قال الناقد السينمائي وليد سيف الدين: تمر السينما المصرية الآن بفترة تحولات ايجابية نتيجة التنوع في موضوعاتها وتبلور ظاهرة السينما المستقلة والتي تكفل للفيلم المصري التميز والاستمرار والافلات من المعايير التجارية.واضاف سيف في محاضرة قدمها امس الأول ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي المصري بالمركز الثقافي المصري بطرابلس تحت عنوان اتجاهات السينما المصرية الحديثة: اتسع هامش الرقابة وتمكن المبدع السينمائي من تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء, وتابع: رغم التحفظات الموجودة علي أفلام خالد يوسف إلا انه اخترق حواجز رقابية كثيرة ستفيد الاخرين في المستقبل. وقسم سيف تاريخ السينما المصرية الي مجموعة من الافلام العلامات التي صنعت تحولات رئيسية في تاريخها وقال: اعتقد ان اول فيلم مصري حقق جماليات مختلفة علي مستوي الصورة هو سلامة في خير لنجيب الريحاني. ورفض سيف اعتبار فيلم العزيمة الشهير للمخرج كمال سليم هو اول فيلم حقق تلك النقلة النوعية واعتبر عودة مخرجين كبار من امثال داود عبدالسيد ويسري نصر الله ومجدي احمد علي للعمل وتقديم افلام متميزة دليلا علي قدرة السينما المصرية وحيويتها فضلا عن وجود موضوعات جديدة لم تكن شائعة من قبل مثل سينما الرعب والتشويق التي زاد وجودها في السنوات الاخيرة وكذلك انتعاش السينما الاجتماعية والرومانسية بعد سنوات احتكرت فيها الافلام الكوميدية السوق بدافع تلبية حاجات شباك التذاكر. ولفت الناقد السينمائي الذي يشغل موقع نائب مدير مهرجان الاسكندرية السينمائي الي ان السنوات الثلاث الاخيرة شهدت ظهور نحو80 كاتبا للسيناريو السينمائي وهذا رقم هائل ودليل حيوية يضاف الي ادلة اخري من بينها عودة الدولة لدعم الافلام المتميزة وتمويل انتاجها. ومن جهته اكد الدكتور حسن الغزولي المستشار الثقافي المصري في ليبيا تعرضه لهجوم من بعض افراد الجالية المصرية في طرابلس نظرا لوجود فيلم احكي يا شهر زاد ليسري نصر الله ضمن باقة الافلام التي تعرض خلال ايام الاسبوع الثقافي المصري في ليبيا وقال الغزولي: لا اعرف مبررا واحدا لهذا الغضب لأن الفيلم شديد التميز ويعالج قضايا مهمة وبشجاعة كبيرة. واتهم الغزولي بعض وسائل الاعلام بتشويه صورة الفيلم لأنها تعمل بأسلوب غير شفاف علي حد قوله. ومن ناحية اخري, شن الناقد الليبي رمضان سليم هجوما حادا علي المؤسسة العامة للثقافة في ليبيا واتهمها بعدم الدعاية الجيدة لأنشطة الاسبوع الثقافي المصري وقال: غلب علي برامج الاسبوع الجانب الفني وليس الجانب الفكري, ووصف سليم اعداد الجمهور الذي يتابع الفعاليات بالعدد البائس نظرا لغياب طلاب المعاهد الفنية في ليبيا عن الفعاليات, غير ان المستشار الثقافي المصري رفض اتهام الجانب الليبي بالتقصير وقال: فعل الليبيون كل ما في وسعهم لإنجاح الاسبوع. يشار الي ان الاسبوع الثقافي المصري في ليبيا يختتم اعاله غدا الجمعة بعرض لفرقة التنورة التراثية وحفل موسيقي لفرقة الاسكندرية للموسيقي والغناء بمشاركة فرقة ليبية علي مسرح الكشاف بطرابلس وكانت اكاديمية الدراسات العليا قد استضافت الاربعاء الماضي محاضرة ثالثة للناقد وليد سيف الدين بناء علي طلب الجانب الليبي كما شهد الاسبوع محاضرة للدكتور جابر عصفور وعروضا لمجموعة من الافلام السينمائية وهي:احكي يا شهر زاد, وجنينة الاسماك, وزي النهاردة, والفرح, وحليم, وحسن ومرقص, وما فيش غير كده, وكلها عرضت في سينما الفيل بقرية الجنزور السياحية التي استضافت الفرق المشاركة ومعرض الفنون التشكيلية والحروف اليدوية.