تشاجرا كعادتهما في الساعات الأولي من كل يوم جديد.. شتم كلاهما الآخر دون تقدير لعشرة استمرت بينهما لعدة سنوات وكأنهما عدوان يتصارعان علي غنيمة ويتعدي كلاهما علي الآخر بالضرب حتي يتدخل الجيران الذين طفح بهم الكيل من تكرار المسلسل الدرامي اليومي وبعدما ينتهيان من حلقتهما اليومية يتوجه الزوج إلي عمله وتجلس الزوجة في منزلها تفكر في طريقة حتي تخرج من همها الذي كاد أن يقضي عليها.. وفي إحدي الليالي رن هاتفها وفوجئت بصوت يغازلها ويهمس كأنه ملاك يتغزل في مفاتنها, فتركت جسدها يتمايل مع نغمات الغزل الذي تتشوق لسماعه والذي يعيد لها بعضا من انوثتها التي كادت أن تفقدها بسبب تكرار التشاجر مع زوجها.. مرت الأيام وتكررت المكالمات اليومية التي كانت تنتظرها بفارغ صبرها والتي كانت تسمع خلالها كلامه المعسول الذي يدخل علي قلبها بالطمأنينة.. حتي أصبحت الزوجة وكأنها كبطلة في مسلسلين أحدهما رومانسي والآخر عنيف أكشن. خرج الزوج إلي عمله وانتظرت الزوجة متلهفة مكالمة العشيق والتي أخبرها فيها بأنه يريد مقابلتها.. رفضت في أول الأمر مترددة, إلا أنها سرعان ما تراجعت عن موقفها الرافض وتزينت كعروس ليلة زفافها وتوجهت إلي عشيقها الذي وجدت فيه الحنان والحب الذي فقدته مع زوجها. تعددت اللقاءات مع العشيق واحتد الخلاف اليومي مع الزوج حتي وجدت نفسها في حالة من الصراع النفسي حتي اتفقت مع عشيقها علي مساعدتها في الطلاق من زوجها وابتزازه عن طريق اختلاق واقعة اختطافها وطلب فدية من الزوج. عندما عاد الزوج إلي منزله وجد زوجته في انتظاره تبادره بكلام معسول علي غير عادتها وطلبت منه بعض النقود لتذهب إلي الصيدلية لشراء بعض مستحضرات التجميل وذهبت بلا رجعة, حتي تلقي الزوج اتصالا هاتفيا من مجهول يخبره بأنه محتجز زوجته وطالبه بدفع فدية50 ألف جنيه لإطلاق سراحها, فتوجه الزوج إلي قسم شرطة الشرابية وحرر محضرا بالواقعة. وكان اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من المقدم عبدالعال المناوي رئيس مباحث الشرابية يفيد بأنه تلقي بلاغا من( ح. م. ي) بخروج زوجته( ن. غ. أ) لشراء بعض مستحضرات التجميل واتصل به فيما بعد أحد الأشخاص وابلغه باحتجازها وطلب دفع مبلغ50 ألف جنيه, وطلب التقابل معه أمام مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا نظير إطلاق سراحها. علي الفور, تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء سامي لطفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والذي أمر بتتبع رقم الهاتف, ومع التحريات وتجنيد المصادر السرية لفحص وحصر الخلافات الزوجية بينهما حتي تم التوصل إلي ورود عدة اتصالات من هاتف خاص بشخص يدعي نبيه ن. ن37 سنة مزارع ومقيم بميت سراج مركز قويسنا منوفية.. بعد تقنين الاجراءات تم التنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن المنوفية, حيث تبين عدم وجوده وبالاتصال به هاتفيا أفاد بأنه ليس له علاقة بخطف الزوجة وانه قام بتوصيل صديقه( م. أ. ع)37 سنة سائق ومقيم بقرية ميت سراج مركز قويسنا منوفية وصديقته( الزوجة) من القاهرة إلي بلدته, حيث قرر له صديقه أنه تربطه بتلك السيدة علاقة عاطفية. تمكن رجال المباحث من ضبطه وبصحبته الزوجة وبمواجهتهما قررا باتفاقهما علي اختلاق الواقعة لابتزاز المبلغ لعلمهما بثرائه وأضافت الأخيرة بوجود خلافات زوجية بينها وبين زوجها. تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول الوزير لأمن القاهرة الذي أمر باحالتهما إلي النيابة التي تولت التحقيق.