حي الهرم له طابع خاص في قلوب المصريين وشعوب العالم لما يضمه من آثار وأماكن سياحية عديدة, غير أن الحي بدأ يفقد بريقه بسبب المشكلات التي يعاني السكان منها في مناطق كثيرة وخاصة القمامة التي تنتشر في الشوارع والميادين بشكل لافت للنظر في الوقت الذي يبدل المسئولون جهودا كبيرة لتخفيف المعاناة عن أهالي الحي بالتغلب علي السلبيات حتي يعود الهرم إلي وضعه الطبيعي. يقول عبدالنعيم إدريس56 سنة أعمال حرة إن القمامة أصبحت ظاهرة مخيفة في حي الهرم حيث توجد في كل شارع وميدان وخاصة في الشوارع الرئيسية بفيصل ومنها العشرين وحسن محمد والطوابق والمريوطية والمطبعة, فضلا عن الأماكن الأخري في كفر الجبل ونزلة السمان والمنصورية وكعبيش وكفر المنفي والثلاث طوابق ومنشأة البكاري وحدائق الأهرام وكوم بكار. وقال إن الحي يقوم بمجهودات كبيرة لإزالة القمامة غير أن المخلفات أكبر من الجهد المبذول نظرا لاتساع دائرة الحي أما صلاح صلاح27 سنة موظف بالشئون الاجتماعية فقال إن الوضع يسير من سيئ إلي أسوأ في حي الهرم لاختفاء عامل النظافة من الشارع وارتداء بعض العاطلين زي مشابه لملابسهم من أجل التسول والحصول علي أموال من أصحاب السيارات والمحلات دون تدخل من الحي لمنعهم والحد من هذه الظاهرة. وأوضح سمير حسن20 سنةطالب من حدائق الأهرام إن سلوك المواطن السبب في اي مشكلة وليس في القمامة وحدها فقد تغيرت أخلاق الكبير والضعير إلي الاسوأ وأصبح كل أنسان يفعل مايريد دون مراعاة لأحد, حيث يقوم البعض بإلقاء القمامة في نهر الشارع غير مهتمين بالصورة السيئة التي قد يراها السائح الذي يوجد في المنطقة الأثرية. وأشار أمجد نادر(49 سنة) أعمال حرة من نزلة السمان إلي أن المنطقة بدون مرافق منذ سنوات وحتي الآن يرفض الحي توصيل المرافق إلي المنازل بعدما تردد إن النزلة سيتم أخلاء السكان منها ونقلهم إلي مدينة6 أكتوبر لتحويلها لسوق تجارية وسياحية خالية من المنازل والواحدات السكنية,مشيرا إلي أن أهالي النزلة لن يتركوا بيوتهم التي تربوا فيها مهما كانت الأسباب وسوف يدافعون عنها بأرواحهم ويؤكد علي عبد الجواد(51 سنة) مدير مصنع ملابس جاهزة من منطقة كعبيش إن المسطحات الخضراء تنتشر في المنطقة التي تم تطويرها لتصبح مثل الأحياء الراقية إلا أن الشيء السلبي الذي يعاني منه السكان وقد يتسبب في وقوع كوارث في الأرواح وهو انتشار بالوعات الصرف الصحي المفتوحة وبدون أغطية مما يعرض المارة للسقوط فيها وخاصة الأطفال نعيش مأساة حقيقية بهذه العبارة قال هادي الاصمعي55 سنةتاجر من كوم بكاري إن المنطقة التي يعيش فيها ليست بها مدارس علي الإطلاق سوي مدرسة ابتدائية واحدة فقط تم افتتاحها منذ شهرين تقريبا مما يكلف الأطفال والتلاميذ مشقة في الذهاب يوميا إلي كفر نصار والذي يبعد عن كوم بكار بأكثر من ثلاثة كيلو مترات, رئيس الحي يرد ويقول فكري يسري رئيس حي الهرم أن قرب الحي من منطقة المناولة التي يتم فيها تجميع القمامة سهل من نقل ورفع المخلفات من الشوارع بشكل أسرع وبذلك لا يعاني الهرم من مشكلة تجمع وتكدس القمامة,مضيفا أن الحملات المكبرة التي تقوم بها المحافظة بسياراتها ومعداتها مرة أو مرتين أسبوعيا أدت إلي تحسن حالة النظافة في المناطق التي بها كثافة سكانية عالية مثل الطوابق. وأشار إلي أن الهيئة العامة لنظافة وتجميل الجيزة تعمل بشكل غير عادي مع الحي بعد انتهاء عقد الشركة الإيطالية في الأول من يناير الماضي مع ثلاثة أحياء أخري هي العمرانية وبولاق الدكرور وجنوب الجيزة,.مؤكدا إن المعدات التي يعمل بها الحي تعتبر شبه كافية ولكن حجم العمالة الموجودة حاليا غير كاف علي الإطلاق إلا أن الحملات المركزية التي تقوم بها المحافظة في الأحياء تساهم في التغلب علي نقص العمالة. واستطرد إن مشكلة منطقة نزلة السمان الواقعة بالقرب من المنطقة الأثرية تتمثل في وجود مرابط الخيول المملوكة للمواطنين التي تسبب تلوثا غير عادي بالمنطقة,مشيرا إلي أن أصحابها يعتبرون أن الخيول هي مصدر رزقهم الوحيد مما جعل الحي يتعامل بكياسة مع هذه المشكلة التي تعطي صورة سيئة للمنطقة السياحية حتي يتم البحث عن مكان آخر لوضع خيولهم بعيدا عن المكان الاثري. وأضاف أن الحي لديه خطة لتطوير وتجميل المنطقة للحفاظ علي الشكل الحضاري لها, حيث يوجد مقترح بالتنسيق مع وزارة السياحة بتغطية ترعة المنصورية بمنطقة أبو الهول وزراعتها بعد ذلك لزيادة حجم الخضرة مع وضع كراسي ثابتة ذاخلها للترويح عن المواطنين نافيا ماتردد عن أخلاء المنطقة من السكان وتحويلها إلي سوق تجارية وسياحية قال أن هذا المشروع كان مطروحا قبل ثورة يناير بعد حصر المنازل ونقلها إلي أماكن أخري بعيدا عن المنطقة الأثرية غير أن هذا المشروع توقف بعد الثورة. وأوضح أن نزلة السمان ممنوع إدخال اي مرافق لها منذ عام90 وينطبق هذا علي المنازل التي أقيمت بعد عام90 ولكن البيوت القديمة تحتوي علي جميع المرافق, مؤكدا أن سبب مشكلة منطقة كعبيش يرجع إلي قيام اللصوص بعد الثورة بسرقة أغطية البالوعات وقام الحي بالتنسيق مع شركة الصرف الصحي بوضع أغطية جديدة حفاظا علي الأرواح. وقال أن المنطقة فيها بعض الشوارع تحتاج الي تحسين شبكة الصرف الصحي وتم حصر عشرة شوارع منها اليوسفي وخطاب وخلال شهرين علي الأكثر سوف تبدأ أعمال الحفر. رابط دائم :