أدي الصراع الدائر منذ ما يزيد علي العامين في سوريا إلي هروب مئات الآلاف من السوريين نجاة بأرواحهم إلي دول الجيران, لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر, وهم في فرارهم يتعرضون لنقص شديد في الغذاء والمأوي ومخاطر عبور الحدود من قبل قوات النظام أو مقاتلي المعارضة. وتتباين مشكلة اللاجئين السوريين في الدول الخمس, ففي تركيا, تدعم الحكومة اللاجئين وتوفر لهم الاحتياجات بشكل أكبر من الدول الأخري, حيث تقول إنها أنفقت نحو700 مليون دولار لإقامة17 مخيما للاجئين, وإنها تنشئ مخيمات أخري, غير أن جهاز مكافحة الكوارث والإنقاذ في البلاد أعلن, الأسبوع الماضي, أن تكلفة رعاية اللاجئين تقترب من1.5 مليار دولار. وفي مصر وصل العدد إلي30 ألف لاجئ ولا تخفي مشكلة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها, أما العراق فمشكلات اللاجئين تختلف نوعا ما إذ تمثل المساحات الصحراوية الكبيرة علي الحدود بين العراق وسوريا خطرا كبيرا أمام اللاجئين حيث بلغ العدد نحو130 ألفا في معسكر دوميز حسب موقع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. لكن يبدو أن مشكلة اللاجئين السوريين أكثر حساسية وخطرا في كل من الأردن ولبنان, فالأردن الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة منذ أمد طويل وسياسية من قبل المعارضة الإسلامية, يستقبل نحو3000 لاجئ من سوريا كل يوم وقد بدأت مشكلة اللاجئين تقترب من الكارثة في الأردن حسب قول رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور حيث قال إن العدد وصل إلي مليون ومائتي ألف وإن الحكومة تفكر في إنشاء مخيم ثالث للاجئين في منطقة الرويشد بعيدا عن الكتل السكنية. وفي لبنان تمثل مشكلة اللاجئون ازمة اقتصادية, وسياسية وديموجرافية في آن واحد, فتقول التقديرات الرسمية أن العدد نحو400 ألف بينما غير الرسمية تصل بالعدد إلي مليون لاجئ حيث إن هناك عشرات الآلاف من العمالة واللاجئين غير المسجلين, وحسب تقارير الأممالمتحدة, فاللاجئون السوريون ينتظرون أكثر من ثلاثة أشهر حتي يتم تسجيلهم. وتسبب هذا العدد في حدوث أزمة اقتصادية فالدولة تعاني أزمة مالية في تدبير احتياجات هؤلاء النازحين من الطعام والمأوي فنحو10% يعيشون في خيام متفرقة والباقي استأجر المنازل والشقق وحتي الجراجات مما أدي إلي ارتفاع تكلفة السكن هناك بشكل كبير. وسياسيا, تثير أزمة اللاجئين حساسية كبيرة لدي لبنان إذ ترفض إقامة مخيمات لهم خوفا من تكرار سيناريو مخيمات الفلسطينيين الذين دخلوا لبنان منذ1948 ولم يخرجوا حتي الآن, أما من الناحية الديموجرافية فقد يشكل بقاء اللاجئين خطرا علي الخريطة للبنان التي تتكون من17 طائفة عرقية ودينية وعدد سكانها لا يتجاوز4.5 مليون نسمة.