زرعوا 650 شتلة زيتون وزعفران.. «أكساد» تشارك في احتفالية «مبادرة نور» لذوي الهمم (صور)    الأنبا باسيليوس يترأس اليوم الروحي لخدمة مار منصور بكنيسة السيدة العذراء بطوة    منتدى حوار الهيئة الإنجيلية يعقد جلسة تشاورية بعنوان «رؤية ثقافية لبناء الإنسان»    تراجع جماعي للبورصات الخليجية وسط استمرار المخاطر الجيوسياسية بالشرق الاوسط    وزير الإسكان يزور مصنع "تربوسان" التركى لبحث فرص نقل وتوطين صناعة الطلمبات اللازمة لمشروعات المياه والصرف    إيران: ليس لدينا أي دوافع للتدخل في الانتخابات الأمريكية    اعتقال مشتبه به على خلفية إطلاق النار على مكتب حملة اللجنة الوطنية الديمقراطية في أريزونا    أحمد موسى عن تداول صورة ثلاثي الزمالك: الأبيض في أمس الحاجة للمساندة    مفاجأة.. أون تايم سبورتس تعلن عن معلق مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري    عم طفل السقوط من النافذة بمدرسة: المستشفى عايز 140 ألف جنيه والولد حالته صعبة|صورة    كبير الأثريين عن هدم قبة مستولدة محمد علي باشا: ليست مسجلة كأثر.. وأنا شامم ريحة مش جيدة    علي الحجار يفاجئ جمهوره بتقديم دويتو مع ميدو عادل في مهرجان الموسيقى العربية    الولايات المتحدة تؤكد إرسال كوريا الشمالية 3 آلاف جندي إلى روسيا    متابعة ميدانية على محطات الوقود ومستودعات الغاز والمخابز بدمياط    ضبط عامل شرع في قتل صديقه بسبب خلافات بينهما بالعجوزة    المصريين الأحرار: يجب على كل حزب توضيح الأيديولوجيا الخاصة به    يونج بويز ضد الإنتر.. طارمى وأرناوتوفيتش فى هجوم العملاق الإيطالى    مواليد بعض الأبراج في ضائقة مالية خلال النصف الأول من شهر نوفمبر.. نصائح فلكية    رئيس جامعة المنصورة يتفقد عددا من المشروعات الإنشائية بقطاعي التعليم والمستشفيات    الأزهر الشريف يعقد ندوة تحت عنوان «أمانة الفتوى وأثرها في الاستقرار المجتمعي»    أمين الفتوى: هذه من أفضل الصدقات الجارية عن الميت    تيارات مائية شديدة وتوقف للصيد بشاطئ محافظة بورسعيد.. فيديو    رئيس جامعة المنصورة يتابع عددًا من المشروعات بقطاعي التعليم والمستشفيات    إعلام عبرى يكشف تفاضيل زيارة بلينكن لتل أبيب    يوسف الشريف يشارك في ندوة نقاشية بمهرجان الجونة السينمائي    خبيرة ل"إكسترا نيوز": قمة بريكس مناسبة مهمة لمصر لعرض رؤيتها ومواقفها    المرشد الإيراني يعلن فشل إسرائيل في غزة رغم قتل 50 ألف برئ    الحكومة توافق على مشروع قانون بتنظيم المراكز الطبية المتخصصة    بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة    مهرجان القاهرة السينمائي ينظم ورشة للتمثيل مع مروة جبريل    لتغيبه عن العمل.. محافظ البحيرة تقرر إقالة مدير الوحدة الصحية بقرية ديبونو    تحرير 1372 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    مصرع شاب وإصابة طفلين بانقلاب «توكتوك» في مصرف مائي ببني سويف    رئيس جنوب أفريقيا يطالب بتنفيذ وقف فورى وعاجل لإطلاق النار فى قطاع غزة    «زيارة مفاجئة».. وزير التعليم يتفقد مدارس المطرية | تفاصيل    الضرائب تكشف تفاصيل حزم التيسيرات الجديدة    الغنيمى يدعم سلة سموحة قبل بدء الدورى الممتاز    كوكو حارس سيراميكا: مباراة بيراميدز ليست سهلة وسنلعب للفوز ببرونزية السوبر    إيرادات الأفلام.. أحمد عز يصدم هشام ماجد وآيتن عامر    هاني عادل ضيف «واحد من الناس» على قناة «الحياة»    صلاح السعدني.. صدفة منحته لقب «عمدة الدراما»    عامر حسين: نفكر في إقامة كأس مصر بنظام الذهاب والعودة    منصة تشاركية مناقشاتها