انتشرت بعد ثورة25 يناير بشكل غير مسبوق ظاهرة الغش الفردي والجماعي في المدارس والجامعات خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد, وفي ظل حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد, وفي ظل ظهور وسائل جديدة للغش لم تكن موجوده من قبل علاوة علي قيام مراكز الدروس الخصوصيه بتوزيع برشامة بسع5 جنيهات ليتم تمييزها بعلامه ضوئيه تجعل من الصعب إعادة تصويرها لإلزام الطلبة بالشراء. ويخطئ الغشاشون من الطلبة عندما يتصورون أنهم لايؤذون أحدا بينما هم في الحقيقه يضرون المجتمع بشكل مباشر, كما أن الغش أحد أساليب تفشي الظلم إذ يساوي بين المجتهد و الكسول, بل ربما يحصل الطالب الذي يغش علي درجات وتقديرات أعلي من الذي اعتمد علي نفسه وبذل مجهودا. فماذا يقول الطلبة عن هذه الظاهرة. في البداية تقول أسماء عبد الوهاب في الصف الثالث الثانوي علمي, مشكلة الامتحانات في بلدنا أنها تقيس قدرة الطالب علي الحفظ فأسلوب تقديم المعلومه لا يعطينا فرصة للتحليل والاستنتاج بل يقدم المعلومةجاهزة وعلينا حفظها ثم تفريغها علي الورق وبالتالي فإن الطلبة الذين تساعدهم قدراتهم علي الفهم أكثر من الحفظ مثلي يظلمون ظلما كبيرا, وذات مرة في مادة الفيزياء ضبطت هاتفي المحمول علي نمرة أحد أقاربي وبعد تسلم ورقة الامتحان وقلت له الأسئلة وكان يملي علي الإجابات, ولكن لم يدم الحال كثيرا لأني إندمجت في الحديث مع قريبي وعلا صوتي بغير قصد مني وفجأة وجدت المراقب يقف أمامي ولكنه كان رحيما بي حيث طلب مني الهاتف وتركني أجاوب علي الأسئلة. وتحكي سامية عبد المنعم في الصف الثالث الثانوي أدبي, أنها أثناء امتحان اللغة العربية هذا العام وأنا أنظر في ورقتي أقرأ الأسئلة لأجيب, فإذا بي أشاهد إحدي زميلاتي تفتح ورقة صغيرة لتغش منها إجابات الأسئلة. فسألت نفسي كيف أسمح لها أن تسرق تعبي طوال العام هي كانت مرتاحة لم تبذل مجهودا وأنا أستذكر دروسي وللأسف ها هي النتيجة معظم الأسئلة في غاية الصعوبة فأحصل علي درجة منخفضة أو ربما أرسب في المادة, أما هي وبهذه الورقة تتفوق علي ؟ وفجأة ولا أعلم كيف قمت من مكاني وذهبت لها وأمسكت بالورقة التي في يدها وأخذت أمزقها وأنا أصرخ فيها حرام عليكي.... حرام عليكي. ويتساءل محمد أحمد طالب في الصف الثالث الثانوي أدبي بلا مبالاة: لماذا يتصور البعض أن الغش هو أسلوب خاطئ للنجاح ؟ وحقيقة الأمر يجب أن نوجه السؤال لوزارة التربية والتعليم, لماذا تدفعنا الوزارة بمناهجها وامتحاناتها لاستخدام هذا الأسلوب, بل عندما يطلب مني أحد زملائي أن أغششه أستجيب له وسأظل أفعل ذلك, أنه نوع من التعاون. وتري أماني نصير طالبة في الفرقة الرابعة بكلية التجاره إنجليزي جامعة عين شمس أن السبب في لجوء الطالب الي الغش هو الخوف من الرسوب ومواجهة الأهل, وقد لجأت ذات مرة للغش وبعد نجاحي شعرت بالندم لأني حققت هدفي بأسلوب غير شريف لأن الغايه لا تبرر الوسيله وكان علي أن أبذل جهدا أكبر وأعتمد علي نفسي أكثر. وقالت إن علي المراقبين تشديد