يبدو أن أوغندا دخلت حلبة الصراع الغربي الصيني علي ثروات القارة, فاللمرة الأولي التي ينتقد سفير الاتحاد الأوروبي دولة ويتهمها بالفساد. مما اعتبرته أوغندا إساءة للشعب والدولة والقيادة, بعد تصاعد الخلافات بين أوغندا والغرب بعد قطع الأخير للمساعدات بل وسحب الدول الغربية المانحة لمساعداتها, بحجة شهبات فساد في إدارة تلك المساعدات تمثلت في اتهامات لموظفين بمكتب رئيس الوزرء الأوغندي بالاستيلاء علي13 مليون دولار من المساعدات. ورغم سرعة احتواء الاتحاد الأوروبي لهذه الانتقادات حسب صحيفة ديلي مونيتور, بتقديم اعتذار سريع, إلا أن أوغندا اعتبرت ذلك غيرمقبول وان اتفاقات جنيف الخاصة, بالتمثيل الدبلوماسي تنص علي ذلك بوضوح, متسائلة هل من حق سفير أوغندا بلندن علي سبيل المثال مهاجمة رئيس الحكومة البريطانية؟ الانتقادات الغربية تركزت علي اتهام أوغندا ورئيسها موسيفيني بالفساد والديكتاتورية, حيث تزعم بعض التقارير أنه يحضر نجله موهوزي لخلافته في رئاسة الدولة والذي يعمل قائدا للواء قوات النخبة في الحرس الجمهوري والاهم انه مسئول عن تأمين حقول النفط الأوغندية القريبة من الحدود مع جمهورية الكونجو, ورغم ان هذه المزاعم حسب وكالة الشرق الأوسط لاتراها غالبية الشعب الأوغندي إلا محضر افتراءات ولاتستند إلي واقع, وجاءت في وقت تستعد فيه أوغندا لانتخابات رئاسية وتشريعية في عام2016 وتعمل إدارتها علي ضمان مختلف مقومات النزاهة والشفافية ومن بينها استحداث وحدات للتصويت ببصمات أصابع الناخبين؟ وموسيفيني الذي يتهمه الغرب بالديكتاورية, ناضل كثيرا ضد الاستعمار الغربي خاصة البريطاني حتي نالت أوغندا استقلالها في عام1962, حقق كثيرا علي صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوغندا ويعتبر أول رئيس منتخب لأوغندا, وكذلك علي الصعيد الاقتصادي حيث تعد أوغندا ثالث أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وتتعاون مع المجتمع الدولي في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف وكذلك مع الدول الإفريقية, بل وتدعم الولاياتالمتحدة قدرات قوات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب الأوغندية من خلال برامج تدريبية تتم عبر القيادة الأمريكية الإفريقية أفريكوم, ومقرها مدينة شتوتجارت الألمانية. لكن لماذا انقلب الغرب علي أوغندا, ربما يكون التفسير الاقرب هو دخول الصين علي الخط, آخرها تقديم ائتمان بقيمة500 مليون دولار لمساعدة أوغندا في بناء سد كبير لتوليد الكهرباء علي نهر النيل في منطقةكاروما لتعيد احياء مشروع قديم توقف لتكلفته الكبيرة التي تبلغ ملياري دولار لاتستطيع أوغندا تحمل تكاليفه, حيث لاتستطيع إلا توفير700 مليون دولار حسب وكالة رويتر والباقي تعتزم توفيره من هيئات التنمية الدولية. وتجدر الإشارة إلي أن هذا السد المعتزم بناؤه وطاقته600 ميجاوات يأتي بعد سد بوجا جالي الذي يقع علي نهر النيل ويولد250 ميجاوات من الكهرباء, الصين حسب جريدة الإندبندنت قدمت التمويل لأوغندا بعد ان صدر قرار للمحكمة العليا الأوغندية بتاريخ16 نوفمبر الماضي, بمنح شركة الصين للماء والكهرباءC.W.E بناء هذا السد واستبعاد كل الشركات الغربية الأخري خاصة الشركة النرويجية التي كانت تضغط لكي يرسو عليها بناء السد من خلال الشركة البريطانية التابعة لها, التي اتهمت بدفع رشوة قدرها10 آلاف دولار لمسئول في الحكومة الأوغندية في عام.1999 وبحسب الصحيفة فإن قرار المحكمة وعملية تقديم العطاءات قد شابها فساد ورشوة وهو مايفسر اتهام الاتحاد الأوروبي لموظفي مكتب رئيس الوزراء الأوغندي تحديدا بالفساد.