جاء اختيار منظمة اليونسكو ليكون يوم اليوم الثالث والعشرين من شهر ابريل يوما عالميا للكتاب وحقوق المؤلف لأنه يصادف ذكري وفاة الأديب الانجليزي وليم شكسبير وقد كان هذا اليوم فرصة لمناقشة قضايا الكتاب وهمومه ونسب القراءة التي تضاءل قدرها بجانب الانترنت والتليفزيون والسينما والميديات الأخري ولمعرفة ما إذا كان الكتاب يتربع علي عرش مصادر المعرفة أم لا؟!. وهل سيظل فاعلا ومؤثرا في ظل التحولات التقنية والمعرفية وعصر ثورة المعلومات أم لا؟! كان لابد من أخذ اراء المهتمين من خلال هذا التحقيق.. الدكتور ج ولكن اعتقد انه سيتأثر بشكل آخر وهو تغير وتعدد أشكاله وسوف يكون هناك الكتاب المسموع والمرئي ولكن هذا لن يؤثر علي الكتاب الورقي الذي تستطيع أن تحمله معك إلي أي مكان وبأي وقت.. وهذا ينطبق أيضا علي الصحافة حيث نستطيع الآن قراءة كل الصحف علي الانترنت وليس معني هذا أن تختفي الجريدة الورقية وانما سوف يتغير يوما ما شكلها نتيجة للتقدم الصناعي والتكنولوجي الذي يصاحبها... وبالنهاية قال عصفور سيظل الكتاب هو ملك الثقافة المتوج علي عرشها. أما حلمي النمنم نائب رئيس هيئة الكتاب فيقول لابد وأن يؤثر الكمبيوتر والانترنت علي الكتاب الورقي لأنه سيجتذب شريحة جديدة من القراء وهذا ما يحدث في أوروبا وفي اليابان الآن... أما العالم العربي المعني به أنا فأري حتي الآن أن التأثير ايجابي لأنه وسع من رقعة القراء فزاد عددهم وأدي ذلك إلي انتشار الكتاب الورقي وليس العكس.. فعندما أكسب قارئا علي الانترنت سيبحث فيما بعد عن الكتاب الورقي ليقرأه خصوصا وأن أرقام التوزيع ومعدلات النشر في مصر في السنوات الأخيرة تقول إن مبيعات الكتاب وأرقام التوزيع في زيادة مستمرة فيما يخص الكتاب الورقي.. ولا يفوتنا اننا نتحدث عن مصر التي بها سبع وعشرون في المائة أمية أبجدية وبها نسبة كبيرة من الأمية الثقافية وكذلك كثير من المصريين غير متاح لهم التعامل مع الانترنت عكس ما يحدث في الخارج الذي يصدر مع كل كتاب ورقي نسخة أخري توضع علي الانترنت بينما يقول الشاعر سعد عبد الرحمن وكيل وزارة الثقافة وأمين عام النشر بهيئة قصور الثقافة الكتاب الورقي سيظل له دوره ولن يؤثر عليه أي وسيط أخر واعتقد الأجيال القادمة ستكون علاقتها أوثق بالكتاب الورقي الذي سيظل فترة طويلة جدا البوابة الحقيقية لتكوين ثقافة راسخة لدي القارئ... والقضية الأساسية بظني هي قضية القراءة من الأساس وكيفية ترسيخ عادة القراءة في نفوس أبنائنا وكيفية تحويلها إلي سلوك وعادة... فإذا كنا نعاني من الأمية الأبجدية فنحن نعاني أكثر من الأمية الثقافية فالشباب في الوطن العربي لا يقرأ إلا قليلا وأرجو إلا ننخدع بالأرقام التي ترصد دخول الملايين إلي المواقع علي النت ولنسأل أنفسنا لماذا يدخلون وأي مواقع هي التي يدخلونها ولا ننسي أن هناك دخولا من أجل الحصول علي المعلومة وهي القراءة النفعية بالنهاية تمني سعد عبدالرحمن أن يكون هناك مشروع قومي يساعد علي تحويل الشباب الجدد إلي قراء. وبنفس الرؤية يقول الدكتور حسين حمودة المشرف علي النشر بالمجلس الأعلي للثقافة مستقبل الكتاب الورقي لن يتراجع في ظل الميديات الأخري ببساطة لأن الكتاب يمنح القارئ مساحة كبيرة من التأمل... صحيح أن النشر الألكتروني يعطي مساحة أخري للقارئ كالتعليق علي ما يقرأ حيث تصبح هذه التعليقات أشبه بالاستجابات الفورية التي يلاحظها الكاتب ومن الممكن أن يخلق ما يسمي بالنص التفاعلي ولكن هذا النشر غير متوافر لكل القراء ولا لكل النصوص بالاضافة إلي انه لم يستطع بعد خلق عادات جيدة للقراء الذين تعودا التعامل مع الكتاب الورقي ومعني هذا أن الكتاب سيظل وسيلة أساسية للقراءة والمعرفة. ومن جانبها أكدت نوال مصطفي رئيسة تحرير كتاب اليوم أن ظهور الكمبيوتر والانترنت كان له أثر كبير علي انتشار الكتاب الورقي ولكن الغريب أنه وحسب الاحصائيات العالمية هذا التأثير كان ايجابيا في الدول الغربية فمع وضع ملخصات وعروض الكتب علي الانترنت ارتفع معدل توزيع الكتب وليس العكس ويحلل الخبراء هذه النتيجة بأن الشعوب الغربية شعوب قارئة.. أما اذا تحدثنا عن شعوبنا العربية فبكل أسف الموضوع مختلف تماما لأن شعوبنا وقبل ظهور الانترنت شعوب قليلة القراءة وبالتالي بعد ظهور الانترنت الذي جذب شبابنا بالكامل قلت القراءة وكادت تنعدم لولا ظهور بعض الروايات الأدبية التي اجتذبت الشباب مرة أخري وقربتهم من الكتاب والبداية كانت من خلال عمارة يعقوبيان التي شدت إليها بعض الشباب ثم توالت.. ورغم هذا لو قارنا بين انتاج الدول العربية من الكتب مقارنة بأسبانيا فهي تنتج أكثر مما تنتجه الدول العربية.. هناك ناشرون ولكنهم ينتجون بالقدر الذي تستوعبه السوق.. والسوق تستوعب قدرا ضعيفا جدا.. وتساءلت نوال مصطفي بنبرة يسودها الحزن لا أدري.. ما الذي يشغل شبابنا عن القراءة..؟