يعد الأمن من أهم القضايا التي باتت تؤرق المواطنين منذ قيام ثورة52 يناير, وما أعقبها من انفلات غابت معه جميع مظاهر الأمان والاستقرار التي كانت تميز مصر, بالإضافة الي أهميته كعنصر أساسي في جذب الاستثنارات وتدفق السياح. وما بين صعود وهبوط في الحالة الأمنية.. وأسباب كثيرة ساهمت بالإضافة الي الثورة, فيما وصل إليه الحال منها ما يختص بالتطورات السياسية أو بالانفلات الأخلاقي لبعض المواطنين, أو لمشكلات داخل جهاز الشرطة نفسه وغيرها يحاول الأهرام المسائي من خلال هذا الملف رصد فعالية الأمن ومدي احساس المواطن به في المنزل والشارع والعمل, وهل يتجه الي الأفضل أو الأسوأ ولماذا, وذلك في محاولة للوصول الي حل لهذه المشكلة المهمة. بعد احداث ثورة25 يناير تزايدت احداث العنف والبلطجة وقطع الطرق والخطف, بالإضافة إلي السرقة بالاكراه في محافظة سوهاج والتعدي علي املاك الدولة واغتصاب الاراضي الزراعية وانتشار الباعة الجائلين في الشوارع والميادين بكافة مدن المحافظة بسبب الانفلات الامني والاخلاقي والعجز الواضح لجهاز الشرطة عن التصدي لهذه الظواهر واصبح السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو أين الامن؟. ويقول حسين فواد ابراهيم مدرس, إن ثورة25 يناير من أعظم الثورات في تاريخ مصر لكنها في نفس الوقت خلقت انفلاتا أمنيا واخلاقيا في الشارع وكان نتيجة هذا الانفلات الأمني والاخلاقي هو انتشار ظاهرة خطف الأطفال والسيدات والاطباء والرجال طلبا لفدية من ذويهم لأن من يقوم بمثل هذه الجرائم البشعة متأكدون من أن الآباء علي استعداد أن يفعلوا أي شيء في سبيل عدم تعرض أبنائهم لأي أذي ولذلك تشكلت عصابات كثيرة بمدن سوهاج لسرقة وخطف الأطفال الذين هم أغلي شيء عند الآباء. ويضيف عبد المحسن خلاف عامل ان محافظة سوهاج من اكثر المحافظات التي انتشرت فيها ظاهرة الخطف والسرقة وخصوصا خطف الاطباء وكان اخرها خطف ثلاث اطباء احدهما من مركز طما وقيام المجرمين بالاتصال بزويهم لطلب فدية حتي يتم إعادتهم, وفي ظل تخوف اهليتهم عليهم ما كان أمامهم إلا أن يدفعوا الفدية حتي يعودا لمنازلهم. وأكد خالد إبراهيم موظف ان تلك الجرائم انتشرت وخصوصا ظاهرة التعدي علي الرقعة الزراعية وأملاك الدولة بطريقة ملحوظة حيث تزايدت في الآونه الاخيرة إغتصاب أجود الاراضي الزراعية والتعدي علي أملاك الدولة أمام مري ومسمع المسئولين, وكذلك انتشار الباعة الجائلين في الشوارع والميادين العامة والفرعية في ظل حالة الفوضي والإنفلات الأمني الذي يعقب التغييرات السياسية المفاجئة, حيث يكون المجتمع غير مهيأ لها, وعادة ما يصاحبها فوضي وغياب لدور الشرطة, مما يسمح لمحترفي الإجرام بالإنتشار في المجتمع, وممارسة أنشطتهم المخالفة للقانون بحرية ودون خوف من الملاحقة القضائية. طالب موريس نعيم عبد المسيح موظف, بضرورة تضافر وتكاتف مؤسسات وهيئات المجتمع المختلفة لمواجهة ظاهرة البلطجة والخطف والسرقة, فهي ظواهر تتكرر علي نحو مؤسف دون أن يكون للشرطة موقف حاسم يمنع هذا الاستخفاف الشديد, فالشرطة, تهان أمام الجميع وإنتشار هذه الظاهرة, جرس إنذار لهيبة الدولة, التي يجب أن تراعي الأمن الجنائي, وتحقق الأمن الشخصي للمواطن العادي. وأكد الشيخ إبراهيم فرغلي, أن السبب الرئيسي وراء تزايد أعداد البلطجية في المراحل الانتقالية, واتساعها في الشارع, يرجع بالأساس إلي ضعف الدولة ومؤسساتها الرسمية, وسيادة قيم عدم احترام القانون, وتأكل هيبة الدولة, وغلبة الشعور بالإستبعاد الإجتماعي, وقلة الشعور بالإندماج في المجتمع. يقول فتحي رمضان موظف, إن سبب الانفلات الاخلاقي هو غياب القدوة الصالحة في نظر الشباب المتمثلة في كافة المسئولين في راس الدولة الي اصغر موظف واصبح الشباب يرون كل مسئول يتكلم عن القيم والاخلاق والوعود البراقه ويعمل عكس ما يقول. يوكد السيد محمود موظف ان ما يجري هو نتيجة للتاويل الخاطي لمبادي واهداف ثورة يناير حتي اصبحنا نري مجتمعنا وقد انعدمت فيه المبادي والاخلاق وايضا غياب الشرطة لفترة طويلة جعل اعمال بلطجة تزيد وهي في الأصل إنفلات أخلاقي ولكن العذر للشرطة في هذا الصدد فاذا اجتهدت قيل انها تتعامل بعنف واذا جلس الضباط علي مكاتبهم كيلت لهم الاتهامات بانهم متقاعسون. يري الدكتور محمد بخيت استاذ بمعهد الخدمة الاجتماعية ان السبب الرئيسي هو الغياب التام للدولة بكامل مؤسساتها الحقيقية ولا يوجد عقاب وردع لأي سلوك خاطيء وبالتالي تحولت الحياة الي غابة فالناس أصبحت تتعامل بمنطق القوة وهي التي يغيب عنها كل الأبعاد الأخلاقيةوموقف الحكومة من بعد الثورة يشجع علي العنف حيث لا توجد عقوبات رادعة. ومن جانبه أكد اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إن الانفلات الأمني ليست انفلاتا بالمعني المفهوم ولكن هناك انفلات اخلاقي والانفلات الاخلاقي يؤثر بالسلب علي الأمن واضاف اننا كنا نتعامل بالسابق مع اناس يتمتعون بأخلاق محترمة اما الآن فاصبح كثير من الناس معدومي الأخلاق يتطاولون باللفظ علي الآخرين وعلي رجال الأمن أثناء تأدية أعمالهم بالرغم أنه مطلوب من المواطنين مساعدة رجال الامن بتنفيذ التعليمات والالتزام بالقوانين وبالتالي يساعد علي الانضباط سواء في الشارع او الامن الجنائي وخير مثال علي ذلك قيام الاهالي بقطع الطرق وشريط السكة الحديد وانتشار الباعة الجائلين في الشوارع فهو يعلم بانه ممنوع ولكن لا يلتزم بالتعليمات والقوانين. رابط دائم :