ألا تري أن الامل في تحقيق شيء بعد الثورة مبرر كاف للعمل علي حل الأزمة؟ البيت الفني للمسرح يعاني من أزمة كبري السبب الرئيسي فيها هو تركيبة هذا البيت نفسه, التي اذا نظرنا اليها سنجد أن به1200 موظف وعامل مقابل600 فنان, وميزانيته الإجمالية47 مليون جنيه ينفق منها42 مليونا علي المكافآت والمرتبات, وما بين5 او6 ملايين فقط تنفق علي انتاج العروض المسرحية, وهذه التركيبة في رأيي فساد تراكم وتفاقم عبر السنوات, فلا يوجد مؤسسة خدمة أو إنتاجية في العالم تنفق مبلغا ضخما بهذا الشكل لكي تنتج ب5 او6 مليون جنية مسرحيات في كثير من الاحيان لايدخلها احد, وبالتالي اصبح لدينا بيت يمتلك دور عرض تحتاج للتجديد, و600 فنان موظف تتفاوت موهبتهم الفنية وعدد ضخم من الادرايين, فكيف يمكن أن نخرج باي منتج في ظل هذه الاجواء, دور العرض تحولت الي اماكن يدخلها بعض الفنانين الموظفين للحصول علي حافز الاثابة فقط, لابد من اصلاح هذه المنظومة اولا, لا احد لديه عصا سحرية سيخرج بها من البيت الفني للمسرح ما ليس فيه, وأول تساؤل علينا طرحه هو كيف يمكن التعامل مع هذه الكتلة البشرية من الاداريين والعاملين وحقهم علي الدولة في الحفاظ علي وظائفهم دون ان يشكلوا عبأ علي العملية الإنتاجية؟, وكيف يمكن الاستعانة بفنانين من خارج البيت دون ان يقرر البعض أن المسرحيات ملكية خاصة للفنانين الموظفين؟. * وما الحل في رأيك؟ ** الحل هو إعادة هيكلة هذا البيت, وإعادة توزيع العمالة, لانه من الصعب أن يكون لدينا مسرح من الممكن ان يعمل ب10 افراد ولكن الواقع ان به100 فرد, ولابد أن يجتمع المسرحيون لمناقشة الامر والعمل علي ايجاد حلول الحل, بدلا من أن يملؤا الدنيا صراخا بأزمة المسرح ونزايد علي بعضنا البعض ويتحول الامر الي مجرد صراع علي المناصب. * وما ردك علي التساؤلات المتكررة عن نفاذ ميزانية المسرح بعد بداية السنة المالية بثلاثة اشهر فقط؟ ** اغلب ميزانية الإنتاج في البيت الفني للمسرح تكون من تعزيزات وزارة المالية السنوية وهي مابين3 او4 مليون وموعدها في شهري يناير وابريل, ولكن في ظل الازمة المالية التي تمر بها البلاد, رفضت المالية طلب اية تعزيزات خلال العام المالي, وطالبتنا بالحفاظ علي الحتميات حتي نهاية العام وهي مكافأت ورواتب الموظفين وبالتالي انخفضت ميزانيات الانتاج بالإضافة الي استقطاع اكثر من3 ملايين منها لسد اجور الخريجين الذين تم التعاقد معهم بعد الثورة اجر نظير عمل ومن تم تثبيتهم من العقود دون ان تخصص لهم وزارة المالية ميزانية لهذه الاجور, وبهذه الطريقة لم تعد هناك ميزانية للانتاج, ما علاقتي انا بالامر في هذه الحالة وما ذنب وزارة الثقافة؟, لست اكثر من منفذ يعمل من خلال المتوفر لديه من وزارة المالية, لماذا اذا يتركز الهجوم علي بشكل دائم؟, وهذه التفاصيل يعلمها المسرحيون لاني كونت لجنة منهم لدراسة الميزانية بعد ان وصلني خطاب المالية وافادتني بانه في حال عدم وصول تعزيزات لن يكون لدي البيت الفني ميزانية للانتاج بعد تجنيب الاجور, ومع ذلك وقع ثلاثة من اعضاء هذه اللجنة علي بيان ضدي يتهمني باهدار الميزانية. * ما حقيقة الخلاف بينك وبين المسرحيين علي استقلالية البيت الفني للمسرح؟ ** لا يصح أن يطلب وكيل اول وزارة في اي ادارة مركزية أن يحصل علي صلاحيات وزير, الامر كله يتعلق بالاستقلالية المالية والتي تحتاج الي تفويض وزاري مالي واداري, وهذا التفويض لا يعطيه وزير الثقافة الا للدرجة الادني وهم رؤساء القطاعات والهيئات, والبيت الفني للمسرح ادارة مركزية تتبع قطاع الانتاج الثقافي مثل الادارات المركزية التابعة للاوبرا او لهيئة قصور الثقافة لها, وليس قطاع مسرح او هيئة وهي النقطة التي لا يفهمها الكثيرون, لأن هذه البيوت كانت في الماضي تتبع المجلس الاعلي للثقافة مباشرة ورؤسائها كانوا يحصلون علي هذه الصلاحيات, ولكن في منتصف التسعينات تم تأسيس القطاع ليكون المظلة للبيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية ومركز الهناجر للفنون والمركز القومي للسينما والمركز القومي للمسرح وبالتالي يحصل الان علي هذا التفويض صاحب السلطة الاعلي وهو رئيس قطاع الانتاج الثقافي ايا كان اسمه. * وهل ترفض تحويل البيت الفني إلي قطاع؟ لست ضد ذلك ولا مانع عندي في أن يحصل رئيس البيت علي اختصاصات رئيس القطاع في هذه الحالة, ولكن طالما أن هذا لم يحدث حتي الان لابد أن امارس سلطاتي, لأن تفويضي ماليا واداريا يعني تحملي المسئولية المالية والجنائية والقضائية وكذلك مدير الشئون المالية والادارية, اما رئيس البيت فهو مجرد جهة اعتماد, فكيف اترك له سلطة من الممكن ان تسجنني إذا ماوقع خطأ ما, من حق المسرحيين المطالبة باستقلاليتهم عن القطاع ولكن إلي أن يحدث ذلك سأمارس سلطتي, وكان هذا سببا للخلاف بيني وبين رئيس البيت السابق. * ولماذا لم تظهر هذه الأزمة من قبل بين رؤساء القطاع ورؤساء البيت الفني السابقين ؟ ** لأن من خرجوا من وزارة الثقافة وتركوا مقاعدهم هم قادة هذه الحرب الان علي, وكنت اتمني من البعض أن ينأوا بأنفسهم عن الدخول في هذه الصراعات, الفارق بيني وبين من يهاجموني اني محترف وهم هواة, فالهاوي هو من يقبل بدخول لعبة يعرف قواعدها جيدا لكنه يصر علي وضع قواعده الخاصة ويتجاهل قواعد اللعبة, كنت رئيسا للمركز القومي للسينما لاربع سنوات حققت فيها العديد من الانجازات بدون اية صلاحيات مالية ولا ادارية وهذا هو الاحتراف. * هاجمك البعض أيضا بحجة انك لا تنتمي لعالم المسرح ومتخصص في السينما؟ ** انا استاذ للسيناريو في المعهد العالي للسينما, والجميع يعلم أن جزء اكبير من دراسة السيناريو هي دراسة مسرح ودراما, ودرست علي يد كل أساتذة الدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية وكنت مستشارا لشبكة اعلامية كبري تنتج مسرحا وسينما, لذلك لا احد من حقه ان يزايد علي ويقول اني لا افهم في المسرح وليعرف كل منا مع من يتحدث, ثانيا لماذا لم يكن السينمائيون يقولون ذلك عندما كان يرأس القطاع مسرحي رغم ان المؤسسات التابعة له مسرحية وسينمائية, بالاضافة الي إني لا اتدخل في الامور الفنية للبيت الفني للمسرح فهي مسئولية رئيس, كما شكل وزير الثقافة السابق د.صابر عرب مكتبا فنيا لقطاع الانتاج الثقافي في سبتمبر الماضي يتولي مسئولية وضع استراتيجية العمل في الادارات التابعة للقطاع ويرأسه د.أحمد عبد الحليم, ودوري هو تنفيذ قرارات المكتب الفني.