بعد يوم من لقائه المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) الولاياتالمتحدة إلي تطبيق نموذج الحل الذي جري فرضه في جنوب افريقيا خلال حقبة التمييز العنصري لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. كما طالب في خطابه امس امام اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله حركة حماس بالتوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة وهو ما سارعت الحركة إلي رفضه مؤكدة ان المصالحة ليست توقيعا علي ورق بقدرما هي ممارسات واجراءات. ودعا أبومازن امس السبت الادارة الامريكية الي فرض حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد اعلانها ان قيام دولة فلسطينية هو مصلحة استراتيجية ووطنية لها. وقال انني اتوجه الي الادارة الامريكية وعلي راسها الرئيس اوباما بالدعوة من اجل مواصلة المساعي التي تبذل لوقف الاستيطان واطلاق المفاوضات الجادة علي الرغم من كل المعوقات والمصاعب وانا ادرك ان من لديه مثل هذه الرؤية لن يتردد أو يصاب بالاحباط امام اي مصاعب تعترضه. وطالب ابومازن بتطبيق نموذج الحل الذي جري فرضه في جنوب افريقيا خلال حقبة التمييز العنصري وقال: بمقدور الجهد العربي والدولي الايجابي والمتواصل بفعالية ودون الرضوخ امام العقبات والمصاعب والمصالح الضيقة ان يوفر مناخا حقيقيا لدعم وانجاح جهود الرئيس اوباما. واضاف: اريد التاكيد من خلال تجربة السنين الماضية في خوض غمار عملية السلام وكذلك من تجارب عدة لقضايا صراع قومية واقليمية مختلفة لا تقل صعوبة او تعقيدا عن قضيتنا ان التدخل الدولي القوي والمؤثر وخاصة في ظل تشابك المصالح والعلاقات في عالم اليوم له مفعول كبير وحاسم في حل هذه الصراعات بالرغم مما كانت تبدو عليه تلك الصراعات وكأنها مستحيلة ومستعصية علي الحل. وأكد ان امام العالم باسره فرصة كما امامنا فرصة حتي نقبض علي هذه اللحظة التاريخية لتوفير شروط حل عادل ومتوازن وقابل للديمومة وهذا الدور الدولي يتعدي... الدعم المعنوي والاقتصادي الي توفير الضمانات الدولية المطلوبة سياسيا وامنيا لرعاية العملية السلمية وتأمين تطبيق اتفاقية سلام شامل مع ضمان استمرار الالتزام بها ومنع تجاوزها او التخريب عليها من قبل اي اطراف داخلية او اقليمية او دولية. ويري ابومازن ان والوضع يمر بمنعطف خطير وقال: ينعقد مجلسكم الثوري في دورته العادية الثالثة ونحن نمر بمنعطف خطير عنوانه الاساس: هل ستكون هناك عملية سلام جادة تفضي الي رحيل الاحتلال عن ارضنا بجميع اشكاله العسكرية والاستيطانية وانهاء الصراع ام اننا سنشهد انتكاسة جديدة لكل المساعي والجهود السلمية. وحمل ابومازن الحكومة الاسرائيلية مسئولية تعثر عملية السلام وقال: المشكلة تكمن الي ان الموقف الاسرائيلي لا يسعي فقط الي استمرار الاستيطان وتغيير معالم الارض واقتلاع المزيد منها مما يفقد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة جدواها وانما يسعي ايضا الي تعطيل هذه الفرصة الاستثنائية التاريخية لتحقيق السلام تحت ستار حجج وذرائع شتي واهية. وفي شأن اخر دعا ابومازن في خطابه المطول حركة المقاومة الإسلامية حماس للتوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية وقال في اللحظة التي يتم فيها التوقيع علي المبادرة المصرية سوف اقوم شخصيا برعاية الحوار الوطني واللقاء مع مختلف القيادات الفلسطينية بدون استثناء... وادعو الي تطبيق المبادرة المصرية متدرجين فيها من اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نذهب فورا اليها. ورفضت حماس دعوة عباس لها للتوقيع علي الورقة المصرية وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في تصريحات صحفية إن المصالحة ليست شعارات وليست توقيعا علي ورق وإنما هي إجراءات وممارسات. وقالت حماس ان الولاياتالمتحدة تعمل علي عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية وان مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشل الذي يزور اسرائيل ورام الله لا يحمل سوي مقترحات صهيونية.