لم يكن الهجوم الإسرائيلي علي أهداف عسكرية في سوريا مفاجئا لأحد إلا للجيش السوري الذي أخفق في التصدي له, فالدولة العبرية حذرت علي لسان أحد مسئوليها العسكريين منذ أيام. أنها لن تتردد في توجيه ضربة عسكرية لسوريا إذا وقع السلاح الكيماوي الذي تملكه في أيدي من وصفتهم بالإرهابيين مشيرة إلي حزب الله وفي هذا التهديد المباشر إعلان عن رغبة مشروطة في الإغارة علي الجارة العربية والشرط الذي لم يتحقق, وهو تسليم دمشق جزءا من ترسانتها الكيماوية لحزب الله, ولا سقوط هذه الترسانة في أيدي متطرفين, لم يمنع إسرائيل من تنفيذ تهديدها الذي سارعت بنفيه بعد يوم واحد من إطلاقه علي لسان مسئول إسرائيلي آخر! إسرائيل مفتونة بالوضع المأساوي الذي تمر به سوريا, وتعيش أسعد لحظاتها بسبب الحرب الأهلية التي اشتعل أوارها منذ ما يقرب من عامين, حيث وفر عليها الأسد أطنانا من الذخائر كان يمكن أن تستخدمها ضد السوريين لإضعاف القدرات العسكرية لهذا البلد الشقيق, وبدأت سوريا تتآكل من الداخل من دون طلقة إسرائيلية واحدة. إسرائيل زعمت أن النظام السوري كان ينقل صواريخ إس إيه17 المتطورة لحزب الله في لبنان لدعم قدراته الدفاعية, فلماذا لم تستخدم دمشق هذه الصواريخ في التصدي للعدوان الإسرائيلي السافر؟ ودمشق أكدت أن الهجوم استهدف مركزا للأبحاث.. هل يعني هذا أن تتقبل الصفعة دون رد؟ غريب أمر الأسد. حزب الله صرح منذ أيام بأن لديه مئات آلاف الصواريخ القادرة علي الوصول إلي كل شبر في إسرائيل.. كلام مطمئن لكل لبناني, دحضته الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأجواء اللبنانية عقب غاراتها علي سوريا, إسرائيل اتخذت من حزب الله ذريعة لضرب سوريا, وحزب الله لم يحرك ساكنا! طهران أكدت ردا علي التهديدات الإسرائيلية أن أي هجوم علي سوريا يعتبر هجوما علي إيران, ولم تفعل شيئا علي الإطلاق لرد العدوان الإسرائيلي علي حليفتها الاستراتيجية سوريا التي تدعمها بالمال والسلاح والخبراء العسكريين, مثلما لم تفعل شيئا ضدها منذ عقود رغم إعلانها غير مرة أنها قادرة علي محوها من الوجود. إسرائيل لم تفوت الفرصة ونفذت تهديداتها ضد دمشق, والأسد لم يستغل الفرصة الذهبية السانحة ويحول فوهات مدافعه ودباباته وصواريخ طائراته تجاه تل أبيب ليعيد ترتيب الأوراق ويضمن تحويل الموقف برمته لصالحه! قاتل الله الأغبياء. [email protected] رابط دائم :