وقعت الكلمات كالسياط علي أذن السائق وهو يقود سيارته وهو يستمع محاولا إبعاد شبهة معرفته بمن يدور الحديث عنها, واستمرت حكاية السيدة السيئة السمعة بمنطقة الخصوص تدور علي ألسنة زبائن السيارة التي يقودها محاولا سد أذنيه أو قطع ألسنة المتحدثين, وقتلهم حتي لا تستمر سيرة المرأة تنتقل إلي الجميع, وبعد فترة انتهي يوم السائق وعاد يجر قدميه ممسكا رأسه بيديه الذي شعر أنه يكاد يخرج خارج جسده, وظل جالسا علي بلاط الغرفة, ودفن وجهه في كفه ولم يتمالك نفسه وانفجر باكيا, وهو يفكر كيف يخرج رافعا رأسه بين الناس وأهالي منطقته وشقيقته المطلقة والأم لبنتين من زيجتين فاشلتين تلوك سيرتها الألسن ويتحدثون عنها كساقطة تبحث عن زبائن. يتصل بشقيقه الأكبر الذي حضر مهرولا يستعلم عن الكارثة التي لم يفصح عنها السائق في مكالمته المفزعة, وما إن سمع الشقيق حتي جف حلقه وشعر بأن قلبه يكاد يتوقف, وبدأت الحسرة تظهر علي حديثهما بعد ظهور ملامح الطفلتين في مخيلتهما, وكيف جلبت لهما أمهما العار, وبعد فترة بدأت تهدأ ثورتهما وقررا التيقن مما سمعاه قبل اتخاذ أي إجراء أو مواجهتها بما عرفاه. وفي اليوم التالي خرج كالعادة ينقل خطواته في مرض ظاهر لعدم نومه الليلة الماضية, ومر في بداية يومه علي شقيقته واستقبلته الطفلتان في حب وتعلقا في رقبته واقشعر جسد السائق وعيناه تغوص في عين البريئتين, وعقب شربه واجب ضيافته من الشاي انفرد بشقيقته محذرا بألا تتحرك إلي مكان خارج بيتها إلا بعد اخباره, وأنهي حديثه مرغبا في طاعتها لأمره بتأكيده أنه ينتظر اتصالها في أي وقت وفي خدمتها لأي مشوار, وخرج مغادرا مسكنها, وبدأ السائق يضع مسكن شقيقته تحت مراقبته كل ليلة, ومرت الأيام تلو الأخري من دون حدث يبعث علي الريبة وبدأت أعصاب السائق تعرف الراحة بعد فترة عذاب, وفي اليوم الثامن رصدت عيناه شقيقته تغادر منزلها مهرولة وهي تقف علي أول الطريق تتلفت, حتي مرت إحدي سيارات الأجرة فأشارت إليها ورمت بثقلها داخلها في خفة, أسرع السائق يدير مفتاحه في سيارته, وظل السؤال يلح علي رأسه ما الذي جعل أخته تغادر محل سكنها بمنطقة الزرايب في الخصوص وإلي أين تتجه, وعلي الطريق الدائري, وفجأة توقفت سيارة الأجرة علي جانب الكوبري الدائري, وهبطت شقيقته من أحد السلالم الهابطة إلي أسفل باتجاه المساكن في أطراف القليوبية, وهبط السائق مسرعا, ونظر في كل مكان فلم يعثر لها علي أثر, جن جنون السائق, فعاد إلي سيارته يقف بجوارها ينتظر وطال الوقت حتي تجاوز الساعة, وفجأة كادت عيناه تخرج من محجريها وهو يري شقيقته في هيئة مختلفة تماما تفوح منها الروائح الزكية وقد تزينت بحلي تلمع فوق ملابسها الجديدة. تواري السائق حتي اقتربت من مكانه, حيث تتجه لاستيقاف سيارة أجرة فبرز لها واعتصر ذراعها بكفه, ارتجفت المرأة بين يديه وتلفتت تستنجد به أن يخفت صوته, كان السائق يتصرف وقد غادر عقله منذ رأي مستحضرات التجميل النافرة فوق جبين شقيقته, وتيقن من عاره الماثل بين يديه, وأنه يختنق ببطء فاتصل بشقيقه الأكبر واخبره بما يتيقن منه..وأوصل شقيقتهما ذات الواحد والأربعين سنة, إلي مسكنها, ثم عرج في طريقه علي أحد أصدقائه ودس في يديه أوراقا مالية, وحصل منه علي بندقية آلية وخزينتين بهما40 طلقة واتجه إلي منزل شقيقه الأكبر وعادا إلي شقيقتهما وأقنعاها بأن تغادر معهما المسكن ليناقشا ما لا يجب الحديث فيه أمام الطفلتين, واحتدم النقاش, فغادر السائق السيارة الواقفة بهم في المنطقة الجبلية في اتجاه منطقة المعصرة ودار حول السيارة وفتح حقيبتها الخلفية وسحب البندقية الآلية وفي ثوان كانت تستقر في جسد شقيقته7 طلقات أودع فيها كل غيظه وحنقه عليها وعندما تأكد الشقيقان من وفاتها أخذا ذهبها ومتعلقاتها الشخصية وقاما بإلقائها في الطريق العام حتي لا يتعرف عليها أحد, وألقيا بالجثة في عرض الصحراء, ولاذا بالفرار, وبعد ساعة كان قسم شرطة15 مايو يستقبل بلاغا من زين العابدين رفاعي32 سنة سائق ومقيم بمنطقة حلوان. بأنه أثناء سيره بسيارته النقل في طريق الاوتوستراد شاهد3 أشخاص يتعدون علي سيدة وسمع دوي طلقات نارية فعاد لاستبيان الأمر ففوجئ بالسيدة تنزف من أماكن متفرقة من جسدها وقد فارقت الحياة, فتم وضع خطة بحث أشرف عليها اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وقادها اللواء حسن السوهاجي نائب المدير, وفي وقت لاحق حضر حسنين إسماعيل68 سنة موظف بالمعاش, ومقيم بمنطقة المطرية, وتعرف علي الجثة وقرر أنها لابنته( ع.41 سنة موظفة مقيمة بالخصوص, وأفادت تحريات العقيد مفتش الفرقة أن المجني عليها سيئة السمعة, وأن وراء الواقعة شقيقها ح 28 سنة سائق, حيث تمكن العقيد صفوت صالح مأمور قسم15 مايو والمقدم أحمد نزيه رئيس المباحث من ضبطه, وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة نظرا لسوء سمعة شقيقته وتيقنه من ارتكابها الفحشاء, ثم بإرشاده ضبط السلاح المستخدم وضبط سمكري وفني وستورجي سيارات قاموا بإصلاح سيارته عقب خرقها من الرصاصات, حرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.