بناءة.. الحوار الوطنى يطلق استمارة لتقييم سير وتنظيم جلساته.. ويجيب على تساؤلات الرأى العام بشأن قضية الدعم    «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    الشكاوى الحكومية: نتلقى 13 ألف مكالمة يوميًا    «تمريض القاهرة» تنظم ندوة حول انتصارات أكتوبر وبناء المستقبل    السجن عام مع إيقاف التنفيذ لسائق بتهمة التعدي على أرض آثار بقنا    محافظ المنيا: تقديم خدمات طبية ل 1168 مواطناً خلال قافلة بسمالوط    زراعة الإسكندرية: تنظيم ندوة إرشادية بالتعاون مع الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح    وزير الصحة يشهد جلسة حوارية حول التعاون لضمان حصول الجميع على الدواء بأسعار عادلة    لماذا العمل والعبادة طالما أن دخول الجنة برحمة الله؟.. هكذا رد أمين الفتوى    إصابة 18 شخصا فى حادث أتوبيس بالشرقية    التعليم تعلن تفاصيل امتحان العلوم لشهر أكتوبر.. 11 سؤالًا في 50 دقيقة    اليوم.. النادي المصري يلتقي شباب المحمدية بالمغرب    محافظ الغربية يكرم بسملة أبو النني الفائزة بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه    ارتفاع أرباح بيكر هيوز للخدمات النفطية خلال الربع الثالث    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    حسام المندوه يكشف سبب تأخر بيان الزمالك بشأن أزمة الثلاثي |تفاصيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معضلة تعليمية أساسية

تتعدد مشكلات ومعوقات الوصول بنظامنا التعليمي إلي المستويات المأمولة من الفعالية والتميز والكفاءة, ونحن حين نقيم مخرجات العملية التعليمية لدينا فإننا نضع نصب أعيننا أولا احتياجاتنا التنموية من العنصر البشري
والذي عليه أن يتحمل عبء بناء مصر الحديثة‏,‏ وأيضا نقارن مستوي ما تقدمه المؤسسة التعليمية في مصر بالمستوي المتقدم لنظيرتها بالدول الحديثة كالولايات المتحدة ودول غرب أوروبا وما شابهما‏.‏
إلا أن تلك المقارنة يجب أن تستند أولا علي فرضية أساسية وهي اتحاد أو تقارب أو تشابه إمكانات طرفي المقارنة‏,‏ فهل إمكاناتنا الشاملة تتشابه أو تتقارب أو حتي يمكنها أن توضع مع إمكانات الولايات المتحدة مثلا وقدراتها في وعاء أو ميزان واحد؟ بالقطع لا‏..‏ ومن المسلم به أن إمكانات وقدرات أي مؤسسة تعليمية هي المعول الأول أو حجر الأساس في إنتاج مخرجات أي نظام تعليمي‏,‏ فإذا كانت قوية وقادرة وكافية ساعد ذلك بالقطع علي إنتاج مخرجات تعليمية جيدة‏,‏ والعكس صحيح كليا‏.‏ فلا مجال هنا لإعمال المثل الشعبي القائل الشاطرة تغزل برجل حمار‏,‏ أو الإيمان بفعل المستحيل‏,‏ فالعملية التعليمية الآن وفق المتغيرات المستحدثة واحتياجها لأدوات فنية مساعدة وتعليمية حديثة وما وصلت إليه وقبل كل ذلك النظر بعدالة وموضوعية لرفع مستوي المدرس العلمية والمادية‏,‏ لابد وأن تتطلب كلها مبالغ طائلة للإنفاق عليها‏,‏ وقديما قالوا علي قدر لحافك مد رجليك‏.‏
بالطبع إمكاناتنا وقدراتنا ليست مثل إمكانات وقدرات أي دولة متقدمة مثل دول غرب أوروبا والولايات المتحدة واليابان‏,‏ وهي الدول التي تقارن مستوي العملية التعليمية لدينا ومخرجاتها معها‏,‏ لذلك فالمقارنة ظالمة بكل المقاييس وعلي كل المستويات‏,‏ والأغرب من ذلك أن نجد تلك الدول عظيمة الإمكانات لا تتبع سياسات تعليمية نصر نحن علي اتباعها والتمسك بها حرصا منا علي مثاليات وشعارات عفا عليها الزمن ومباديء تجاوزتها الأيام‏..‏ مثل المحافظة علي مكتسبات قوي الشعب العاملة والتي تعبر عنها شعارات مجانية التعليم من الألف للياء وبالطريقة التي نطبقها بها نحن‏.‏
