تنطلق غدا بالقاهرة فاعليات القمة الاسلامية الثانية عشرة لقادة دول العالم الاسلامي حيث يفتتح الرئيس محمد مرسي القمة ويتسلم رئاستها من إلسنغال. وصرحت مصادر دبلوماسية ل الاهرام المسائي بأن الرئيس مرسي سوف يطرح رؤية مصر لقضايا العالم الاسلامي وكيفية التعامل معها في ظل التطورات في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة والازمة السورية وغيرها من الملفات المطروحة علي الساحة الاسلامية. وسوف يشارك في القمة اكثر من26 رئيس دولة من بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, وولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز, والرئيس التركي عبدالله جول, وأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني, والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, ورئيس نيجيريا جودلاك جوناثان, ورئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو. وفي السياق نفسه, يختتم وزراء خارجية الدول الإسلامية اجتماعاتهم بالقاهرة, اليوم والتي استمرت علي مدار يومين, تمهيدا لقمة قادة الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي, في دورتها العادية الثانية عشرة, التي تعقد غدا وبعد غد. وأكد وزير الخارجية, محمد كامل عمرو, أن القضية الفلسطينية علي رأس التحديات, التي يواجهها العالم الإسلامي علي المستوي السياسي. وقال الوزير, خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة رقم12 لمؤتمر القمة الإسلامي بالقاهرة امس إن مصر تشرف باستضافة فعاليات الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي في لحظة تاريخية يسعي فيها المصريون إلي بناء دولتهم الجديدة علي أسس الحق والعدالة والحرية والديمقراطية بعد ثورة عظيمة أعادت لمصر دورها ومكانتها. وأضاف أن المؤتمر الإسلامي, والذي يعقد تحت عنوان العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية يسلط الضوء علي التحديات, التي تواجهها الأمة الإسلامية في زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسي اشتعالا والتحديات الاقتصادية ضراوة, معربا عن أمله في أن تنجح القمة في بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في مواجهة تلك التحديات. وأوضح أن القضية الفلسطينية علي رأس التحديات, التي تواجهها الأمة الإسلامية علي المستوي السياسي, وهي حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط, بل والعالم أجمع ومن هنا أهمية أن تتواكب قرارات القمة مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء المستوطنات علي الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية, والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين علي وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة. وأشار إلي أن مصر خصصت جلسة خاصة في أعمال القمة ليتداول فيها القادة الخيارات المتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الإسرائيلية والتصدي لمحاولات تهويد القدسالمحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني. ودعا الوزير عمرو إلي العمل علي وضع حد للمأساة الإنسانية, التي يعيشها الشعب السوري جراء مطالبته بالحرية والكرامة والديمقراطية, وإلي صياغة أفكار مشتركة تعزز جهودنا الرامية إلي تأكيد حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين الإسلام ومؤسسات الدولة الحديثة, ونبذ الصورة السلبية للدين الإسلامي وللمجتمعات الإسلامية في خارجها, ورفع المعاناة التي تواجهها الجاليات المسلمة في دول عديدة جراء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومظاهر التمييز الأخري. واعتبر الوزير عمرو أن القمة فرصة جديدة للتأكيد علي الأولوية البالغة لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخري, والذي كان من المقرر عقده في2012 في فنلندا, في أسرع وقت ممكن, تنفيذا لما توافقت عليه الدول أعضاء معاهدة عدم الانتشار النووي خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة عام.2010 ومن جانبه, حذر أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي, من تنامي ظاهرة التطرف والعنف في مناطق واسعة من العالم الإسلامي, ودعا في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية امس الدول الأعضاء للعمل جنبا إلي جنب للقضاء علي التطرف, مذكرا بما نص عليه برنامج العمل العشري الصادر عن قمة مكةالمكرمة الاستثنائية الثالثة, في2005, والذي دعا إلي انتهاج الوسطية والاعتدال. وقال: إن المنظمة أصبحت شريكا فاعلا في المحافل الدولية, ولاعبا مهما في القضايا الإسلامية, مشددا علي أن عمل المنظمة يمكنه أن يتقدم أكثر في حال حصول المنظمة علي دعم أكبر من قبل الدول الأعضاء. وشدد علي أن هذه الإنجازات تؤكد حقيقة أن المنظمة تقف علي أرض صلبة, وأصبحت شريكا فاعلا لا يمكن الاستغناء عنه. وأشار الأمين العام للمنظمة إلي التحديات التي تواجه العالم الإسلامي, لافتا إلي أن أبرزها يتمثل في القضية الفلسطينية, وطالب القمة بتبني إستراتيجية واضحة للدفاع عن القدس, منوها كذلك بعقد جلسة خاصة لبحث المسألة في اليوم الأول من القمة الإسلامية التي تبدأ أعمالها بعد غد. علي صعيد آخر, جدد إحسان أوغلي تضامن المنظمة مع مالي, معربا عن دعمه لما تبذله من أجل استعادة سيادتها علي كامل أراضيها, وجدد دعمه أيضا للبعثة الدولية العسكرية بقيادة إفريقية, موضحا أنه التقي بمبعوثه الخاص إلي الأزمة, جبريل باسولي, في مقر إقامته في القاهرة, أول أمس, حيث بحث معه عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية بالمنظمة, في صبيحة اليوم الأول للقمة, وذلك من أجل استكمال التنسيق مع الدولة المضيفة لبحث الأوضاع في مالي. رابط دائم :