بعيدا عن المعارك السياسية الطاحنة بين فرقاء الوطن علي كرسي الحكم والمطالب الفئوية الضيقة والإضرابات والاعتصامات التي امتدت الي كل مرافق الدولة بطول البلاد وعرضها. وخلفت ظلاما ورؤية ضبابية لاقتصاد منهك غير قادر علي التعافي بفعل مصانع معطلة وأياد عاملة تفرغت للاشارة للحكومة متوعدة ومهددة كانت هناك بارقة أمل في غد جديد مشرق تتمثل في كتيبةعلماء راحوا يفكرون في مصلحة الوطن حيث استطاع18 باحثا وباحثة يقودهم عالم كيميائي ضرب المثل والقدوة في التفاني في حب مصروصبروا وثابروا وتحدواالصعاب طوال18 شهرا لتحضير منتج سيوفر علي الدولة مليارات الدولارات تنفق علي استيراده استطاع هذا الفريق من علماء معهد بحوث البترول التوصل لانتاج وقود سولار, ديزيل, كيروسين بل وباستطاعتهم إنتاج غازات يمكن استخدامها في تشغيل محطات الكهرباء بدلا من المازوت إضافة الي انتاج بعض الكيماويات التي تدخل في صناعة البتروكيماويات كل ذلك من مخلفات البلاستيك القديمة. انتقلت اليهم الأهرام المسائي لتنقل عنهم تفاصيل التجربة وتعيش مراحلها كما رواها الباحثون. كانت البداية مع الدكتور مجدي مطاوع قائد فريق البحث الذي أصر علي أن يكون اللقاء داخل معمل الأبحاث الذي شهد مولد التجربة معهد قديم ومتهالك وان كان يحتوي علي اهم جهاز ساهم في تحقيق الابحاث اوتوكلاف بالرغم من وجودمعامل اخري تم تطويرها علي اعلي مستوي تضاهي افضل المعامل العالمية. يقول الدكتور مجدي مطاوع استاذ كيمياء البلمرات بمعهد بحوث البترول ان مشروع البحث بدأ بفكرة قائمة علي كيفية الاستفادة من مخلفات البلاستيك والوصول الي انتاج وقود بترولي خاصة وان البلاستيك نفسه مصنوع من مواد بترولية فلماذا لا نعيده لسيرته الاولي. واوضح ان تلك الفكرة نفذتهادول اخري واستطاعت بالفعل انتاج وقود من مخلفات البلاستيك باضافة بعض المحفزات العوامل المساعدة00 وبالفعل تم عرض المشروع علي مدير المعهد الذي طلب مني تكوين فريق عمل ووضع تصور عام وخطة بحث في يونيو الماضي حيث تم تكوين فريق من18 باحثا من عدة تخصصات هي البلمرات والحفازات والوقود والتحاليل الكيمائية. في معملنا مشكلة كانت اول مشكلة أو عقبة واجهتنا مع بدء الخطوات الاولي للبحث00 والكلام للدكتور مجدي مطاوع هي كيف نأتي بمخلفات البلاستيك التي نحتاجها فقررنا احضار البلاستيك من منازلنا ولكننا كدنا ان نتوقف بعد ان نفدت الكميات التي احضرناها ففكرنا في طريقة اخري للحصول علي البلاستيك عن طريق احدي متعهدات نقل القمامة بمدينة نصر والمشكلة الثانية التي واجهتنا تمثلت في الحصول علي الزجاجيات المواد الزجاجية بكميات كبيرة وهو ما توافر لنا بقرار من مدير المعهد الذي اعطي لورشة الزجاج بالمعهد اوردر مفتوح لامدادنا بما نحتاجه. 3 براءات و3 عصافير ويضيف مطاوع اعتمدت المرحلة الاولي في التنفيذ علي تفتيت البلاستيك والبولي ايثيلين باخضاعها للتسخين تحت معدلات حرارية عالية واضافة بعض المحفزات فحصلنا علي سلاسل صغيرة تشبه الوقود البترولي00 واضاف ثم بدأنا نطور المنتج باضافة محفزات اخري بنسب معينة اتاحت حصولنا علي عدة نتائج مهمة سيكون لها مردود ايجابي علي الاقتصاد المصري في الفترة المقبلة ويؤكد مطاوع ان فريق البحث توصل الي3 نتائج مهمة جدا سيتم تسجيلها كبراءات اختراع تتمثل في انواع البلمرات المستخدمة وانواع المحفزات وكمياتها وكذلك ظروف التشغيل التي تعطي نتائج افضل مشيرا الي ان السولار الذي نجح فريق البحث في انتاجه نظيف وصديق للبيئة لخلوه من العناصر السامة والملوثة كالرصاص والنيتروجين وغيرها وقال انه بهذا الاكتشاف ضربنا3 عصافير بحجر واحد اولها انتاج وقود من المخلفات قد يساهم في حل مشكلة الوقود التي تعاني منها مصر حاليا وتوفير مليارات الدولارات التي ننفقها علي استيراد الوقود سنويا00 ثانيها حل مشكلة مخلفات البلاستيك التي يطلق عليها البعض خطأ نفايات بإعادة تدويرها والاستفادة منها اقتصاديا00 ثالثهما الحفاظ علي صحة الانسان بالقضاء علي ظاهرة تدوير البلاستيك في انتاج اكياس ومصنعات تضر بالصحة العامة وتسبب الاصابة بمرض السرطان للمنتج وجوه كثيرة وتقول الدكتورة سامية عباس استاذة هندسة تكرير البترول بالمعهد ان افضل اكتشاف توصلنا اليه هو القدرة علي التحكم في المنتج النهائي عن طريق المحفزات وهي عبارة عن مواد طبيعية من انتاج البيئة المحلية حتي لا تؤدي الي زيادة التكلفة00 حيث يمكننا انتاج الوقود من سولار وديزيل وغيره00 أو انتاج غازات تستخدم في تشغيل محطات الكهرباء, نظرة يامالية وفي ختام اللقاء طالب الدكتور احمد الصباغ من خلال الاهرام المسائي وزير المالية بإعادة النظر في قراره بالحصول علي20% من مدخلات الصندوق لصالح ميزانية الدولة00 مشيرا الي ان هذا الصندوق يعتمد علي ما ينتجه الباحثون بالمعهد دون الحصول علي دعم من الدولة وهو يوفر مبالغ طائلة تنفق علي الابحاث دون ان يكلف الدولة مليما واحدا رابط دائم :