كيف يمكن لدولة في أوضاعنا الاقتصادية بإمكاناتها التي هي دون الصفر بقليل أن تأمل في أن يكون لديها برنامج تعليمي يمكن أن يرقي لمستوي المقارنة مع نظيره في الدول المتقدمة‏,‏ وهو يبدأ من تلك الإمكانات والمدخلات المتواضعة للغاية‏,‏ إن إصرارنا علي التمسك بهذه الاستراتيجية هو تكريس لواقع مؤلم مظلم وميئوس منه لمستقبل التعليم بمصر‏,‏ ويشكل أيضا إرهاقا لميزانية الدولة بصورة عظيمة وبدرجة لا يمكن تصور أن تبرأ منه في المستقبل القريب أو حتي البعيد‏,‏ كما أن نتمني مستوي للتعليم لا يمكن أن يتحقق أبدا‏..‏ فكلما قمنا بضخ أموال في الميزانية المخصصة للتعليم قابلتها الأيام بأوجه صرف جديدة حتمتها ظروف التطور‏,‏ مثل حتمية إستحداث أدوات ووسائل تعليمية جديدة إلا أنها أساسية كأجهزة الكمبيوتر والمعامل المتطورة وغيرها‏,‏ أو حتي دخول أعداد من الطلبة للمدارس زيادة عن طاقاتها الحالية أو الفعلية بمقتضي الزيادة الطبيعية في عدد السكان‏,‏ جريا وراء سراب وتمسك بالأوهام وتمني أهداف يستحيل تحققها في ظل تلك المعطيات‏,‏ أو حتي يمكن أن تتحقق لدول أعظم منا قدرة وإمكانات‏,‏ والتمسك بتلك السياسة المجانية الخاطئة في التعليم فيه ظلم بين وواضح للمسئولين عن العملية التعليمية وتحميلهم بأهداف لا يمكن أبدا أن يحققوا جزءا منها وفق هذه الظروف‏,‏ وأيضا إرهاق للدولة وظلم لإلتزاماتها وأهدافها الأخري التي توجه جزءا من ميزانياتها وتلقيها في بالوعة التعليم التي لا تمتليء أو تكتفي أبدا‏.‏
إن أول طريق لحل المشكلات هو معرفتها وثانيها الشجاعة في مواجهتها‏,‏ ثم إن مبدأ مجانية التعليم أساسي وجوهري ولا يمكننا أن نطالب بإهداره‏,‏ فقط يجب إعماله بصورة سليمة تضمن فعاليته وانتفاع من يستحقه به فقط‏,‏ أما من لا يستحقه فلا يمكن أبدا أن ينفق عليه وعلي تعليمه غير القادر أو المحتاج والذي يدفع الضرائب التي تأخذها الدولة وتخصص الجزء الأعظم منها لميزانيات التعليم‏,‏ إن إعمال مبدأ مجانية التعليم عمال علي بطال وبصورة مطلقة هو في حقيقته تعطيل لعمل هذا المبدأ وتعويقه عن أدائه لوظيفته في النهاية‏,‏ أي في قول بسيط إلغاؤه فعليا‏,‏ حيث تكثر مثالبه وتعم أخطاؤه وتنعدم فائدته‏..‏ لذلك علينا أن نتمسك به جيدا بتطبيقه بصورة سليمة وحقيقية‏,‏ لأن غير ذلك بالتمسك بمجانية التعليم للجميع‏..‏ للقادرين وغير القادرين‏..‏ الفاشل معتاد الرسوب والمجد المحتاج للتعليم‏,‏ يعني حقيقة عدم تطبيقه علي المحتاجين الذين يضطرون لضعف إمكانات وقدرات التعليم الرسمي والذي يثمر مستوي تعليمي منحطا ويفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية التي تكبدنا مبالغ طائلة‏,‏ أي بمعني أوضح لا مجانية للتعليم بل إنفاق من الدولة علي من لا يستحق وهم الأغنياء ومصروفات من المحتاجين والبسطاء في غير طريقها ومكانها وهم المدرسون الذين يمتهنون مهنة الدروس الخصوصية من دم وعرق وجهد البسطاء‏.‏
إن إعمال مبدأ مجانية التعليم بصورة سليمة لا يهدر أبدا مبدأ التكافل الاجتماعي ومكتسبات الشعب العامل‏,‏ بل يحافظ عليها ويعطيها الاستمرارية والدوام‏,‏ لأنه آجلا أو عاجلا لن تقوي الدولة علي الاستمرار علي هذا النهج وستتحول عنه مرغمة‏,‏ وحينئذ لا يعرف أحد أسلوبها أو طريقها في التصرف مع تعليم الفقراء‏,‏ لذلك وجب علينا أن نتصرف الآن ونحن نملك قرارنا ووقتنا قبل أن نضطر إلي ذلك مستقبلا وبعد أن تتفاقم مشكلات سوء نظامنا التعليمي ونتائجه وآثاره المتشعبة علي كل قطاعات الدولة والمجتمع وبصورة يستحيل علاجها‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.