الرقابة علي الطلبة, لأن الطالب الذي يستطيع أن يغش داخل لجنة الإمتحان لا يستطيع أن يفعل ذلك عادة بدون التعاون مع المراقب. ويرد علي هذا الإتهام محمد أحمد مدرس مادة الحساب في المرحله الإبتدائيه ومراقب بأن للطالب عدة أساليب ففي البداية أنبه الطالب وأسحب منه أداة الغش, فإذا كرر محاولته للغش أخط بقلمي أي علامة للفت نظر المصحح أن صاحب هذه الورقة كان يحاول الغش كما أنها أيضا وسيلة لتهديد الطالب وردعه فإذا لم ينته أقوم بتدبيس أداة الغش في الورقه لو توفرت وأسحب الورقة منه وأمنعه من درجة الامتحان. ويقول محمد كامل مدرس العلوم لمرحلة الإعدادي ومراقب, إن بعض المراقبين يتركون الطلبة يغشون في الامتحان ظنا منهم أنهم رحماء بهم بينما هم في الحقيقة يدقون أول مسمار في نعش مستقبلهم. وتقول أميرة محسن ولية أمر طالب في الثالث الثانوي أصبح هناك الطبيب والمعلم الذي لايعلم عن منهجه شيئا أو كيف يقدمه بأسلوب بسيط للطالب, والمهندس المدني الذي بسببه تضيع أرواح الأبرياء والمراقب الذي يعطي فرصة للطالب أن يغش في الإمتحان يساعده علي أن لا يراعي الله في أعماله ويخلق فيه روح الاعتمادية والكسل. إن مراكز الدروس الخصوصية التي يحضر فيها الطالب يقوم بعضها بتوزيع براشيم لكل المواد بسعر خمسة جنيهات للبرشامة, علامة عليها, والأشد غرابة أن الطلبة يشترونها ثم يذهبون لمكتب تصوير مستندات يستطيع إزالة هذه العلامة فيصورها عدة نسخ. الحكايه كلها غش في غش. وتؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس, أنه يجب أن يتعاون الجميع للحد من انتشار ظاهرة الغش: الآباء والمعلم والطالب, فيما يخص الآباء عليهم أن يربوا أبناءهم علي مبدأ يقظة الضمير فهو المراقب علي تصرفاتهم مع التأكيد علي مرتبة الخوف من الله وأن يتابع كل من الوالدين الأبناء حتي يستطيعا تعديل سلوكهم عندما يحدث فيه أي إنحراف, وأما المعلم فعليه أن يكون حازما داخل اللجنة وليس مروعا حتي لا يرتبك الطلبة وأن تتبع المدرسة أو الجامعة نظاما يساعدها علي وقف الغش الجماعي بين الطلبة والذي انتشر جدا أهمها التناسب بين عدد المراقبين وعدد الطلبة الممتحنين. وأما الطالب فعليه أن يراعي ضميره ويبذل مجهودا أكبر في دراسته ويصل مع نفسه لطريقة مثلي للاستذكار. وعن الطريقة المثلي للإستذكار تقول الدكتوره درية عبد الرازق أستاذة علم النفس في جامعة عين شمس, تجب مراعاة نقاط معينة ففي البداية تتم قراءة الدرس بشكل سريع ولكن بتركيز بحيث لايستطيع الطالب فهم الموضوع ثم يضع أسئلة علي كل فقرة, لا يجب الاعتماد بشكل أساسي علي الفهم فقط لأنه لايكفي مهما بلغ فهمه للمعلومات وأخيرا زادت الثقة بالنفس كانت عملية المذاكرة أسهل وأسرع. ويعقب الدكتور محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بأن في الغش ظلما كبيرا حيث يتساوي المجتهد والمهمل بل وقد تكون درجات الغاش أعلي من درجات المجتهد الذي بذل مجهودا كبيرا طوال العام وفي الظلم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة.