بالرغم من أن تاريخ الأول من مايو يعد توقيتا دوليا للاحتفال بعيد العمال من كل عام وكذلك الانجازات التي تقدمها الحركات العمالية علي مستوي العالم في كل دولة علي حدة, إلا أن الاحتفالية هذا العام اتخذت شكلا مغايرا وسط حالة التدهور الاقتصادي التي يعانيها العديد من دول العالم المتقدمة منها والنامية, بل وتطرق الأمر الي تنظيم مسيرات احتجاجية ضد سياسات التقشف التي تتبعها بعض الحكومات وتطورات الاحتفالية هذا العام لتدخل في اشتباكات بين المسيرات والشرطة في بعض البلدان. وشارك آلاف العمال الذين يعانون من تدني مستوي المعيشة وارتفاع البطالة الي معدلات قياسية في احتجاجات بأنحاء أوروبا أمس بمناسبة عيد العمال آملين اقناع حكومات منطقة اليورو بتخفيف اجراءات التقشف وتعزيز النمو. وسار الاف المحتجين في العاصمة الاسبانية مدريد عبر شارع جران فيا التجاري الرئيسي بالمدينة ملوحين بالأعلام ورافعين لافتات تقول التقشف يدمر ويقتل والاصلاحات سرقة ونهب. وتوقفت حركة القطارات والعبارات وأضرب العاملون في البنوك والمستشفيات في اليونان أمس بعد ان دعت أكبر نقابتين للعمال في القطاع العام والخاص هناك الي اضراب لمدة24 ساعة وهو الأحدث ضمن سلسلة احتجاجات في بلد يعاني ركودا منذ ست سنوات. وانتشر نحو ألف من رجال الشرطة في أثينا لكن المظاهرة التي شارك بها نحو خمسة الاف من العمال والمتقاعدين والطلاب المضربين مرت بسلام بعد أن اتجه المحتجون نحو البرلمان رافعين لافتات تقول نحن لن نصبح عبيدا.. اخرجوا الي الشوارع. وخرج عشرات الالاف في المدن الرئيسية بايطاليا للمطالبة بتحرك حكومي لمكافحة البطالة التي بلغت11.5 بالمئة في البلاد بوجه عام و40 بالمئة بين الشبان- ووضع حد للتقشف والتهرب من دفع الضرائب. وكانت معظم المظاهرات سلمية لكن المتظاهرين في تورين رشقوا الشرطة ببيض مجوف مملوء بطلاء أسود. كما شارك الاف الفرنسيين في مسيرات للاحتجاج علي الاجراءات التقشفية التي تبنتها الحكومة وطالبوا فرنسا وأوروبا بتعديل المسار. تأتي هذه المظاهرات قبيل الذكري الأولي لانتخاب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في6 مايو الماضي. وبعد تولي الزعيم الاشتراكي السلطة بعام أصاب الكثيرون الاحباط بسبب فشله في وقف التدهور الاقتصادي السريع للبلاد والفوز بإجماع في أوروبا لخطط تفضل المزيد من النمو. وفي مدينة مرسيليا الواقعة جنوبي البلاد, شارك ما بين ثلاثة آلاف إلي عشرة آلاف متظاهر, بحسب التقديرات, في مسيرة ليقولوا لا للتقشف, سواء كان من اليسار أو اليمين. كما شارك العمال في مظاهرات في مدن تولوز وليون وعدة مدن أخري, وكانت أكبر مسيرة أقيمت في وقت متأخر من بعد ظهر أمس في العاصمة باريس. وفي تركيا اصيب نحو ثلاثين شخصا بجروح غالبيتهم من الشرطة واعتقل72 اخرون في احداث وصدامات عنيفة وقعت بين الشرطة ومتظاهرين بمناسبة عيد العمال في اسطنبول حيث منع اي تجمع بسبب اشغال التجديد الجارية في ساحة تقسيم الشهيرة. واكد الحاكم افني موتلو أمام الصحفيين بعد الصدامات ان22 عنصرا من الشرطة اصيبوا بجروح في الاحداث, موضحا ان احدهم خضع لعملية جراحية لكسر في الجمجمة نجم عن كرات فولاذية اطلقت بواسطة مقاليع كما قال. واضاف ان ثلاثة من المتظاهرين اصيبوا ايضا بجروح, ونسب مسئولية الاحداث الي مجموعات هامشية. وفي كوريا الجنوبية اشتبك نحو1500 ناشط كوري مع عناصر الشرطة أمس عقب مسيرة عيد العمال, بسبب منعهم من زيارة مذبح تذكاري لمجموعة من العمال الذين تم تسريحهم والذين أقدموا علي الانتحار. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية أن المحتجين كانوا ضمن حوالي10 ألاف من العمال ونشطاء الحركة العمالية, نظموا مسيرة ضخمة في إحدي الساحات العامة أمام مبني دار البلدية في سول, وذلك تخليدا للذكري رقم123 العالمية للاحتفال بعيد العمال. كما منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوسمة بطل العمل للمرة الأولي منذ الحقبة السوفياتية الي خمسة روس منهم قائد الأوركسترا الشهير فاليري جرجييف وأحد عمال المناجم في سيبيريا. واقيم الاحتفال الرسمي الذي جري لهؤلاء الاشخاص الخمسة في إطار احتفالات عيد العمال, في قصر قنسطنتينوف بسان بطرسبورج. وقال بوتين للمكرمين الخمسة إن كل واحد منكم يمثل الثراء لبلادنا. ومناسبة منح هذا الوسام التي احياها الرئيس الروسي اواخر مارس خطوة اضافية نحو نفض الغبار عن تقاليد البلاد ونفض الغبار عنها, واحياء الصلات القوية بين مختلف العصور والاجيال, كما قال. واضاف بوتين لا نستطيع ان نحرز تقدما الا متي استندنا علي ارث ثقافي وروحي وعلي القيم التي تجمعنا وعلي مثابرة شعبنا. وقال الرئيس الروسي لا نستطيع ان ننشئ روسيا قوية الا اذا ما عملنا بدأب ونشاط. وعربيا, خرج مئات العاملين في لبنان إلي شوارع العاصمة بيروت أمس( أول مايو) للاحتفال بعيد العمال. وشارك العاملون في مسيرة انضم إليها ناشطون يساريون واتحادات عمالية حملوا خلالها لافتات ولوحوا برايات حمراء اللون مطالبين الحكومة بمزيد من الإجراءات لتحسين ظروفهم المعيشية. انطلقت المسيرة التي نظمها اتحاد العمال من أمام مقر الاتحاد واتجهت إلي السراي الكبير في وسط بيروت حيث مقر الحكومة. رابط دائم :