دفعت حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع السياسية المضطربة التي تشهدها البلاد مؤشرات البورصة المصرية للتراجع, لتنهي تعاملات جلسة التداول داخل المنطقة الحمراء علي الرغم من الصعود الجماعي الذي شهدته مؤشرات البورصات العربية وتوقع خبراء المال والمتعاملون أن تواصل السوق نزيف الخسائر في ظل الأجواء السياسية المضطربة وعدم وجود مناخ استثماري جيد. وانخفض المؤشر الرئيسي30EGX دون مستوي ال5600 نقطة مسجلا انخفاضا قدره2.01% أو مايعادل112.72 نقطة ليغلق عند5495.3 نقطة, وهو أدني مستوي خلال العام الجاري, وهبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطةEGX70 بنحو1.26% تعادل5.75 نقطة ليغلق عند450.97 نقطة, فيما تراجع مؤشرEGX100, الأوسع نطاقا بمقدار1.34% تعادل10.44 نقطة ليغلق عند771.14 نقطة. وسجلت قيمة التداول علي الأسهم487.7 مليون جنيه بتداول112.5 مليون سهم من خلال22.5 ألف صفقة, حيث تم تداول أسهم168 شركة انخفض منها119 شركة, بينما صعد18 شركة, واستقرت أسهم31 شركة عند نفس مستوياتها, وفقد رأس المال السوقي نحو4.5 مليار جنيه ليسجل370.4 مليار جنيه. أرجع محمد شعراوي المحلل الفني حالة التراجع الجماعي التي اجتاحت مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأمس إلي استمرار حالة الشغب والانفلات الأمني في الشارع المصري, موضحا أن اقتحام فندق سميراميس عكس رد فعل سلبيا علي البورصة بعد استمرار البيع العشوائي للمستثمرين الأجانب. وحذر شعراوي من أن تقود الأحداث الحالية والأزمة السياسية والأمنية, شركات التصنيف الائتماني لتخفيض الجدارة الائتمانية للبنوك المصرية من جديد وذلك عقب تخفيض محتمل للديون السيادية المصرية علي خلفية استمرار ارتفاع المخاطر السياسية, موضحا أن تعاملات جلسة تداول الأمس تشير إلي أن المتعاملين أصبحوا أكثر تفاعلا مع مثل هذه الأحداث خاصة بعد إقرار الحكومة منح القوات المسلحة سلطة الضبطية القضائية وإعلان حالة الطوارئ في مدن القناة التي شهدت اضطرابات دامية علي مدي أيام. وأوضح أن هناك تراجعا في الشهية البيعية للمتعاملين خاصة الأفراد منوها إلي أن هناك محاولة لاقتناص الصفقات من السوق حتي الآن عند المستويات السعرية الحالية للاستفادة من الانخفاضات السعرية. من جانبه, قال أحمد خالد رئيس قسم البحوث, إن السوق مرشحة للتحرك في صورة عرضية ما بين منطقتي5500 و5800 نقطة خلال الفترة الحالية. وأضاف أن الأحداث السياسية المضطربة علي الصعيد الداخلي تزيد حالة الترقب والحذر لدي المستثمرين وتدفعهم لتخفيف مراكزهم المالية لحين استقرار الأوضاع, مشيرا إلي أن القوي البيعية هي المسيطرة خلال الفترة الحالية علي تعاملات السوق. وأضاف خالد أن مواجهة المؤشر الرئيسي لمستويات دعم مهمة قد تعطي للسوق دفعة في الجلسات القادمة لتحجيم الخسائر, مشيرا إلي أن هناك حذرا واضحا يعكسه انخفاض أحجام التداولات وأن السوق تتعطش خلال الفترة الحالية لظهور أنباء جديدة أو حدوث استقرار يحفز السيولة علي العودة مرة أخري كقوة محركة.