رغم إصابتها بإعاقة أفقدتها نعمة السمع والكلام في طفولتها, إلا إنها أمتازت عن مثيلاتها من بنات جنسها بما عوضها الله من جمال فاتن وأنوثة طاغية جعلتها منذ صغر سنها محط أنظار الجميع من الشباب. وهو ما دفع أسرتها التي تقيم بحي شعبي بمنطقة15 مايو إلي الحرص الشديد والخوف عليها وعدم تركها بمفردها في ذهابها إلي مدرسة الصم والبكم التي تفوقت فيها غبر أن الرياح دائما لاتأتي بما تشتهيه السفن. ففي أحد الأيام وفي أثناء قضاء شقيقها رحلة مع أصدقائه خارج القاهرة, استيقظت فاتن من نومها بعد أن داعبت أشعة الشمس عينيها الجميلتين من خلف زجاج نافذه حجرة نومها, واتجهت بسرعة لأداء الصلاة, ثم دلفت إلي غرفة الأم لتضع قبلة علي جبينها كما اعتادت كل صباح وأفهمتها بإشاراتها أنها سوف تذهب بمفردها لمدرسة الصم والبكم قائلة لها أنها لم تعد طفلة تخشي الأم عليها وإنما هي فتاة في العشرين من عمرها. لم تجد الأم أي كلام سوي ابتسامة مشرقة تدل علي رضاها والدعاء لها بالستر والعودة بالسلام.. تركت فاتن والدتها وعادت مرة أخري إلي حجرة نومها وارتدت أجمل الملابس التي أظهرتها وكأنها عروس خاصة بعد أن وضعت رتوش المكياج الخفيفة التي زادتها جمالا يجذب العيون إليها, وخرجت وكأنها فراشة تكاد تطير من فرط سعادتها بجمالها. لم يطل انتظارها أسفل مسكنها حيث استقلت سيارة تاكسي يقودها شاب18 سنة كانت تعرفه وفهم من إشارتها المكان الذي حددته له وترغب في الذهاب إليه وهو مدرستها. وما إن تحرك التاكسي حتي أشعل السائق الكاسيت بصوت مرتفع لفت نظره عدم اهتمامها أو انزعاجها منه فحاول مغازلتها بالكلام المعسول ولكنها لم تعره أدني إهتمام فشجعه ذلك علي مد يده لتحسس جسدها معتقدا أنها لاتمانع وأن من يشاهدها معه يظنه أنها ليست زبونة يقوم بتوصيلها لعدم اعتراضها علي صوت الكاسيت المرتفع والمزعج للمارة. وسرعان ما أوحي إليه شيطانه بمبررات اغتصابها فهي لاتستطيع الكلام ولاتسمع, ولم تمض علي هذه الفكرة ثوان حتي انطلق بها في طريق جانبي بصحراء حلوان, وتوقف بالسيارة في مكان بعيد عن أعين المارة. وحتي لايشك فيه أحد, قام بفتح غطاء موتور السيارة لإيهام المارة بأن السيارة بها عطل فني ونزل من مقعد قيادة السيارة إلي حيث تجلس الفتاة في الكرسي الخلفي ليتحرش بها مرة أخري, ثم شرع في اغتصابها غير أن المفاجأة له أن المجني عليها لم تستجب له وقامت بفتح باب السيارة وأطلقت ساقها للريح بملابسها المهلهلة بسبب قيام السائق المتهم بهتك عرضها. وبإطلاقها إشارات الاستغاثة وحركتها اللافتة للأنظار توقف بعض من قائدي السيارات الملاكي والأجرة بطريق الإتوستيراد بسبب حركتها وعدم فهم إشارتها التي توحي بأنها معرضة للخطر, ولاتستطيع أن ترشد عن أي بيانات تدل علي ذلك, سوي إشارات غير مفهومه بيد تقطر منها الدماء بينما كانت اليد الأخري تحاول القبض علي أجزاء ثيابها لتستر نفسها, ولاتملك غير الدموع التي انسابت علي خديها وبللت تلك الملابس الممزقة. وخشي المارة من التورط بسببها, فقام أحدهم بطلب سيارة الإسعاف لها ولم ينصرف حتي نقلتها إلي المستشفي العام والذي أخطر قسم شرطة مايو بتعرض فاتن والتي تعاني من إعاقه في الكلام والسمع, لمحاولة إغتصاب علي يد سائق تاكسي أرشدت عن مواصفاته لوالدتها, التي حررت المحضر نقلا عنها. وبإجراء التحريات التي أشرف عليها المقدم طارق الجوهري نائب مأمور قسم شرطة15 مايو والرائد ناجي ربيع رئيس المباحث تم التوصل إلي مسكن المتهم من خلال الأوصاف التي أشارت بها المجني عليها لرجال المباحث, وتبين أنه مقيم بذات الشارع المقيمة فيه المجني عليها وبالقبض عليه وعرضه تعرفت عليه المجني عليها وحاولت التعدي عليه. وبمواجهته أمام كريم عثمان وكيل النيابة أنكر مانسب إليه من اتهام بهتك عرض المجني عليها, فأمرت النيابة بحبسه15 يوما علي ذمة التحقيقات بعد أن أكدت التحريات أنه مسجل خطر وسبق اتهامه في قضايا تحرش تمهيدا لإحالته لمحكمة الجنايات. كما أمرت النيابة بإشراف المستشار طارق أبوزيد المحامي العام لنيابات جنوبالقاهرة بعرض المجني عليها علي الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وبيان صحة الواقعة من عدمه.