من علماء القرن الثامن الهجري وله رؤية متميزة ومدرسة ذات معالم واضحة ومحددة في تفسير القرآن الكريم كما أنه صاحب مؤلفات عديدة, وقد عاش في دمشق ودرس علي يد الشيخ الجليل ابن تيمية ولازمه مدة طويلة وتأثر به. وسجن في قلعة دمشق أثناء سجنه وخرج بعد أن توفي شيخه عام728 ه. هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزرعيثم الدمشقي الحنبلي الشهير بشمس الدين, أبو عبد الله وابن قيم الجوزية وهو من عائلة دمشقية عرفت بالعلم والالتزام بالدين وولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام691 ه الثاني من فبراير1292 في دمشق واشتهر بابن قيم الجوزية لان والده قيم الجوزية قد كان قيما علي المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن,واشتهر بذلك اللقب ذريته, وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية وتقع هذه ا لمدرسة بالبزورية المسمي قديما سوق القمح أو سوق البزورية احدي اسواق دمشق. كان منهج الامام الجوزي في التفسير ان يفسر القرآن وبالأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين,وينتقد بعض المفسرين في إيرادهم الإسرائيليات والموضوعات ويذم من خالف تفسير الصحابة والتابعين ويصفه بالابتداع,وله رحمه الله رسالة في أصول التفسير عنوانها مقدمة في أصول التفسير وقد تحدث في هذه الرسالة عن أنواع التفسير بالرواية والدراية وعن أهمية تفسير الصحابة والتابعين وتحدث ايضا فيها عن خطر التفسير بالرأي وتكلم عن خلاف السلف في التفسير وذكر أن أغلبه ليس فيه تضاد وانتقد فيه خرافات التفسير التي تذكر عن بعض الفرق الضالة. كان الشيخ ابن قيم الجوزية والده اهم مشايخه الي جانب عدد كبير من المشايخ علي رأسهم ابن تيمية الذي أخذ عنه الفقه والأصول, وأحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي, وبدر الدين ابن جماعة,والإمام الحافظ الذهبي وفاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي, وشيخ الحنابلة إسماعيل مجد الدين بن محمد الفراء,وسليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة, وشرف الدين ابن تيمية, ومجد الدين التونسي. قال فيه ابن كثير: لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه, وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا, ويمد ركوعها وسجودها, ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولاينزع عن ذلك وقال ابن حجر العسقلاني: كان إذا صلي الصبح جلس مكانه يذكر الله حتي يتعالي النهار, ويقول: هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي, وكان يقول: بالصبر والفقر تنال الإمامة بالدين وكان يقول: لابد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه.. تتلمذ علي يديه الكثير من طلاب العلم منهم الإمام الحافظ ابن كثير. وعلي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي, ومحمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي, ومحمد بن يعقوب بن محمد الفيروز آبادي, والبرهان بن قيم الجوزية, والحافظ الذهبي. رابط دائم :