سريعا جاء رد فعل أهالي أسوان حول الملف الذي فتحه الأهرام المسائي علي مدي اليومين الماضيين بشأن مايتعرض له نهر النيل من تعديات وتلوث. أمس كان أهالي مركز أسوان علي موعد مع وقفة احتجاجية ضد مشروع رفع مياه الصرف الصحي الخاص بمصرف السيل, وهو المصرف الذي ظل أكثر من50 عاما يلقي بسمومه في نهر النيل, حتي تصدي له اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان الحالي, كأول مسئول يواجه هذه المشكلة ونجح في تدبير اعتماداته علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان الانتهاء تماما من أعمال المشروع الذي تكلف نحو80 مليون جنيه, وقال إن المياه التي تلقي في النيل الأن يتم ضخها من الأبار الإرتوازية بغرض إجراء غسيل للمجري. وتحقيقا للمصداقية والشفافية الكاملة ولمتابعة الخطوات والاجراءات التنفيذية للمشروع الكبير لرفع مياه الصرف الصحي من مصرف السيل إلي الغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي, وهو الذي تم البدء في تشغيله في يناير الماضي, بحضور وزيري المرافق والأوقاف ومحافظ أسوان, قامت المحافظة بتنظيم جولة تفقدية علي الطبيعة لممثلي جمعيات تنمية المجتمع بقري أبو الريش بحري وقبلي والأعقاب, للتأكد من عدم إلقاء أي مخلفات للصرف الصحي المعالج في المصرف الذي ينتهي عند مجري نهر النيل غربا وذلك ردا علي قيام ممثلي الجمعيات بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة اعتقادا منهم بأن مياه الصرف الصحي مازالت تلقي بسمومها في المصرف ومنه إلي النيل. وقال هلال الدندراوي, النائب الأول للأمين العام لحزب التجمع وأحد أبناء المركز, إن مصرف السيل قد أنهك أجساد أهالي القري والنجوع, حيث كان يلقي بسمومه القاتلة التي تحملها مياه الصرف الصحي والصناعي لمناطق كيما والسيل وخور عواضة وغيرها في النيل, الذي يتحرك تياره نحو الشمال حاملا معه هذه السموم التي تسببت في أن يصاب المواطنين إلي أن تم تنفيذ مشروع رفع المياه القاتلة من المصرف إلي الغابات الشجرية. وأكد المهندس محمد عبد الرحمن رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان أنه تم منذ بداية العام الحالي رفع كافة كميات مياه الصرف المعالج التي تصل لنحو70 ألف متر مكعب من ترعة السيل إلي منطقة العلاقي, حيث وصلت تكلفة المشروع الجديد إلي نحو80 مليون جنيه, وينتهي رفع المياه عند أحواض التبخير والغابة الشجرية بالمنطقة, بعد أن كان المصرف يلقيها في النيل لمدة50 عاما, وأوضح بأن المياه الموجودة حاليا في المصرف يتم ضخها من خلال7 آبار إرتوازيه من منطقة الشلال, وذلك بغرض إجراء عملية غسيل وتطهير شاملة له بطول8 كيلو مترات, بالإضافة إلي القضاء نهائيا علي كل أشكال التلوث والبكتريا المسببة للروائح الكريهة والتي تكونت بسبب الجزء المغطي من المصرف عند المدخل الشمالي للمدينة, وأضاف عبد الرحمن أن المشروع واجهته عقبات كثيرة أدت لتأخير خطوات تنفيذه ومنها وجود بعض خطوط مواسير تخدم6 مناطق سكنية بمنطقة عزب كيما, تقوم بإلقاء الصرف الصحي فيه, وهو ماتم اكتشافه بعد إنخفاض منسوب المصرف, حيث تم علي الفور تعديل الخطوط الرئيسية لهذه المواسير والتي شملت22 وصلة رئيسية بتكلفة مليوني جنيه تم تدبيرها من صندوق الخدمات التابع للمحافظة. وفي رسالة مطمئنة لأهالي مركز أسوان أكد المهندس أحمد البدري مدير الادارة المركزية لمياه الشرب أن مأخذ المياه الملحق بمحطة أبو الريش يقوم بسحب المياه من علي بعد2 كيلومتر من داخل مجري نهر النيل بعيدا عن أي عوالق حيث يتم أخذ3 عينات يوميا من المأخذ والاحواض وخط الطرد مع أجراء التحاليل الكيمائية والبيولوجية والميكروبيولوجية للتأكد من جودة المياه وصلاحيتها, ويتم بشكل دوري إجراء عملية غسيل للشبكات والمحطات علي مستوي المحافظة ومراقبة تقنيين النسب المضافة من الكلور والشبه للقضاء علي اي فيروسات او طفيليات. قال الدكتور نادر محروس, مدير عام مستشفي الحميات, إن هناك قراءة يومية للحالات المترددة علي المستشفي, حيث لم تسجل الإدارة أي ظاهرة مرضية من أهالي هذه المناطق, خاصة الفشل الكلوي أو الالتهاب الكبدي الفيروسي, وأكد أن مياه الشرب ليس لها صلة مباشرة بأي أصابات من هذه الأمراض التي تكون ناتجة في معظم الحالات من نقل دم ملوث من مريض إلي أخر, بجانب المضاعفات الناتجة من الأمراض الوراثية خاصة مرضي السكر, وبأنه في حالة حدوث أي ظاهرة مرضية يتم التعامل معها علي الفور بأنتقال فريق طبي متخصص لاحتواء المرض داخل موطنه. رابط دائم :