعلات داخلية‏,‏ ولكن هناك جزءا بشكل محدود من الخارج فعندما تولي رجب طيب أردوغان الحكم في عام‏2002‏ أي منذ أحد عشر عاما استطاع أن يقوم بزيادة دخل الفرد من‏2200‏ إلي‏10000‏ دولار‏,‏ واستطاع أن يقوم بعمل نقلة في السياحة حيث زاد عدد السائحين لتركيا إلي‏25‏ مليون سائح وكانوا قبل حكم أردوغان‏(8‏ ملايين سائح‏)‏ وليس الاهتمام علي مستوي الكلي‏,‏ ولكن علي مستوي الطبقات المهمشة فكل ما تم بناؤه في تاريخ تركيا حتي عام‏2002‏ كان‏44000‏ مسكن وخلال فترة أردوغان تم بناء‏427000‏ مسكن‏,‏ أيضا بلغ اجمالي الطرق المرصوفة في تاريخ تركيا وقبل تولي أردوغان‏(6000)‏ كيلو متر بينما ما تم رصفه في عهده‏11000‏ الف كيلو متر اضافي فالارقام واضحة وتتحدث عن نفسها‏,‏فالمشكلة غير مرتبطة بمعاناة معيشية يحدثها المواطن التركي‏.‏
ولكن الذي يتظاهر الآن هم بالتحديد أنصار حزب الشعب الجمهوري‏,‏ وهو أقوي الاحزاب المعارضة‏,‏ وهو امتداد للحزب الذي قام بتأسيسه كمال أتاتورك وبالتالي هو يعتبر نفسه المسئول عن حماية العلمانية في تركيا‏,.‏ وبالتالي الذي يحدث الان هو تراكمات منذ فترة واتخذت موضوع اعادة تجديد ميدان تقسيم كذريعة لتضخيم الموقف ولكن الخلفية الاساسية هي التخوف من تحول هوية تركيا العلمانية إلي هوية اسلامية لعدة اسباب حيث يمثل ميدان تقسيم أكبر رموز العلمانية في تركيا‏,‏ وبالتالي أي اعادة طمس الملامح الخاصة به لها دلالة رمزية مهمة من حيث اعادة تجميل منطقة تقسيم مرة أخري‏,‏ ويريد أردوغان اعادة رمز من رموز الدولة العثمانية‏(‏ الثكنة العسكرية‏)‏ والتي كانت موجودة قبل عهد أتاتورك كمتحف تذكاري ولكنه في النهاية يعبر عن هوية لها جذور اسلامية‏,‏ ولكنها تصطدم بالهوية العلمانية بالاضافة إلي القانون الذي أصدره أردوغان للحد من الخمور‏(‏ وليس منعها كما قيل‏)‏ حيث يجرم بيع الخمور لمن هم أقل من سن ثمانية عشر عاما كما في أغلب بلاد العالم وايضا منع بيعها بجوار المدارس والمساجد‏,‏ مع وضع ضرائب جزافية علي بيعها‏,‏ وبالتالي اعتبر العلمانيون هذا القانون بمثابة توجه اسلامي جديد لتركيا مع اطلاق اسم السلطان‏(‏ سليم الاول‏)‏ علي الجسر الثالث والذي يربط تركيا بشطريها‏(‏ الاوروبي والاسيوي‏)‏ وأدي هذا الاسم إلي غضب حزب الشعب الجمهوري المعارض لان رئيسه علوي ويضم مجموعة كبيرة من العلويين والذي يتهمونه بعمل مذابح ضد العلويين في ايران‏,‏ أيضا لوجود معضلة رئيسية في الوقت الحالي عند أعداد الدستور والذي يمر بمراحله النهائية فبالرغم من ان أردوغان حاول الوصول إلي أكبر توافق بين الاحزاب حول الدستور الجديد‏,‏ وذلك من خلال تشكيل لجنة تضم ثلاثة أفراد من كل حزب من الاحزاب الرئيسية إلا أنه في المرحلة الاخيرة لكتابة الدستور حدث صدام متوقع نتيجة المواجهة بين الهويتين ونتيجة رفض قوي المعارضة أن ينسب فضل إعداد الدستور الجديد إلي أردوغان‏,‏ وكان رد أردوغان بأن الشعب هو الذي يستفتي علي الدستور ويقرر في النهاية‏,‏ وهو يضمن ثقة الشعب فيه‏.‏
ومن وجهة نظر ان هذه الاضرابات قد تستمر بعض الوقت ولكنها ليست مؤهلة أن تتحول إلي ثورة أو ربيع تركي لعدة أسباب منها أنه لايوجد غضب شعبي حقيقي وإنما احتجاجات يقودها حزب معارض قوي‏,‏ ومازالت غالبية الشعب تؤيد أردوغان والذي هدد بنزول مؤيديه للشارع علما بأن عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية يتجاوز التسعة ملايين عضو‏,‏ ولان ثقافة الشعب التركي وفهمه للديمقراطية تجعلانه يؤمن بأن الديمقراطية الصحيحة هي الاحتكام للصندوق‏,‏ ولشعوره بثقة شعبه نحوه فقد قام بزيارة خارجية لدول المغرب العربي في عز الازمة‏.‏
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.