برغم عشرات الحملات اليومية لضباط المباحث في محافظة سوهاج لضبط الخارجين عن القانون والبلطجية والمسجلين خطر لبث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين.. لاتزال أعمال السرقة والخطف والاتجار في المخدرات والسلاح تنتشر في كل مكان, وسيطر الباعة الجائلون علي الشوارع والميادين الرئيسية وزادت التعديات علي الرقعة الزراعية بكل مدن سوهاج.. وانتابت المواطنين حالة من الذعر والقلق نتيجة الانفلات الأمني بمدن المحافظة. في البداية يقول عماد حمدي محمود بدون عمل إن معظم المواطنين بسوهاج لجأوا إلي شراء الأسلحة لحاجاتهم إلي الدفاع عن أنفسهم, حيث وصل سعر البندقية الآلية إلي أكثر من15000 جنيه, وسعر الفرد الخرطوش إلي أكثر من2000 جنيه وأصبح حمل السلاح أمرا مألوفا بين العائلات والكل يتفاخر بعدد البنادق الآلية الموجودة بالمنازل للدفاع عن النفس, كما انتشرت سلاح الأرباجيهات بين الأهالي مع أن هذه الأسلحة لا توجد إلا مع الأجهزة الأمنية, ولكن كله مباح دون تستر بين الأهالي والكل يتباهي بحمل أنواع متعددة من الأسلحة مطالبا بتكثيف وزيادة الوجود الأمني وعودة الدوريات الراكبة لملاحقة البلطجية والخارجين عن القانون, وإلقاء القبض عليهم فورا بما يحقق أمن المواطن والمواطنين. يضيف باسم فراج بعد أحداث25 يناير انتشرت ظاهرة بيع المخدرات وأصبحت البؤر الإجرامية منتشرة في معظم القري, مما أدي إلي زيادة تعاطي الشباب للمواد المخدرة, كما انتشرت ظاهرة الخطف للأطفال وإجبار ذويهم علي دفع فدية تتجاوز100 ألف جنيه, كما شهدت المحافظة أحداثا مؤسفة, وهي ظاهرة قطع الطرق وسرقة السيارات واقتحام المحلات وسرقة الموتوسيكلات والسيارات والتكاتك بطريقة كبيرة. ويؤكد فاروق عبدالمنعم من الأهالي أن الأمن لن يعود إلا بعد القضاء علي أسباب الانفلات وأهمها غياب القدوة والمثل الأعلي في ظل غياب وانشغال مؤسسات الدولة بقضايا لا تهم المواطنين, وهو ما أوجد جيلا لا ينتمي لهذا البلد.. وطالب بضرورة مواجهة حاسمة مع كل من حصل علي أموال من الخارج لزعزعة أمن الوطن ونشر الفوضي, كما طالب بعودة الأجهزة الأمنية كما كانت, والضرب بيد من حديد علي كل بلطجي يثير الذعر للمواطنين, وشدد علي ضرورة عودة الهيبة لجهاز الشرطة فلا تقدم ولا استقرار لأي مجتمع في غيبة الشرطة. ويشير فتاح عبده من الأهالي إلي أن حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها مصر عامة وليس سوهاج فقط بعد الثورة أوجد عدة ظواهر جديدة علي المجتمع السوهاجي, حيث انتشرت أعمال السرقة والفوضي حتي إن بعض المواطنين( البلطجية) اقتحموا العديد من المستشفيات العامة والمركزية والجامعية والتعدي علي الأطباء وأعضاء هيئة التمريض, مما يؤكد أن الفوضي عمت الشارع السوهاجي. من جانبه, أكد اللواء عبدالعزيز النحاس, مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج, أن رجال الشرطة يعملون بأقصي جهد ويسقط منهم كل يوم قتلي وجرحي, وبرغم ذلك يعمل البعض علي خفض الروح المعنوية بالتظاهر أمام مديريات الأمن والأقسام والمراكز بسبب أمور مفتعلة تعوق العمل, بالإضافة إلي الهجوم المستمر علي رجال الشرطة, برغم تأدية واجبهم. وتساءل مدير الأمن: ماذا يفعل أي إنسان عندما يهاجمه أحد في بيته هلي يقابله بالورود, وقال: إننا أمام محطة حاسمة وعلينا الاختيار بين الأمن والأمان والفوضي الشاملة, مشيرا إلي وجود سلاح مهرب بأيدي عصابات, ويجب علي الجميع أن يساعد رجال الشرطة في ملاحقة هذه العصابات بدلا من عرقلة وتشتيت جهودهم.