هذا لا يحدث إلا في مصر! لماذا لا يمنعون ألف ليلة وليلة في سوريا أو العراق أو المغرب أو حتي باكستان والهند؟ لماذا لا تقع المصيبة إلا عندنا؟ لماذا يخرج علينا هؤلاء بتلك القضايا لمنع كتب تراثية؟ هذه كتب تراثية تم إنتاجها وإبداعها ونشرها وتوزيعها منذ مئات السنين, واليوم يطالب البعض بمصادرتها بدعوي احتوائها علي ألفاظ جنسية؟ أعتقد أن لدينا مشكلات علي صعيدين: علي الصعيد الأصولي: وهذا يعطي البعض لنفسه الحق في الادعاء العام نيابة عن المجتمع للمطالبة بالمنع والمصادرة والرقابة, مع أن هذا الحق أصيل لدي النيابة العامة ولا أحد غيرها. البعض ينظر للأعمال الأدبية من نظرة دينية في حين أنه ينبغي النظر إليها باعتبارها خيالا لا علاقة له بالواقع الديني, ولا ينبغي بأي حال خلط الأدبي بالديني. النص الأدبي ليس نصا دينيا. علي الصعيد القانوني: ينبغي أن يتم تعديل القانون بحيث يمنع الأفراد من رفع دعاوي أمام القضاء لمصادرة الكتب تحت أي حجة من الحجج. ويجب أن توكل هذه المهمة إلي النيابة العامة.. هي وحدها التي لها الحق في تحريك الدعوي أو حفظها.. أما ترك المسألة علي المشاع بهذا الشكل فلن نتقدم قيد أنملة.. وسوف نفتح المجال أمام ضيقي الأفق, وهواة صناعة الضجيج لرفع قضايا تماثل قضايا الحسبة التي تم رفعها ضد المفكر الدكتور نصر حامد أبوزيد للتفريق بينه وبين زوجته, مما اضطره إلي العيش خارج البلاد في هولندا. ما يحدث لا نراه في أي مكان من العالم. كفانا عبثا بماضينا. [email protected]