رغم محاولاتها الدائمة الإيحاء بالسعي لإرساء مباديء الحرية والديمقراطية في العالم وخاصة في بلدان الشرق الأوسط التي اتخذت منها وسيلة لفرض نفوذها عليها, تلقت الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلة في إدارة الرئيس باراك أوباما صفعة قوية بعد اعتراف المحلل الاستخباراتي إدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية وكان متعاقدا في وكالة الأمن القومي الأمريكي بأنه من سرب المعلومات والوثائق السرية التي تكشف استخدام بلاده لبرنامج التجسس العالمي برزم في التنصت علي أهداف معينة عبر الإنترنت وشبكات المحمول وهو الأمر الذي وصفته الصحف الأمريكية بالفضيحة الكبري. ورغم حالة الغضب التي برزت علي صدر صفحات الصحف الأمريكية إلا أن واشنطن تعاملت مع الأزمة بكل مرونة مؤكدة انها حق شرعي تستخدمه لأغراض أمنية ولتكون قادرة علي احباط أي مخططات إرهابية, ورغم سعيها إلي طمأنة الأمريكيين وتأكيدها علي انه نظام الكتروني يسهل جمع المعلومات التي تحاجها أجهزة المخابرات وان ذلك يتم تحت مظلة قانونية تسمح بذلك طبقا للمادة702 من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبي, إلا انها كشرت عن انيابها متهمة سنودن بالخيانة وتوعدته بالعقاب. وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية التي نشرت الكثير من الوثائق السرية التي سربها سنودن انه تسبب في احراج المسئولين في البيت الأبيض واسقط قناع الديمقراطية عن أوباما الذي طالما نادي بها بل وافقدته ثقة الأمريكيين. وجاءت اعترافات سنودن لتسبب صدمة في المجتمع الأمريكي الذي دعا ساسته إلي ضرورة محاكمته ليكون عبرة للآخرين, مؤكدين أنها قضية أمن قومي تمس أمن ومصالح الولاياتالمتحدة, فيما شعر الشارع البريطاني بصدمة كبيرة بعدما اكتشف تورط بلاده في تلك الفضيحة بعدما اكدت الوثائق المسربة ان بريطانيا تتجسس علي حسابات مواطنيها وشركاتها ومؤسساتها لجمع المعلومات التي تقدمها بعد ذلك إلي الولاياتالمتحدة وهو ما اعتبروه خرقا للخصوصيات الشخصية. ورغم تأكيدات بريطانيا ان تلك الاتفاقيات تمت من وراء ظهر البرلمان البريطاني وان الحكومة ليست علي علم بها خرج وزير الخارجية ويليام هيج ليدافع عن تنصت بلاده وجمعها للمعلومات بطرق سرية مؤكدا ان ذلك لا يمثل أي تهديد للخصوصية, وهو الأمر الذي اثار غضب البريطانيين الذين لم يفيقوا بعد من فضيحة تجسس وسائل الإعلام علي ابرز الشخصيات العامة في المجتمع. ورغم تأكيد أوباما أنه ورث البرنامج عن لسفه بوش وانه تمكن من خلاله من اعتقال عناصر إرهابية مطلوبة إلا أن الأمريكيين اعتبروه اغتصاب لحقوقهم وحرياتهم الشخصية. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان سنودن الذي يعيش الآن في غرفته بفندق بهونج كونج وصاحب أكبر عملية تسريبات في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد الجندي الأمريكي برادلي مانينج, يرفض أن يعيش في بلد تحول إلي سجن كبير يقيد الحريات ويتجسس علي أقوال وأفعال شعبه. واثارت تلك الفضيحة حالة من الرعب لدي شركات مثل جوجل وياهو ومايكروسوفت اللذين تم اسغلالهم بشكل غير مباشر في جمع تلك المعلومات السرية عن حياة المواطنين. رابط دائم :