أعلنت مجموعة البنك الدولي أنها ستتيح إمكان الوصول المجاني الي أكثر من2000 مؤشر إحصائي تتعلق بالمسائل المالية وأنشطة الأعمال والصحة والتنمية الاقتصادية والبشرية بعد أن كانت متاحة فقط في الغالب للمشتركين برسوم مالية, ويعني هذا القرار الذي يأتي في إطار جهود أوسع نطاقا لزيادة إمكان الوصول الي المعلومات التي في حوزة البنك الدولي أن بمقدور الباحثين والصحفيين والمنظمات غير الحكومية وأصحاب مشروعات ومؤسسات العمل وتلاميذ المدارس علي السواء أن يستفيدوا من قواعد بيانات البنك الدولي من خلال موقعه الجديد علي الإنترنت وهو: data.albankaldawli.org ويقول الخبراء إن مبادرة البنك الدولي لإتاحة البيانات للجميع تنطوي علي إمكانات لحفز وضع السياسات علي أساس البيانات والأدلة في البلدان النامية من خلال إشراك المزيد من الباحثين والتحليلات المبتكرة في عملية التنمية, وإن من شأن هذه الخطوة كذلك أن تحفز الطلب علي البيانات وأن تزيد من قدرة البلدان علي إنتاجها, ولأول مرة ستكون البيانات متاحة بلغات أخري غير الإنجليزية مع ترجمة330 مؤشرا في البداية الي الفرنسية والاسبانية والعربية. قال روبرت ب.زوليك, رئيس مجموعة البنك الدولي: أعتقد أن من الأهمية بمكان إتاحة البيانات والمعارف المتوافرة لدي البنك الدولي للجميع فالإحصاءات تظهر الحقيقة كاملة في البلدان النامية وذات الاقتصاديات الصاعدة ويمكنها أن تلعب دورا مهما في المساعدة علي التغلب علي الفقر. وقال هانز روزلنج, وهو شريك مؤسس في مؤسسة جابمايندر وأحد المؤيدين بقوة لإتاحة بيانات البنك الدولي للجميع: هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله لأنه سيعزز الابتكار, هذا هو أهم شيء, وأعرب عن أمله في أن تلهم هذه الخطوة استحداث المزيد من الأدوات الخاصة بعرض البيانات في شكل مرئي, وتقديم القدوة للمؤسسات الدولية الأخري. وقال عليم والجي, مدير فريق الممارسات الجديدة المبتكرة لدي معهد البنك الدولي: القوة الحقيقية لمبادرة إتاحة البيانات للجميع تكمن في الفرص الهائلة لتحويل البيانات الي معارف وتطبيقات مفيدة من شأنها تعزيز الشفافية والمساءلة الاجتماعية للمانحين. ومن شأن إتاحة إمكان الوصول الي البيانات دون مقابل تمكين المواطنين من زيادة مشاركتهم المباشرة في عملية التنمية. ويمكن للتطبيقات المحتملة مزج البيانات أو دمج مجموعات البيانات العالمية المأخوذة من مؤشرات التنمية العالمية للبنك الدولي مع بيانات علي المستوي الجزئي بشأن تدفقات المعونات داخل بلد ما بغرض كشف مدي استجابة المعونات الدولية لاحتياجات الشرائح الأكثر فقرا وتعرضا للمعاناة في المجتمع, وأضاف أن البنك الدولي سيطلق مسابقة تطبيقات من أجل التنمية في أواخر هذا العام بغرض تحفيز مطوري التطبيقات في مختلف أنحاء العالم علي تحويل مجموعات البيانات الي تطبيقات جديدة للمساعدة في مواجهة التحديات الإنمائية الحالية, من قبيل وفيات الرضع والإلمام بالقراءة والكتابة والفقر المدقع. وتوقع باحثون وخبراء في مجال التنمية أن يكون لقرار البنك باتاحة البيانات أثر كبير, ويقول جيمس فوستر, الأستاذ بجامعة جورج واشنطن والخبير الاقتصادي الذي طالما تضمنت أبحاثه قياسات للفقر إن هذه المبادرة هي ما نطلبه تماما, لأن البيانات هي شريان حياتنا فنحن نزدهر بكوننا قادرين علي أن نري العالم علي حقيقته وعلي أن نطلع الآخرين علي تفسيرنا في ضوء ما نراه. وقال فوستر: وفوق هذا وذاك, سيكون لها تأثير غير مباشر كبير أو ربما يكون مباشرا علي رفاهة الفقراء في مختلف أنحاء العالم لأن السياسات التي نهتم كثيرا بأن تكون صحيحة تكون أفضل كثيرا حينما تزود ببيانات أفضل والآن هناك عيون أكثر تري هذه البيانات. وفي المغرب, قال عبدالخالق التهامي, الخبير الاقتصادي والإحصائي لدي المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي, إن مبادرة البنك ترفع أحد الحواجز الرئيسية مضيفا أن إتاحة وصول الباحثين الي البيانات الجيدة باللغة التي يفهمونها ستحسن جودة أبحاثهم وربما يلهم الحكومات بفتح بياناتها هي الأخري, وقال في الوقت الحالي ليست هناك بيانات متاحة أساسا ومن الصعوبة بمكان الوصول الي البيانات الموجودة ومن شأن مبادرة كهذه أن تبعث بإشارة الي الحكومات مفادها بأن عليها أن تسهل الوصول الي البيانات.