سميحة أيوب الملقبة بسيدة المسرح العربي هي إحدي علامات المسرح العربي.. فقد استطاعت بجهدها اختراق عالم المسرح والوقوف علي خشبته معلنة أمام الجميع أنها سيدة المسرح العربي بلا منازع فهي التي وقفت بجانب عمالقة كبار حاملين راية المسرح علي اكتافهم لسنوات تقترب من الخمسين.. حصلت سميحة أيوب علي العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها جائزة الشخصية المسرحية العربية لعام2011 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية والتي كانت مدخلنا للحوار معها عن المسرح وأزماته..؟ * في البداية كيف استقبلت خبر فوزك بجائزة الشارقة للابداع المسرحي العربي بكونك الشخصية المسرحية العربية لعام2011.. ؟ ** لا أخفي عليك سعادتي البالغة بهذا التكريم وبأي تكريم أحصل عليه رغم أن هذا يحدث كثيرا.. فهو يشعرني بأن مجهوداتي لا تذهب هباء وتؤكد لي أن أعمالي مازالت تأخذ صدي كبيرا وتنال اعجاب الناس وتؤكد أيضا أن الاهتمام من قبل المعنيين بأمر المسرح مازال مستمرا وهذا يعد بارقة أمل كبيرة في عودة المسرح لبريقه قريبا. * عاصرت سنوات ازدهار المسرح كما عشت الان تراجعه وعدم الاهتمام به.. برأيك لماذا وصل حال المسرح إلي هذا..؟ ** أنظر إلي المسرح الان بحصرة كبيرة.. وأترجم هذا بأن المسرح الان نتاج عصره.. فهو مرآة للمجتمع. والمجتمع الان في حالة تدهور وتراجع وما المسرح إلا انعكاس لحاله.. وسيظل هذا إلي أن تنصلح جميع العوامل التي أسهمت في تراجعه. * وكيف برأيك إخراج المسرح من هذه الفجوة العميقة..؟ ** المسرح جزء من كل ومهمة المسرح مهمة تنويرية.. يرصد أحوال المجتمع ويخرجها لنا في شكل مسرحي.. وللنهوض بالمسرح لابد وأن توضع خطة لكل مسرح وتحترم ولابد وأن يكون لكل مسرح هوية خاصة به.. وعلي البيت الفني للمسرح القيام بدوره علي أكمل وجه.. فعليه تسكين الممثلين والبحث عن نجومه الكبار وعمل مسرحيات ذات مستوي عال.. وكذلك زيادة ميزانيته لأن الميزانية من أهم العوائق التي تقف دون النهوض به. * قلت ان الرقابة في السبعينيات خنقت المسرحيين.. وأن المسرح انتحر علي يد الرقابة.. كيف حدث ذلك..؟ ** كان هناك حالة من الهلع ناحية أي جملة يقولها المسرحيين ويتم توصيفها علي أنها اسقاط علي السلطة.. وطبعا كان هذا في مخيلتهم فقط وأصبحنا لا نجد نصوصا لتقديمها كلما قدمنا نصا يرفضونه بسبب خوفهم الشديد.. وقد كان هذا سبب كسر المسرح في السبعينيات. * هل يوجد حاليا نصوص جيدة؟ ** طبعا لدينا نصوص جيدة ومؤلفون جيدون.. ولكن المشكلة تكمن في قبول هذه النصوص وتنفيذها. * توليت إدارة المسرح القومي لمدة أربعة عشر عاما.. ما أسباب استقالتك وعدم استكمال مشوارك معه..؟ ** لم أكمل لأنني كنت طوال هذه المدة أجاهد.. وقد كانت مدة كافية استنفدت فيها كل طاقتي ولم أعد أتحمل ضغوطا أكثر.. حيث كان بمخيلة كل فرد بأنه اذا كان هو المتحمل لفعل أكثر مما فعلت.. ولهذا تركت المكان ليأتي بعدي كل طامع في الكرسي لأري ماذا سيفعل أكثر مما فعلت أنا. * وما رأيك بحال المسرح القومي الان..؟ ** حال المسرح القومي الان يحزن فمازال المبني تحت الاصلاح العام الثالث تقريبا. * اخر ما كتب الراحل سعد الدين هبة مسرحية المحروسة2015.. ما مصير وما سبب عدم انتاجها إلي الان؟ ** للأسف الشديد بدأنا بروفاتها ثم توقفنا لاسباب لم أفهمها فأشعر أن هناك منعا مستبدا لها وكان هناك من يهمهم عدم خروجها للنور دون أن أفهم لماذا. رفضتهاالرقابة ثم صرحت بها بعد ذلك ولكن البيت الفني رفض انتاجها رغم انها مسرحية عظيمة وتستحق أن تنتج فهي تتحدث عن التطبيع وعلاقتنا باسرائيل واعتقد ان انتاجها الان مناسبا جدا. * ولماذا لم تحاولي خوض تجربة الانتاج حتي يسهل عليكي انتاج ما ترغبين من اعمال..؟ ** حاولت ولكن لم تساعدني قدراتي المالية.. فمن أين لي بمسرح اعرض عليه ما انتجه من أعمال.. لو توافر لي المسرح سيكون باستطاعتي الانتاج لأنني لا استطيع دفع إيجاره. * هناك من يقول ان النجوم الكبار تخلو عن المسرح وتركوه يعاني مع ازماته..؟ ** اطلاقا.. لم نبتعد عن المسرح بإرادتنا ولكن تم ابعادنا عنه.. وعن نفسي اذا وجدت نصا جيدا بنفس مستوي مسرحياتي السابقة لن اتأخر عنه.. وفعلا كان هناك نصا جيدا ورشحته أنا للانتاج ولكن لا أعرف ما السبب في وضعه بالأدراج حتي الان رغم الوعود المتكررة بانتاجه.. * ما اسمه..؟ ** اسمه يحنا ياهي تأليف مصطفي سعد * برأيك الدولة مقصرة بشكل أو بآخر أمام المسرح..؟ ** اعتقد الدولة لا تعنيها الثقافة بشكل كبير فهي تعتبر المسرح نوعا من التسلية وليست أداة تثقيفية تنويرية والدليل انها تعطي ميزانيات ضعيفة جدا لا تقارن بميزانيات أخري لأنشطة أقل في الأهمية. * بماذا تفسرين استمرار عرض أهلا يا بكوات خمسة عشر عاما..؟ ** لم تكن تعرض بشكل مستمر وانما كانت تعرض علي فترات واعتقد ان هذا جيد ومثل هذه المسرحيات الجيدة من الممكن أن تعيد الأمل في ازدهار المسرح * ما رأيك بإعادة انتاج الأعمال القديمة مرة أخري, وهل يعتبر هذا استغلالا لنجاحات قديمة..؟ ** لا مانع من ذلك فهناك أعمال قديمة تصلح الان للعرض باسلوب جديد ولكن لدينا جبن من اعادة الأعمال القديمة التي كتبها كتاب مصريون فلدينا عقدة الخواجة ولهذا نعيد دائما ما كتبه الكتاب الأجانب. * ما سبب ابتعادك عن السينما كل هذه السنين بعد فيلمك الأخير فجر الإسلام..؟ ** اتخذت قرارا بعدم العمل بالسينما بسبب ظهور نوع من الأفلام لم أشعر بأي حب أو ارتياح له.. حيث طفت علي السطح أفلام المقاولات والمخدرات وما شابه ذلك ولم أجد الدور الجيد ولا النص الجيد الذي يشجعني علي الرجوع للسينما.. واذا وجدته سأعود فورا بدون تردد. * وما أسباب تدهور السينما برأيك..؟ ** ليس تدهورا فهناك أفلام جيدة جدا تم انتاجها خلال الأعوام الماضية ولكن نستطيع القول بأن هناك حالة من الهبل اصابت بعض الأفلام معتقدين أن الجمهور من التفاهة التي تجعله يشاهد هذه الأفلام.. * عملت بالدراما التليفزيونية هل عوضك العمل بها عن المسرح..؟ ** لم يعوضني عن المسرح أي شيء فهو عشقي الأول وأتمني العودة إليه بأسرع وقت وبنفس الوقت لا أنكر فضل التليفزيون علي فمن خلاله استطعت دخول كل البيوت المصرية والعربية كما انه يحافظ علي القيمة الفنية للفنان حيث يتعامل مع فنانين كبار بشكل لائق يتناسب مع تاريخهم الفني.