فيما تستعد الولاياتالمتحدةالأمريكية للانسحاب من أفغانستان مثلما انسحبت من العراق حذر العديد من وسائل الإعلام الأمريكية من استمرار الغزو الأمريكي وما يسمي بالحرب علي الإرهاب بصور مختلفة. أبرزها القواعد العسكرية الأمريكية التي نشرتها في العديد من دول العالم والتي تحولت إلي مدن أمريكية داخل تلك الدول. ويكشف ديفيد فاين مراسل مجلة( ذا نيشن) الأمريكية عن أن وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) تسيطر علي مجموعة من القواعد العسكرية حول العالم لم يسبق لها مثيل في التاريخ, والتي وصل عددها إلي نحو ألف قاعدة عسكرية والتي حافظت الولاياتالمتحدةالأمريكية عليها منذ الحرب العالمية الثانية. ويتساءل المراسل: لماذا لا يزال دافعو الضرائب الأمريكيين مضطرين لدفع مليارات الدولارات لإقامة قواعد عسكرية بالخارج ؟ ويؤكد المراسل الأمريكي أن هذا العدد الضخم من القواعد الأمريكية يوجد طريقة جديدة من الحروب تتسم بالخطورة القصوي. ويشير المراسل إلي ان البنتاجون يخصص المليارات لشركات القطاع الخاص التي تعمل خارج الولاياتالمتحدة, والتي وصلت إلي نحو385 مليار دولار منذ عام2001 وهو ما يمثل ضعف ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية عن الفترة نفسها. وتشير المجلة إلي أن غزو العراق وأفغانستان كلف دافعي الضرائب الأمريكيين نحو160 مليار دولار تليها حرب الكويت بنسبة37.2 مليار دولار. وأشارت المجلة إلي أن مجموعة مختارة من السياسيين وجماعات الضغط, وأصدقاء آخرين استفادوا بقوة من صفقات بناء تلك القواعد العسكرية. وعلي الرغم من أن عددا من المنشآت والقواعد الأمريكية انحسرت خلال سنوات الحرب الباردة وتقلصت بنحو60% مرة واحدة, فإن هناك بنية تحتية كبيرة من القواعد لا تزال قائمة وهي متناثرة في أوروبا وبلجيكا و الإمارات وسنغافورة, وهي أكبر مجموعة من القواعد الأجنبية في التاريخ وداخل تلك القواعد المثيرة للجدل بنيت ثكنات العسكريين ومغاسل تنظيف الملابس والمطاعم الأمريكية وهو ما يعد احتلال دونما حروب! وفي أواخر التسعينيات نشرت أعدادا اخري من القواعد العسكرية الأمريكية خلال العمليات العسكرية الأمريكية في الصومال ورواندا وهايتي, والسعودية, والكويت, وإيطاليا و البلقان إلي جانب قواعد أخري في كوريا الجنوبية وهندوراس, وعقب هجمات سبتمبر نشرت العديد من القواعد الأمريكية في العراق وأفغانستان ودول الخليج. من جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن استمرار استهداف واشنطن للمسلحين خارج أراضيها من خلال الطائرات بدون طيار مثلما حدث أخيرا في الصومال واليمن يفتح الباب علي مصراعيه لحروب لانهائية لواشنطن عبر العالم, بينما يؤدي ذلك أيضا إلي توسع تنظيم القاعدة وفروعه ليشمل كل بقاع الأرض لمحاربة الولاياتالمتحدة وكل ما يمثلها, والذي أصبح له انتشار واسع في العراق وسوريا واليمن والصومال علي سبيل المثال وليس الحصر.